شارك المقال
  • تم النسخ

رغم التساقطات الأخيرة.. فلاحون مغاربة يرفضون المغامرة بـ”الحرث”

تعرف مجموعة من المناطق المغربية، منذ حوالي أسبوع، تساقطات مطرية مهمة، ما جعل آلاف الفلاحين، يستبشرون بها، ويأملون بأن تكون فاتحةً لاستمرار الهطول في قادم الأيام، من أجل أن يشرعوا في الحرث، الذي تأخروا فيه هذه السنة، بسبب مخاوفٍ من الجفاف، الذي ضرب المملكة في السنة الماضية، وتسبب في خسائر كبيرة للقطاع الفلاحي.

وانتعشت آمال العديد الفلاحين بعد التساقطات المطرية الأولى التي شهدتها عدة جهات في المغرب، بأن يكون الموسم الفلاحي 2020/2021، مختلفاً عن سابقه، الذي عرف قلة تساقطات، انعكست سلباً على المحاصيل الزراعية والفلاحية، إلا أنه، ورغم كل الصعوبات، التي زادتها الجائحة قساوةً، تمكن أغلب الفلاحين من تدبير الوضع.

وفي الجهة المقابلة، أعرب مجموعة من الفلاحين عن احتياطهم قبل الشروع في الحرث، وإرجاء الحسم إلى الأيام المقبلة، التي من شأنها أن تكشف هل ستواصل الأمطار التساقط، أم أنها ستتوقف، لأن أي قرار خاطئ، قد يفاقم الأزمة التي يعانيها أغلب الفلاحين بسبب الجفاف الذي اتسم به الموسم الماضي، وتداعيات جائحة فيروس كورونا.

وبالرغم من أهمية التساقطات التي شهدتها مختلف جهات المملكة، والتي تجاوزت في بعض المناطق الـ 31 ملم، إلا أن العديد من الفلاحين، رفضوا ما أسموه بـ”المغامرة”، لأن الخسائر في حال حدثت هذه المرة، ستكون أكبر وأجسم بكثير من الموسم السابق، باعتبار أن البلاد تشهد تداعيات مؤثرة للفيروس التاجي، مست كل القطاعات.

وفي هذا السياق، أعرب عددٌ من الفلاحين المتوسطين، في تصريحات لـ”بناصا”، عن تخوفهم من الحرث، بالرغم من أن الوقت متأخر بالفعل، باعتبار أن الموعد المناسب للحرث يكون بين منتصف أكتوبر، ونوفمبر، وفي أقصى الحالات قبل ديسمبر، إلا أنهم، ليس لديهم القدرة على تحمل تكاليف أي خسارة جديدة.

وأضاف الفلاحون بأنهم سيتريثون قليلاً، لأن الحبوب مثل القمح والشعير، يمكنها أن تنمو حتى وإن تأخر الحرث، بشرط أن تكون هناك تساقطات مهمة، الأمر الذي يجعلهم، ينتظرون لبضعة أيام، إلى غاية أن يتبين الوضع، مع تأكيدهم، بأن استمرار الأمطار، أو توقفها الآن، لا يحكم نهائياً، على الموسم الفلاحي، سواء بأن يكون جيداً أو سيئاً.

أما الفلاحون المتوسطون، فقد أكد بعضهم، في تصريحات لـ”بناصا”، بأنهم لن يقوموا بزرع أي شيء، لأنهم تضرروا خلال الموسم الماضي، بسبب تأخر التساقطات، والتي جاءت بين في فبراير ومارس، في وقتٍ، كانت فيه أغلب المحاصيل، قد يبست، ما اضطرهم لتقديمها للمواشي، دون أن يستفيدوا منها، عكس السنوات الماضية.

وكانت اللجنة الاستراتيجية لقطاع الفلاحة، قد اجتمعت خلال شتنبر الماضي، من أجل مناقشة الاستعدادات للوسم الفلاحي الجديد، حيث جرى وضع برنامج توزيع للزراعات الخريفية الرئيسية؛ بذور الحبوب، القطاني الغذائية، والزراعات العلفية، والزراعات السكرية، والخضروات، على مساحة 5.8 مليون هكتار، بالمناطق الفلاحية بالمغرب.

يشار إلى أن التوقعات تتحدث عن زيادة إنتاج في عدد من الفواكه مثل الحوامض، بنسبة 29 في المائة، والزينتون بنسبة 14 في المائة، والتمور بنسبة 4 في المائة، والرمان بنسبة 2 في المائة، مع توقع انتعاش عام للقيمة المضافة الفلاحية خلال الموسم الجديد، بنسبة قُدرت بـ 11 في المائة، علماً أن القطاع، عرف تضرراً كبيراً خلال السنة الحالية، بسبب الجفاف وكورونا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي