شارك المقال
  • تم النسخ

دراسة علمية تكشف رسم خرائط التلوث بالمعادن الثقيلة في المياه السطحية المغربية

تؤثر نوعية المياه بشكل خطير على صحة الإنسان والاستدامة البيئية، وتتعرض المسطحات المائية، مثل الأنهار والبحيرات والخزانات، لتهديد متزايد بسبب التلوث من مصادر مختلفة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والحضر.

ويتميز المغرب بساحل يطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، في حين يتميز الجزء الداخلي منه بجبال الأطلس المهيبة والمساحة الشاسعة للصحراء الكبرى، ويلعب الري دوراً حيوياً في الزراعة المغربية، حيث تمثل المساحات المروية حوالي 1.46 مليون هكتار، أي ما يقرب من 17٪ من إجمالي الأراضي الزراعية في البلاد.

وفي هذا الصدد، قالت المنصة “الجيومكانية العالمية”، في تقرير لها، إن الممارسات الزراعية المفرطة والتوسع الحضري المتزايد يفرض ضغوطًا مثيرة للجدل على موارد المياه السطحية وأدت إلى تأثيرات سلبية محتملة على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه ونوعية المياه.

وأوضح تقرير المنصة، أنه مما يزيد من التحدي أن المغرب، مثل العديد من الدول الأخرى، يعاني من تلوث المياه السطحية بسبب المناخ شبه الجاف الذي يسود معظم مناطقه، والجفاف، والتلوث البشري.

ونتيجة لذلك، أصبح هناك خطر كبير يهدد حياة الإنسان والحيوان، حيث تعتبر المياه السطحية من أهم مصادر الاستخدام الزراعي التقليدي حيث يستخدم معظم المزارعين شبكات المياه السطحية لري حقولهم.

وقال التقرير، إن حوض سبو، الذي يحتوي على 30% من الموارد المائية في المغرب، يعتبر ملوثا بشدة، ويواجه النهران الرئيسيان في المغرب، سبو وأم الربيع، أوضاعا مائية حرجة عدة مرات في السنة، كما أن طبقات المياه الجوفية في المغرب تتعرض للاستنزاف والتدهور، ويرجع ذلك إلى تلوث النترات من الأسمدة ومياه الصرف الصحي والسماد.

وفي تقرير مستقل يركز على تقييم جودة المياه في المسطحات المائية السطحية في المغرب باستخدام التوزيع الجغرافي المكاني وخوارزميات التعلم الآلي، تم إجراء تحقيق حول وجود المعادن الثقيلة في ثلاثة أنهار (النفيفيخ، وسد واد حصار، والمالح) في عمالة المحمدية.

وقامت الدراسة التي أجرتها المنصة بتقييم أداء خوارزميات التعلم الآلي في التنبؤ بجودة المياه، وجمعت الدراسة عينات مياه من الأنهار الثلاثة خلال موسمين: الشتاء والربيع، وتم تحليل العينات لخمسة معادن ثقيلة: الكادميوم والحديد والنحاس والزنك والرصاص.

خوارزميات التعلم الآلي

وتم استخدام ثلاث خوارزميات للتعلم الآلي، وهي الغابة العشوائية (RF)، وآلة ناقل الدعم (SVM)، والشبكة العصبية الاصطناعية (ANN)، للتنبؤ بجودة المياه بناءً على تركيزات المعادن الثقيلة والعوامل البيئية الأخرى.

ووجدت الدراسة أن تركيزات المعادن الثقيلة كانت أقل بشكل عام في فصل الشتاء عنها في فصل الربيع، وكانت قيم مؤشر HPI أيضًا أقل في فصل الشتاء، مما يشير إلى تحسن جودة المياه.

وكانت قيم المقر الرئيسي أقل من 1 في جميع الأنهار الثلاثة، مما يشير إلى عدم وجود آثار صحية ضارة نتيجة التعرض للمعادن الثقيلة، ومع ذلك، كشف تقييم CR عن وجود خطر محتمل للإصابة بالسرطان بنسبة 1 من كل 100 شخص خلال عمر 70 عامًا.

واعتبرت الدراسة، أن تلوث المياه في أنهار عمالة المحمدية يسبق دخولها إلى حدود العمالة، كما تؤكد ذلك معطيات نقاط المراقبة، ويدعم هذا الاكتشاف أيضًا تحليل جودة المياه في بحيرة دوار المرجة، الواقعة بالقرب من المناطق الصناعية بالولاية.

ويعد إجراء مزيد من التحقيقات حول تلوث النهر عند منبع عمالة المحمدية أمرًا بالغ الأهمية لتحديد مصادر التلوث وتنفيذ استراتيجيات التخفيف الفعالة.

وأظهرت الدراسة إمكانات خوارزميات التعلم الآلي للتنبؤ بنوعية المياه في المسطحات المائية السطحية، وتسلط النتائج الضوء أيضًا على أهمية المراقبة والتقييم المنتظم لجودة المياه لتحديد ومعالجة مصادر التلوث المحتملة.

وأشارت الدراسة، إلى أن هناك حاجة إلى تنفيذ عمليات رصد وتقييم منتظمة لجودة المياه في المسطحات المائية السطحية، وذلك لتحديد ومعالجة مصادر التلوث المحتملة للحد من التلوث بالمعادن الثقيلة. ويمكن القيام بذلك من خلال تطوير وتنفيذ تدابير فعالة لمكافحة تلوث المياه.

ومن التوصيات الأخرى الواردة في التقرير رفع مستوى الوعي بين الجمهور حول أهمية جودة المياه والمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بتلوث المياه.

ويعد تنفيذ الممارسات الزراعية المستدامة، وتقليل النفايات الصناعية، وتحسين البنية التحتية لمعالجة مياه الصرف الصحي خطوات حاسمة نحو حماية صحة البشر والبيئة، كما يعد البحث والرصد المستمر ضروريين لضمان جودة المياه وتوافر الموارد على المدى الطويل في المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي