شارك المقال
  • تم النسخ

دراسة: كورونا فاقمت معاناة مهاجري جنوب الصحراء غير النظاميين بالمغرب

خلصت دراسة حول وضعية المهاجرين من جنوب الصحراء في المغرب وكورونا، إلى أن هذه الفئة تعيش “معاناة مزدوجة” بسبب كورورنا فاقمتها إجراءات الطوارئ الصحية في البلاد.

وقالت الدراسة التي أعدها الباحث محمد كريم بوخصاص ونشرها المعهد المغربي لتحليل السياسات، إن دينامية الهجرة الغير نظامية لم تتوقف بالرغم من إجراءات حالة الطوارئ الصحية في المغرب.

وأضافت أن استمرار عمليات الهجرة غير النظامية في ظل حالة الطوارئ الصحية، يعمق من المعاناة المضاعفة لهذه الفئة، مفسرة أن هؤلاء المهاجرين يعتبرون في نظر الأمم المتحدة “فئة هشة” تعاني تحديات جمة في الحصول على العلاج الطبي وتأمين الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، إضافة إلى غياب مراكز إيواء خاصة بسبب رفض الحكومة المغربية توفيرها لهم.

ويقدر عدد المهاجرين الغير نظاميين ما بين 25 ألفا و40 ألفا، معظمهم من دول جنوب الصحراء، وفق تقديرات وزارة الداخلية، ولحدود الساعة لا توجد إحصاءات رسمية محينة حول أعدادهم.

وأوضحت الدراسة أن معاناة المهاجرين انضافت إليها معاناة أخرى خلال الحجر الصحي، تمثلت في عدم تسليم السلطات وثيقة التنقل الاستثنائية إليهم على غرار المواطنين المغاربة، مما سبب لهم متاعب وصعوبات في التنقل لاقتناء الأغراض التي يحتاجونها، وأصبحوا معرّضين للتوقيف في حالة مغادرتهم مأواهم، وأيضا عدم اتباع السلطات إجراءات الوقاية أثناء وضع المهاجرين الموقوفين في مركز الاحتجاز الواقع في منطقة أركمان بالناظور، كالتباعد الاجتماعي وتوفير الكمامات، وذلك أثناء استئناف تدخلات السلطات ضد مخيمات المهاجرين في 15 أبريل، بعد توقف امتد بين الفترة بين 13 مارس و15 أبريل”.

فيما قدمت الدراسة مؤشرا آخر ساهم في تفاقم معاناة مهاجري جنوب الصحراء لا تتم الإشارة إليه في الغالب لكن له تأثير بالغ، هو تقلص عمل جمعيات حماية المهاجرين خلال أشهر الحجر الصحي إما لسبب ذاتي أو بسبب منعها من توزيع المساعدات لاعتبارات أمنية وصحية.

أما بخصوص المؤشر الأخير عن معاناة المهاجرين، تضيف الدراسة، فهو استثناؤهم من الاستفادة من الدعم المؤقت للأسر العاملة في القطاع غير المهيكل المتضررة من فيروس كورونا، رغم أن عددا منهم يشتغلون في هذا القطاع.

من جهة أخرى، توصلت الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث والتي تضمنت حوارات معمقة مع المهاجرين إلى أنهم ينتشرون أساسا في ثماني مدن تعتبر مراكز تجمع رئيسية: أربعة منها في الشمال وتُطل على المتوسط (طنجة، وتطوان، والحسيمة، والناظور)، وثلاثة في الوسط (العاصمة الرباط، والدار البيضاء، وفاس)، وواحدة في الشرق هي وجدة التي تعتبر بوابة المهاجرين غير النظاميين رغم الحدود المغلقة مع الجزائر منذ نحو ربع قرن.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي