Share
  • Link copied

رغم ضربات المناخ والمنافسة الأوروبية: البطيخ المغربي يحقق موسمًا استثنائيًا ويعزز حضوره في الأسواق العالمية

يشهد قطاع البطيخ في المغرب موسمًا استثنائيًا هذا العام، رغم التحديات المناخية المتكررة التي هددت الإنتاج في مراحله المختلفة. ومع توالي دورات الحصاد، سجل المزارعون والمصدرون أداءً أفضل من المواسم السابقة، سواء من حيث الجودة أو الحجم، بحسب ما أكده السيد السعيد الخونشافي، المدير العام لشركة “أطلس غرين جينيريشن”.

وبدأ الموسم في منطقة زاكورة جنوب البلاد، لكنه تعرض لعاصفة بردية في بدايته، ما أثّر سلبًا على انطلاقة الحصاد. لاحقًا، ومع انتقال الموسم إلى منطقة تارودانت في الوسط، ظهرت نتائج إيجابية رغم استمرار تأثيرات المناخ.

أما في قرية با محمد شمالًا، فقد واجهت المحاصيل موجة حر شديدة بلغت درجاتها 45 مئوية، ما أدى إلى تراجع نسبة المنتوج القابل للتصدير من 80% إلى 50%.

لكن الخونشافي يطمئن بأن “هذه الإكراهات لم تكن كافية لتعطيل الموسم”، مشيرًا إلى أن “المنطقة زرعت حوالي 8.5 مليون شتلة على مساحة 2500 هكتار، وهو تحسّن كبير مقارنة بالمواسم السابقة”.

ومن النقاط الإيجابية المسجلة هذا الموسم، بحسب ما أفادت به منصة “FreshPlaza”، إحراز تقدم ملموس في السيطرة على انتشار فيروس MWMV الذي أثر في السنوات الماضية على جودة المحاصيل.

وقد نجحت بعض المناطق، مثل تارودانت، في احتواء المشكلة عبر تغيير مصادر الشتلات، في حين عانت بعض الحقول التي استخدمت مصادر منخفضة الجودة من انتشار متأخر للفيروس.

ورغم التحديات، تسجل محطات تعبئة البطيخ في المغرب نشاطًا مكثفًا، خاصة في منطقة بركان شرق البلاد، التي حققت زيادة بنسبة 17% في صادرات البطيخ مقارنة بالموسم الماضي، رغم أن الحملة لم تصل بعد إلى منتصفها.

ويتوقع أن تبلغ ذروتها قريبًا مع انطلاق الحصاد في منطقتي بركان والعرائش، حيث تسود ظروف مناخية مواتية ويتوقع أن تصل نسبة التصدير إلى 80%.

وفي ما يتعلق بالسوق الدولية، يواجه المنتج المغربي منافسة متزايدة، خاصة بعد دخول كميات كبيرة من البطيخ عالي الجودة من إيطاليا واليونان إلى السوق الأوروبية، مما أدى إلى انخفاض متوسط الأسعار من 0.95 إلى 0.8 دولار للكيلوغرام.

إلا أن الخونشافي يرى أن “الطلب مستقر في أوروبا الغربية والبلدان الإسكندنافية وشرق أوروبا”، ويؤكد ثقته بأن الصادرات المغربية لن تتأثر كثيرًا بهذه المنافسة.

وتعتمد شركة “أطلس غرين جينيريشن” استراتيجية تسويق دقيقة، إذ تستهدف أسواقًا جغرافية مختلفة بعلامات تجارية متخصصة: “FazoFresh” للأسواق الألمانية والإسكندنافية، “Fraîcheur de Berkane” للسوق الفرنسية، و”Ayla” لأسواق أوروبا الشرقية خاصة بولندا. وتختص الشركة في تزويد سلاسل المتاجر الكبرى، وهي بصدد جني أولى محاصيلها من بطيخ بركان.

ورغم التحديات المناخية والمنافسة الخارجية، يتسم الموسم الحالي بإشارات قوية على النجاح، سواء من حيث جودة المحصول أو كميته أو التوسع في الأسواق. ومع التقدم في الحصاد شمالًا، تبقى الآمال معلقة على تحقيق موسم تصدير استثنائي يعزز مكانة البطيخ المغربي في الأسواق العالمية.

Share
  • Link copied
المقال التالي