شارك المقال
  • تم النسخ

خوفٌ وجِدٌّ وتندّرٌ.. هكذَا تفاعلَ المغاربةُ مع تسجيلِ أوّل إصابةٍ بكورونا المُتحوّر

أعلنت وزارة الصحة، ليلة أمس الإثنين، عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد، وذلك بميناء طنجة المتوسط، وتعود لمواطن مغربي قادم من إيرلندا، على متن باخرة انطلقت من ميناء مارسيليا بفرنسا، لتنضم المملكة إلى الدول التي تمكنت السلالة الجديدة من دخولها.

وأثار إعلان تسجيل أول إصابة، غضب العديد من المواطنين، الذين كانوا يمنون النفس في أن يسمعوا من وزارة الصحة، خبراً بشأن الشروع في حملة التلقيح ضد الفيروس التاجيّ، بدل هذا الخبر الذي أدخل الخوف إلى قلوب مجموعة من المغاربة، الذين بدأ يتسرب اليأس إليهم بسبب الضبابية التي بدأت تلفّ المستقبل القريب.

وبالرغم من أن الوزارة، أعلنت في بلاغها الإخباري أن المعني بالأمر “لا تظهر عليه أية أعراض، ويوجد حاليا تحت العزل الصحي بالدار البيضاء، وتم التعامل معه ومع مخالطيه وفقاً للبروتوكول الصحي الجاري به العمل في بلادنا”، وفق البلاغ، الذي أضاف بأن السلطات الصحية شرعت في اعتماد مجموعة من الإجراءات والتدابير للكشف المبكر وحصر أية حالات للسلالة المتحورة”.

ومباشرةً بعد البلاغ الوزاري، اتهم مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وزارة الصحة، في أنها السبب الرئيسي وراء وصول الفيروس إلى المملكة، باعتبار أنها كانت تستطيع أن توصي الحكومة إلى إغلاق الحدود مع دول جديدة، بدل الاكتفاء ببريطانياَ، التي شهدت تسجيل أول الحالات من السلالة المتحورة.

وتساءلت إحدى المعلّقات، والتي تدعى فاطمة، عن سبب عدم إغلاق المغرب لحدوده مع إيرلندا، كما فعل مع جارتها بريطانيا، مردفةً أم أن السلطات تحسن “الإغلاق علينا فقط، فيما يتركون الناس تدخل من الخارج”، مؤكدةً على ضرورة إغلاق الحدود، والأشخاص القاطنين في الخارج، عليهم الجلوس في منازلهم، حتى نهاية الأزمة.

وأردف معلّق آخر، يدعى محمد بأن وزارة الصحة تحاول التغطية على فشلها في تلقيح الشعب المغربي، بعد شهور من الوعود بأن حملة التطعيم باتت على الأبواب، فيما قال آخر، يسمى محسن: “كنا ننتظر أن تزفّوا لنا خبر موعد بدء التلقيح، الذي أزعجتمونا بأخباره”، مختتماً: “من لديه الإمكانيات، ذهبت للتلقيح في دولة أخرى، ونحن تركتم لنا الكذب”.

وحاول الإعلامي إبراهيم البركة، توضيح أن السلالة الجديدة ليست أخطر من الحالية، حيث كتب نقلا عن مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العلمية، إنه “يتعين علينا أن نقيم توازنا. من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية، من المهم للغاية إبلاغ الجمهور بحقيقة الأمر، إن الفيروس رغم تطوره إلا أنه يفقد قوته الحقيقية ويضعف شيئا فشيئ لكن من المهم أيضا أن نقول إن هذا جزء عادي من تطور الفيروس”.

ومضى البركة في نقله ما جاء على لسان ريان، بأن “توافر القدرة على تعقب فيروس بهذا القرب، بمثل هذا الاهتمام، بمثل هذه الطريقة العلمية وفي وقت مناسب هو تطور إيجابي حقيقي للصحة العامة العالمية، والدول التي تفعل هذا النوع من المراقبة تستحق الثناء”.

وأوضح البركة في التدوينة ذاتها، بأن وزارة الصحة تتحمل المسؤولية دائماً، لأنها سبب في دخول فيروس كورونا، سواء الأول، أو الثاني، أو كما يرغبون تسميته، ويحملون دائماً مسؤولية الانتشار إلى المواطن، ويلزمونه باحترام التدابير، حتى وإن أراد هذا المواطن السفر إلى بلد يفرضون عليه قيود تجعله يتنازل تماماً عن فكرة السفر نحو الخارج”.

ونبه إلى أن هذا المنع يتم، بالرغم من أن “الفيروس صيني أو أجنبي، ويأتينا من الخارج عبر الدول الأوروبية.. يعني أن المواطن المغربي بريء مما تصفون، لأنه ينتقل بل يتقاتل من أجل العيش فقط، والنماذج جمة بأعالي الأطلس، وبسوس وبالصحراء، وبالشمال في القرى وأعالي الجبال، لأجل محاربة الفقر لا غير”، حسبه.

وأعرب البركة عن أسفه، على “فرض الدولة لبروتوكول صحي لساكنة لا تتوفر حتى على قوت يومها وتموت يوماً بعد يومٍ بسبب الفقر، ولا شيء غير الفقر منذ أمنة، ولولا جمعيات الإحسان لأصبح المغرب بؤرة للمجاعة وترى النسور والكواسر تقتات من جثث الموتى من الجوع، ويأخذهم الموت كقعاص الغنم”.

ولم تخل ردود فعل المغاربة على السلالة الجديدة من التندّر، حيث شارك مجموعة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بلاغ وزارة الصحة، الذي أعلنت خلاله عن تسجيل أول إصابة جديدة بكورونا المتحور، قائلين إن هناك استعدادات لكي يعيدوا تدريسناً من المرحلة الابتدائية، في إشارة إلى تكرار سيناريو تفشي الوباء.

وأعاد ناشط آخر نشر عبارة “نصبروا غير أسبوعين في البيت ويمشي الوباء”، التي انتشرت بكثرة في وسائل الإعلام العمومي، وعبر تصريحات عدد من المسؤولين، مباشرةً بعد إعلان الحكومة، في النصف الثاني من مارس الماضي، عن تطبيق حالة الطوارئ الصحية، وفرض حجر صحيّ شامل، للتصدّي لانتشار الفيروس التاجي.

يشار إلى أن المغرب، قرر، اليوم الثلاثاء، منع الطائرات والمسافرين القادمين من أستراليا والبرازيل وإيرلندا ونيوزيلندا، من دخول البلاد، حتى إشعار آخر، وذلك في أول خطوة بعد اكتشاف أول إصابة مؤكدة من سلالة كورونا المتحوّرة، والتي كانت قد اكتشفت قبل أسابيع في المملكة المتحدة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي