قال الباحث والكاتب المغربي رشيد أيلال، إنه” تعرض لتهديدات كثيرة، وما يزال يتعرض لها، ومن أبرزها محاولة الاغتيال التي كانت ستقوم بها خلية إرهابية تطلق على نفسها خلية أجناد البغدادي”.
وأضاف المتحدث ذاته، في حوار مع جريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “دولة قطر قامت بمنع كتابه بسبب رعايتها ودعمها التيار الإخواني في العالم”، مردفا: “أنه أصبح من المضحك أن نتحدث عن فعالية المنع في عصر الانترنيت”.
وأشار صاحب كتاب “البخاري نهاية أسطورة” المثير للجدل، إلى أن “الصورة التي جمعت الثلاثي المرعب: محمد الفايد، وأحمد عصيد، ورشيد أيلال، على شبكات التواصل الاجتماعي كانت تعبيرا مقصودا لأنه يعبر عن واقع”.
وهذا نص الحوار كاملا:
قبل أيام تم منع كتابكم (البخاري نهاية أسطورة) الذي أثار ضجة ولايزال، من معرض الدوحة للكتاب.. لماذا تم المنع في نظرك، وهل هناك أطراف تحارب الفكر التنويري؟
أمر عادي أن تقوم الدولة القطرية بمنع كتابي، فيكفي أن نعرف بأن هذه الدولة هي التي ترعى وتدعم التيار الإخواني في العالم، لنفهم أسباب المنع، فهذا التيار رفقة التيار السلفي، لا يريد أي تقدم لأمتنا بل يخشاه ويعمل على محاربته، ليس فكريا، بل بالمنع والتشهير وتلفيق الاتهامات.
فإذا كان التيار التنويري التجديدي يحاول ما أمكنه، أن ينقي التراث الديني الإسلامي من الشوائب، ويجتهد في أن يجعله مناسبا للعصر ويتماشى مع مقتضيات الحداثة والمعاصرة ومبادئ المواطنة والانسانية، فإن التيار الماضوي يجتهد بكل ما أوتي من قوة لإيقاف هذا المد التنويري، لكنه لا يملك الآليات السلمية والفكرية للقضاء عليه، أو للحد من انتشاره، فلا تبقى من وسيلة لديه إلا استعمال السلطة وقمع الأفكار بمنعها.
إنه من المضحك أن نتحدث عن فعالية المنع في عصر الانترنيت، فالكتب الممنوعة والأفكار الممنوعة تجد لها رواجا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن كل محجوب مرغوب.
يقال إن التنوير يسبق التغيير.. هل يبتغي الأستاذ رشيد أيلال بخرجاته ومقالاته ومؤلفاته تغيير معتقدات العامة وهدمها أم تصحيحها وتقويمها..؟
طبعا أنا لست عدميا، ولست راديكاليا، فالتغيير الصحيح الذي يؤتي أكله لا يجب أن يستعمل أسلوب الإلغاء، بل يقوم الاعوجاج، وينقي المعتقد من الشوائب، بما يجعله مسايرا للعصر، لأنه نجد أن كثيرا من المسائل الفقهية التراثية، هي بنت زمانها، نبتت في ظروف وشروط لم تعد موجودة، وحتى الفقهاء يقولون بأن العلة تدور مع المعلول حيث دار وجودا وعدما، فإذا انتفت العلة انتفى الحكم، فهي إذن لا يمكن أن تنتمي إلى عصرنا.
وبالتالي وجب تعديلها بما يوافق العصر والثوابت الدينية، وإلا سنصبح خارج التاريخ إن لم يتم انتماؤنا لعصرنا ومصرنا وواقعنا.
وأنا اؤمن بأن هناك شذرات كثيرة في الدين ما تزال صالحة للانتفاع بها، تحتاج منا شيئا من الاجتهاد والتفكير العميق لجعلها تساير العصر لتوطينها بما يخدم الصالح العام، وينفع البشرية جمعاء.
عندما وصل الإسلام إلى أوروبا كنظام تنويري بدأت أوروبا بأولى حقباتها التنويرية بدأت بثورة مارتن لوثر وهي حركة تصحيحية سميت بالبروتستانت وتعلم البقية.. فقد اعدم كوبرنيكوس وغاليلو بسبب افكار تتعارض مع الإنجيل.. هل تعرض رشيد للتهديد بالقتل في إطار سعيه إلى التنوير ..؟
تعرضت لتهديدات كثيرة، وما أزال اتعرض لها، لكن أبرزها هي محاولة الاغتيال التي كانت ستقوم بها خلية إرهابية تطلق على نفسها خلية أجناد البغدادي، لكن المخابرات المغربية بمعية الأمن الوطني أحبطوا هذه المحاولة، وتم القبض على الخلية قبل أزيد من أربع سنوات، لكن هذا كله لن يحبط من عزيمتي، ولن يثنيني عن مساري، بل سأبقى أناضل من أجل ما اخترته عن طواعية.
وطبعا مهمة الإصلاح الديني ليست بالسهلة أبدا، وتحتاج لنوع من الصبر والتضحية، وطبعا لو خاف المتنورون القدامى وصمتوا لما كان لدينا اليوم مسيرة للتنوير مستمرة، ولأجهضت في مهدها، لكن الشجاعة المعقلنة البعيدة عن الحماس الثائر هي الضامن لاستمرار هذا الإصلاح الذي نتوخاه ونطمح اليه.
نشرت، أخيرا، صورة تجمعك مع الدكتور محمد الفايد وأحمد عصيد وعنونتها بالثلاثي المرعب.. هل هذا الوصف مقصود؟ وكيف ترد على من عنون ذات الصورة التي تدوالت على نطاق واسع بـ”الثالوث المثير”؟
نعم هو تعبير مقصود لأنه يعبر عن واقع، فما إن نشرنا صورنا نحن الثلاثة، حتى نهض الماضويون الذي يرعبهم ويرهبهم أي إصلاح، أو إي استخدام للعقل، ليؤلفوا القصص الخيالية، ويتباكون من لقاء ضم ثلاثة أصدقاء في مكان عام أمام الملأ، لذلك فلقاء اخوي عادي أحدث إسهالا كلاميا غريبا لدى هؤلاء بما يبين انهم ارتعبوا من لقائنا، لذلك وصفت الثلاثي بالمرعب.
أما من وصفنا بالثالوث المثير، فهذا أولا معناه أننا واحد مركب من ثلاثة، ولسنا ثلاثة أشخاص، على غرار الثالوث المقدس لدى المسيحيين، ففي نظر هؤلاء نحن عنصر واحد مركب من ثلاث عناصر مكونة لهذا العنصر، وهذا يخالف الواقع، لأننا ثلاثة أشخاص لكل منا استقلاليته ومجال اهتمامه، ويجمع بيننا التفكير والإصلاح، فنحن ثلاثي ولسنا ثالوثا، أما عن المثير، فالكلمة ملغومة، لأننا لا نعرف أي نوع الإثارة نحدثها لدى هؤلاء غريبي الأطوار!.
العديد من الناس أيضا تساءلت عن سبب هذا الاجتماع الثلاثي, هل من توضيح بغية تنوير الرأي العام؟
لا أبدا لم يكن هناك أي اجتماع، بل لقاء عادي جدا تناقشنا فيه في العديد من الأمور، المتعلقة بالدين والواقع، وأيضا مرحنا قليلا، وكان اللقاء في مكان عام استمتعنا فيه بجمال الطبيعة وحاولنا أن نكتشف سحر بعض مدن المغرب الجميلة، وانتهت القصة، لكن الآخر الأحمق لأنه يرتعب من كل لقاء بين متنورين، فقد بدأ ينسج من مخيلة مريضة حماقات لا تستحق حقا حتى الرد عليها.
تعليقات الزوار ( 0 )