استئنافا لأنشطتها العلمية، نظمت جمعية البلاغيين المغاربة، بتعاون مع جريدة بناصا الإلكترونية، الجزء الثاني من الندوة الدولية عن بعد، في موضوع “البلاغة والفلسفة” يوم الاثنين 28 يونيو 2020، على الساعة الثالثة زوالا.
وقد تميزت هذه النسخة الثانية بمشاركة أصوات جديدة حاولت الجمعية الانفتاح عليها لتقديم رؤى وتصورات مختلفة.
كان تسيير الجلسة مسندا لرئيس الجمعية الأستاذ إدريس جَبري، الذي افتتح الندوة بتقديم المشاركين، وأبرز خلال تقديمه أهمية البلاغة، وعبر عن سعادة أعضاء الجمعية لاستضافة قامات معرفية من مختلف أقطار العالم العربي، وبعد أن رحب بالمشاركين أعطى الكلمة لصاحب المداخلة الأولى الدكتور محمد العمري رائد البلاغة الجديدة ليلقي مداخلته التي اختار لها عنوان “الفلسفة في تخوم البلاغة”.
قدم الدكتور محمد العمري في مداخلته مسحا طوبوغرافيا وضع فيه تعريفا للبلاغة، منطلقا من تعريفها العام الذي يرصد علاقتها بالحقول المعرفية المتاخمة لها، والتي ترتبط بالإنشاء وتبحث عن مصدر تأثيره وقوته، مع إبراز علاقتها بالأدب والنقد الأدبي بمختلف توجهاته.
وعرّج المفكر البلاغي على معنى صفة “البليغ” التي تطلق على الكلام أو المتكلّم، وعلى ما يجعلها خاصة مقابلة لمصطلح الشعرية. كما أنه بين ما خاضته البلاغة من معارك، خلال العصر الحديث، ضد المناهج النقدية الخارج لسانية بداية، وضد الأسلوبية في النهاية لاسترجاع جناحها التداولي، ثم ما عرفه منطق الحجاج من سيادة وقوة مع الفيلسوف البلجيكي شاييم بيرلمان. كما ميز بين الخطابية المنطقية والخطابية البلاغية، مبينا أنهما متمايزتان من ناحية المكونات والخصوصيات والمصطلحات المشكلة لكل منهما (الحجة والصورة مثلا)، ورسم الحدود التي تسيج مجال اشتغال البلاغة معتبرا أنها تتناول الخطاب الاحتمالي المؤثر المنجز بالاختيار مناسبة أو إغرابا، وتبحث في الوظيفة الأساسية للإنشاء. وختم برغبته في مناقشة مساهمة الفلاسفة العرب في خدمة البلاغة مستقبلا.
ثم جاء الدور على صوت جديد وهو الباحث العراقي الدكتور سعيد الغانمي، الذي ألقى مداخلة بعنوان “الاستعارة المعمارية بين أفلاطون والفرزدق”.
وقد مهد لها بشكر الجمعية، وبالإشارة إلى انعدام استخدام مصطلح اللغة في القرآن الكريم والاستعاضة عنه بمصطلح عبارة عن جزء من آلة الكلام البشرية (اللسان)، ثم عرج على تصوير اللغات المختلفة لعوالم مختلفة لدى باحثين غربيين مثل أولمان الذي حدد بعض الكليات اللغوية المشتركة بين لغات العالم، وقسمها إلى كليات كنائية وكليات استعارية مثل استعمال اللسان للتعبير عن اللغة. ثم أثار قضية العلاقة بين الألفاظ والتصورات في نماذج بلاغية تشتغل على مستوى المفاهيم، مما يجعلها جزءا من طريقة التفكير البشري،.
وهذا يطلق عليه الباحث الاستعارات الكبرى، ويرى أنها آليات فكرية تقوم عليها العلاقة بين الألفاظ والتصورات، ويقوم بحصرها في استعارات مثل: استعارات الأنوار، والاستعارات الملبسية، والاستعارات الشمسية.
وخصص حديثه للاستعارات المعمارية التي ضمّنها أفكارا أساسية هي: فكرة العلو والارتفاع (التمييز بين الأعلى والأسفل)، وفكرة التحصين (تبني قلعة وتميز بين الداخل والخارج)، وفكرة الجسر. وقدم أمثلة عن الصنف الأول بما يقدمه أسلوب التعريض (إياك أعني واسمعي يا جارة). وعلى أساس هذا النوع بنى أفلاطون منظومته الميتافيزيقية التي أسسها على الاستعارات العقلية، وأسند للاستعارة الشعرية وظيفة استكشاف العالم في أسطورة الكهف التي تخيل فيها وجود الشمس خارج الكهف تعكس على جداره ضلال الأشياء الموجودة خارجه المناقضة للأشياء داخله في كل شيء، وهو بذلك ينقض العالم الحسي السفلي ويبني العالم المعقول العلوي من غير برهان، مستخدما آلية بلاغية هي التوازي بالمقلوب. وهذا ما يسميه الباحث الاستعارة المعمارية، والذي يزعم أنها توجد في كل المنظومات الفكرية وتشكل آلية من آليات التفكير البشري عموما، وفي الأدب على الخصوص، وقدم بيت الفرزدق دليلا على ذلك:
ضربت عليك العنكبوت بنسجها وقضى عليك بها الكتاب المنزل
كما يقدم أمثلة شعرية أخرى ميز فيها الفرزدق بين قبيلته(العلوي) وقبيلة جرير (السفلي) مثل:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
وختم الباحث بأن هذه الآلية البلاغية جعلت الفرزدق يضفي جميع الأوصاف الإيجابية على قبيلته، والسلبية على قبيلة جرير موظفا الاستعارة المعمارية التي تحول المفاهيم إلى بناء فكري شامخ يقابله بناء آخر يهوي إلى الحضيض دون تقديم الأدلة، مما يجعلها مؤثرة في المتلقي.
وكانت المداخلة الثالثة للدكتور عماد عبد اللطيف، الذي استهل حديثه بشكر المسير والمشاركين، والثناء على جمعية البلاغيين المغاربة وأعضائها، واختار لمداخلته عنوان “الفلسفة وجمهور البلاغة من الإخضاع إلى التمكين”.
وكان محتوى المداخلة مرتبطا بتصورات الفلسفة الغربية لجمهور البلاغة التي وجد لديها شبه إجماع على جعله كينونة مستهدفة بالإخضاع عبر الوسائل البلاغية، وعبر عن اعتزامه تقديم تصور ميشيل فوكو عن النقد بوصفه فضيلة، وذلك خلال سعيه إلى بسط تصور يمكن الجماهير من إنتاج استجابات بليغة وتعزيز تصور بلاغة الجمهور التي تعتبر الأخير كينونة بلاغية.
وعرّج الباحث على تعريف الجمهور عند فلاسفة اليونان (أفلاطون وأرسطو) مستعرضا التصور الأفلاطوني السلبي للخطيب والجمهور (جاهل يخاطب جَهَلَة)، ويضع هذا النوع مقابل جمهور بلاغة الجدل والفلسفة الذي يوصي فيه الفلاسفة بالسعي إلى إخضاعه، ثم عرض الباحث تصور أرسطو الذي قدم تعريفا للجمهور وتصنيفا دقيقا لأصنافه، ودوره الفاعل في تأويل القياسات المضمرة، باعتباره الكيان المستهدف بالإقناع والتأثير من قبل الخطيب الذي يجعله غرضا له. ويشير الباحث إلى أن الفيلسوفين يتناسيان دوره واستجاباته.
وهذا التصور استمر مع البلاغة الجديدة التي اهتمت أكثر بالجمهور، بحيث راجع بيرلمان وتيتكا تصور أرسطو للجمهور، وعملا على تقسيمه إلى ثلاثة أصناف: النفس، الجمهور الخاص، الجمهور الكوني، وهما يركزان على الجانب الشكلي في الحجاج… وانتقدهما باحثون أمثال تندال الذي لم يستسغ تقييد بيرلمان للجمهور وتصوره للجمهور الكوني، وأكد على ضرورة ربطه بالواقع. واسترسل ليورد تصور بلاغة الجمهور التي تُعَرفه بأنه من يتلقى خطابا ما بشكل فعلي في لحظة زمنية تاريخية محددة وينتج أشكالا من الاستجابات تجاه هذا الخطاب. وهي لا تهتم للجمهور المفترض الذي يوجد في ذهن الخطيب.
وخلص الباحث من خلال ذلك إلى أن الجمهور في البلاغتين الكلاسيكية والحديثة هو موضوع للإخضاع، عكس بلاغة الجمهور التي تستثمر تصورات فلسفية أخرى تدعمها كفلسفة هابرماس وميشيل فوكو الذي يستخدم مفهوم النقد بوصفه فضيلة، ويقترح الباحث ما يسميه “الفعل النقدي” الذي يستمد جذوره من فلسفة كانط المؤسسة على النقد حين اتسعت مجالات اشتغاله لتشمل جميع مجالات التفكير، وهو مفهوم يقول عماد عبد اللطيف بأنه سيحوله إلى مجال الجمهور بتشكلاته المختلفة موظفا اجتهادات هابرماس وفوكو الذي أدرك أن النقد فضيلة، وأنه فن ممارسة تغيير الذات ومقاومة للإخضاع، ويستعير هذا الفهم لخدمة مشروعه في بلاغة الجمهور. وختم الأستاذ عماد عبد اللطيف تدخله بأن تصور النقد بوصفه فضيلة يغري بلاغة الجمهور لأنه تحدّ للأعراف الراسخة، بحيث يمكن استثماره لوصف الاستجابات البليغة المقاومة للهيمنة في فضاءات التواصل.
وكانت المداخلة الموالية لأستاذ الفلسفة في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس حاتم أمزيل الذي اختار الحديث عن الاستعارة لدى الفيلسوف الألماني هانز بلومنبيرغ منطلقا من التساؤل عن جدوى اعتماد الاستعارة في التأريخ للفلسفة، وعرض تصور الفيلسوف السابق للبلاغة والاستعارة التي يعتبرها تكشف عن ضعف الكائن الإنساني أمام الواقع المحيط به، والذي يظل فهمه له مرتبطا بمعرفة استعارية غير يقينية، مما ينتج تغيرا دائما للبراديغمات في محاولة فهم العالم.
وهذا ما حدا به إلى جعل البلاغة وسيلة تكسب الإنسان القدرة على التعويض في مجابهته للواقع العصي على المعرفة الكلية والشاملة. كما تناول الباحث أيضا جانب الإمكانيات التي تتيحها الاستعارات لكتابة تاريخ الأفكار، مبرزا المسار التاريخي للاستعارة في التراث الفلسفي وفي تاريخ الفكر الغربي الذي جعلها بعيدة عن الحقيقة والمعرفة الحقيقية، مما ينم عن وجود مفارقة بين طردهم للاستعارة وعدائهم لها وبين اعتمادهم عليها في صياغة مفاهيمهم ومشاريعهم، كما عرض تصور كوزيليك لتطور المفاهيم وتاريخها، إذ يعتبر أنها البنية الثابتة والباقية بعد اندثار وزوال البنيات الاجتماعية والسياسية، وأنها هي التي تمكن من فهم الجماعات البشرية، وبذلك يؤكد أهمية تاريخ المفاهيم داخل تاريخ الأفكار، وبين أيضا أن بلومنبيرغ يستعمل مفهوم الميتافورولوجيا (مبحث نظرية الاستعارة) الذي يعتمد فيه على الاستعارات ويشتغل عليها باعتبارها مبحثا مساعدا لتاريخ المفاهيم، لأنها مهيمنة في تاريخ الفلسفة والمفاهيم، وتعين على كشف بؤر التغير في أنماط التفكير، وتعطي إمكانية كشف التغيرات ومناطق الظل التي يغفل عليها تاريخ المفاهيم ويسكت عنها. كما وقف عند اعتبار بلومنبيرغ الاستعارة تشكل بنية تفكير الكائن الإنساني التي لا يفكر إلى عبرها، والأداة التي تساعده على السيطرة على واقعه وفهم واقع الغير، وهو لا يستطيع التخلص منها. وهي كذلك بالنسبة إليه مثال لنزعة التعويض لدى الإنسان.
المداخلة الأخيرة كانت للأستاذ الحسين بنو هاشم تحت عنوان “البلاغة بين الصواب الاستدلالي لخطابية بيرلمان والأمراض الحجاجية للخطاب السائد”، بدأها بتحديد المصطلحات المركزية التي سيستعملها مثل الخطابية التي يقصد بها الريطورية، والتيقين الذي بنى عليه بيرلمان نظريته إلى جانب الإقناع،
وكذلك أورد مصطلح المستمَع Auditoire وعرض تصور القدماء له كتصور أرسطو الذي جعل منه حشدا يتلقى خطابا في ساحة عمومية، وموقف بيرلمان الذي يرى فيه تصورا يبنيه الخطيب حول من ينوي إقناعه، وبين الأستاذ بنوهاشم أن هذا المصطلح وسعه بيرلمان وكان له أثر بالغ في تطويره لنظرية الحجاج، بحيث إنه فتح الخطابة أمام الخطاب المكتوب الذي يشمل مختلف الخطابات الإنسانية غير المنطقية والصورية، وأمام المخاطب الوحيد سواء محاورة مخاطب واحد أو مداولة مع النفس، وهذان خطابان حظيا باهتمام الفلاسفة باعتبارهما خطابين خاليين من الخداع والمناورات، لكن نظرية بيرلمان تركز على المستمع الكوني معتبرة إياه معيارا للحجاج الموضوعي، وأورد الباحث أن هذا التوسيع كان الغرض منه جعل الخطابة والحجاج مستوعبين للخطابات الإنسانية غير الصورية وخصوصا الفلسفة، وبالتالي فإن نظريته نظرية فلسفية في الحجاج.
ثم عرج على فرق جوهري بين الخطابية القديمة وخطابية بيرلمان وهو إهمال الأخير لوسائل الإقناع النفسية (الإيتوس والباتوس)، التي كانت عند أرسطو وسائل أساسية للإقناع، مدعيا أنها تقع خارج مجال اختصاصه وأنها تقع في صلب تخصص علم النفس الاجتماعي، وبقي مركزا على تقنية اللوغوس التي حدد فيها مجموعة من الأنواع الحجاجية. ويرى الباحث أن الفيلسوف البلجيكي وقع في التعارض حين أقصى الأهواء، مما يجعل البلاغي يفكر مليا في طريقة التعامل مع هذه النظرية الجديدة، وفي دواعي تسميتها بالخطابية وليس بالجدل.
ويرى الأستاذ بنو هاشم في هذا الصدد أن سبب ذلك وارد في ثنايا كتابه “مصنف في الحجاج”، وهو متعلق بكون الخطابة تستهدف دفع المستمع إلى الفعل أساسا، ويستدرك الباحث بقوله إن ذلك لا يمنع من ربط نظريته بالجدل، كما يعتبر أن إدراج الجوانب النفسية في عملية دراسة الحجاج أمر ضروري، لأن نظرية الحجاج يجب أن تأخذ بعين الاعتبار جانبين أساسيين هما جانب العقل وجانب الإرادة، كما أن من الضروري لها أن تهتم بالانزلاقات الخطابية من أجل نقد الحجاج وكشف مغالطاته الكثيرة في خطابات العصر الحالي، وذلك لكي تؤدي دورها في توفير الآليات الضرورية لتحليل الخطاب، والتي تميز بين الخطاب المعقول والخطاب الزائف الموهم.
بعد انتهاء المداخلات فتح باب النقاش، حيث تفاعل المتابعون مع كل المداخلات عبر مجموعة من الأسئلة، اختار منها المسير أهمها وطرحه على المتدخلين، وجاءت الإجابات بدءا بالأستاذ سعيد الغانمي الذي تحدث عن البحث المنطقي الذي حضر في دراسة اللغة والبلاغة منذ أرسطو المهتم بالجملة الخبرية باعتبار أنها هي وحدها التي تستطيع مطابقة الواقع، وهذا ما يجعل نظرته للعالم سفسطائية، وعرج على بحث البلاغيين العرب عن البنية اللغوية للمنطق، واهتمامهم بالبحث عن البنية اللغوية للفكر وعن المعاني(الجاحظ، الجرجاني…) ودعا الباحث إلى إعادة النظر في المنظور الأرسطي، والبحث عن بلاغة المضمر في كل الخطابات.
وتلا ذلك تدخل الأستاذ عماد عبد اللطيف للإجابة عن سؤالين أولهما بخصوص العلاقة بين الخطيب والجمهور صاحب الاستجابة، وإمكانية تحوّل الأخير إلى خطيب في الفضاءات العمومية، وأجاب عنه بالنفي القاطع لأن الخطيب يبقى خطيبا والجمهور بدوره يبقى جمهورا، وثاني الأسئلة مرتبط بالعلاقة بين بلاغة الجمهور ونظرية استجابة القارئ ونظرية التلقي، وأشار بصدد ذلك إلى دراسة له تعالج هذه العلاقة وأوجه الاختلاف، وختم بالتساؤل حول جدوى التمسك بمصطلح المستمع في تصور يوسع الخطابة لتشمل ما هو مكتوب.
وبعده أعطيت الكلمة للأستاذ بنو هاشم للتفاعل، وقال بخصوص مصطلح “مستمع” بأنه ترجمة لكلمة ومصطلح “auditoire ” وظل بيرلمان متشبثا به لمركزيته. وبعده أعطى الرئيس الكلمة للأستاذ حاتم أمزيل الذي تحدث عن الخطابة القضائية وتحديدها للإدانة والمجرم في القانون الجنائي الذي ينطلق من تصور خاص للواقع غير المكتمل من ناحية الحقيقة، وتساءل عن الكتب التي يجب أن يرجَع إليها للتعرف على تصور أرسطو في البلاغة، ومكانة المخيلة في أعماله وخصوصا في كتاب النفس.
وكان مسك الختام بكلام الدكتور محمد العمري الذي طلب منه ختم الندوة، وجسد المداخلات في شكل غزوات لاسترجاع أراضي البلاغة، وأثنى على الجمعية وكافة المشاركين في الندوة، ثم شرع في الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه، مركزا على استفادة البلاغة من الفلسفة والفلاسفة الذين كان لهم الفضل في إحياء البلاغة وإعادة قراءة التراث البلاغي العربي من الجاحظ إلى الفلاسفة المسلمين وما بعدهم.
ثم قدم إجابة عن كيفية استثمار البلاغة في دراسة الفلسفة في منحييها الإشاري والعباري. واسترسل بالحديث عن مشروع الجابري واستحضاره للبلاغة العربية باعتبارها تتوسط البرهان والعرفان، وأكد أنه اعتمد تراتبية مرفوضة لأن كل خطاب له مجال فعله وتأثيره. ثم حدد مجال اهتمام الخطابيتين البلاغية والمنطقية، وأصر على ضرورة تصدي البلاغة للمغالطات التي تصدمنا في الخطابات المعاصرة في المغرب. وختم بالحديث عن هيرمينوطيقا بول ريكور باعتباره بلاغيا يمكن استثمار ما قدمه في التحليل البلاغي للخطابات.
وأعطى الرئيس الكلمة في الختام للضيف الشرفي الدكتور سعيد الغانمي الذي عبر عن ضرورة إعادة النظر في البلاغة باعتبارها جزءا من تكويننا المعرفي والإدراكي لفهم العالم ولفهم تجاربنا في الحياة والوجود، وجدد الشكر للمنظمين.
في الختام، تناول الأستاذ ادريس جبري مسير الجلسة ورئيس جمعية البلاغيين المغاربة، شاكرا كافة المتدخلين على صبرهم وأناتهم، كما شكر كل المتدخلين والمتفاعلين، وجريدة بناصا، وأعضاء جمعية البلاغيين المغاربة، ضاربا الموعد مع المتتبعين في أنشطة مقبلة.
هل عُرضت هذه الندوة على ال اليوتيوب ؟