شارك المقال
  • تم النسخ

رسالة إيطاليا: هكذا أصبحت الكنائس تعج بالجثث بعدما امتلأت المستودعات الخاصة بالأموات

تعيش إيطاليا أياما عصيبة في تاريخها على إثر انتشار فيروس كورونا المتجدد الذي أصبح يجثم على كل أطرافها متسببا في وفاة مآت الأشخاص وإصابة آلاف آخرين بشكل يومي.

فلا مستودعات الأموات يمكنها استيعاب الكم الهائل من الجثث، ولا المستشفيات تستطيع استقبال كل المرضى، في مدن مثل بريشا وبيرغامو اللتان تعتبران حاليا أكثر المدن تضررا بكرونا، أصبحت كل الكنائس تعج بالجثث بعدما امتلأت عن آخرها كل المستودعات الخاصة بالأموات بينما مدينة ميلانو تسارع الزمن في إنجاز مستشفى ميداني بقصر المعارض الدولي على مساحة قد تتجاوز 4 كيلوميترات بعدما عجزت العشرات من المستشفيات التي تتوفر عليها المدينة ونواحيها عن استقبال المزيد من المرضى، وأصبح الأطباء في كثير من الأحيان يلتجؤون إلى “قواعد الحرب” اختيار من يمكن إنقاذه.

وفي تصريح لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” نشرته في عددها اليوم الاثنين قال رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أن بلاده تجتاز أياما عصيبة وحاسمة في نفس الوقت لتطويق انتشار فيروس كورونا، فحسب اللجنة العلمية التي أوكل إليها تتبع انتشار الفيروس أن الأيام القادمة سيبلغ الانتشار ذروته، يضيف المتحدث ذاته.

وتتوقع الحكومة الإيطالية، بناء على قرار اللجنة العلمية المكلفة بتتبع انتشار فيروس كورونا المتجدد، أن تشهد إيطاليا ما لايقل عن إصابة 92 ألف شخص ووفاة 3 آلاف منهم على الأقل، وأن الأسبوع الجاري سيشهد ذروة الانتشار بحوالي 4 آلاف حالة في اليوم والتي ستتواصل لحوالي أسبوعين من قبل أن ينحصر الانتشار تدريجيا في الأسبوع الثاني من شهر أبريل المقبل.

هذا وبالرغم من أن كل المدن الإيطالية تبدو اليوم كـ”مدن أشباح” خالية على عروشها إلا أن العديد من المراقبين يحذرون من عدم التزام الإيطاليين بتدابير الحجر الصحي ومواصلتهم التحرك والتنقل، وهو ما أشار إليه الأطباء الصينيون الذين أوفدتهم الدولة الصينية لمساعدة إيطاليا في الخروج من أزمتها الصحية ملحين على المزيد من الإجراءات للحد من حركة  وتنقل الأشخاص إذا ما أرادت إيطاليا تطويق الفيروس بصفة فعلية، وهو ما دفع الحكومة إلى إيقاف القطارات الليلية ومنع الأشخاص من الخروج للرياضة، بعدما كان العديد من الأشخاص قد تحولوا إلى “رياضيين” للتحايل على إجراءات حظر التجوال التي تفرضها الحكومة.

للإشارة فإن الحكومة الإيطالية تحت شعار “ألزم بيتي” أعلنت منذ 9 مارس الجاري عن حظر التجوال بكامل البلاد وعدم الخروج من البيوت إلا للعمل أو الضرورة القصوى كالذهاب لشراء المواد الغذائية الضرورية أو الدواء، وإغلاق جميع المحلات التجارية باستثناء الصيدليات و محلات بيع المواد الغذائية، وعدم السفر إلا بغرض الشغل أو العودة إلى مقر الإقامة. وتتولى عناصر الأمن مراقبة كل الأشخاص المتواجدين بالشارع العام والتأكد من أسباب تواجدهم خارج بيوتهم ويتم تغريم كل مخالف للتعليمات بغرامة 206 أورو مع المتابعة قضائيا بمقتضى القانون الجنائي.

وحسب الإحصائيات الرسمية بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المتجدد بإيطاليا إلى غاية مساء يوم أمس الأحد 15 مارس 24747 حالة يتواجد منها 1672 حالة تحت العناية المركزة وتوفي منها 1807 شخص.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي