نظمت الشبكة الدولية للباحثين وبتنسيق مع مركز الدراسات والتكوين التابع لجامعة ابن زهر أكادير الوطية طانطان، والمركز الوطني للدراسات القانونية والحقوقية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حلقة نقاشية حول موضوع: “أي دور للمرأة في مراكز الدراسات والأبحاث: الشبكة الدولية للباحثين كأفق للتفكير؟”، وذلك في سياق التدشين الرسمي للفعاليات العلمية للشبكة الدولية للباحثين بالمغرب، حلقة نقاشية أطرها ثلة من الباحثات من المغرب وخارجه، في مقدمتهم الدكتورة حياة الدرعي، مديرة مركز الدراسات والأبحاث الانسانية ـ مدى وباحثة في التواصل السياسي، والدكتورة سنية النوالي، أستاذة جامعية بتونس ومنسقة الشبكة الدولية للباحثين فرع تونس، والدكتورة كوثر أمرير باحثة في القانون العام/ جامعة محمد الخامس بالرباط، وعضوة الشبكة الدولية للباحثين بالمغرب، والدكتورة كريمة الصديقي عن المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية، والدكتورة صفية لعزيز، أستاذة جامعية بكلية الحقوق بأيت ملول، ومديرة مركز الدراسات والتكوين الوطية طانطان، فيما نشط أشغال الحلقة الدكتورة نجيمة شقرو باحثة في القانون العام والعلوم السياسية جامعة محمد الأول وجدة و الدكتورة فاطمة الزهراء فوزي كمقررة لأشغال الندوة العلمية.
افتتحت أشغال الحلقة النقاشية بكلمة لمنسق الشبكة الدولية للباحثين الدكتور بدر بوخلوف، أستاذ باحث بجامعة مولاي إسماعيل مكناس، والذي استعرض من خلالها أهم السياقات التي أحاطت بإحداث الشبكة كنواة بحثية وضرورة علمية وأكاديمية تفرضها الساحة الثقافية، ومعتبرا أن الرهان اليوم من داخل الجامعة هو الرفع من منسوب التشبيك البحثي والعلمي سواء داخل بلادنا أو خارجها مع كل المراكز البحثية وعموم الفاعلين في الشأن الأكاديمي، ومرحبا في الآن نفسه بالحضور، ومؤكدا على أهمية وراهنية موضوع الحلقة النقاشية، وخاصة وأنها تصادف ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ليتم بعدها اعطاء الكلمة لمديرة مركز الدراسات والتكوين الوطية جامعة ابن زهر أكادير، والتي أكدت هي الأخرى على أهمية اللقاء و ما سيتمخض عنه من استنتاجات وتوصيات.
بعد هذا التقديم أعطت الأستاذة نجيمة شقرو الكلمة مباشرة للدكتورة حياة الدرعي، والتي استعرضت مداخلتها من خلال ورقة موسومة بـ:” أية مساهمة للمرأة في قيادة مراكز الدراسات والأبحاث: تجربة شخصية؟”، مؤكدة من خلالها على أن أي تشجيع أو دفع باتجاه الحقوق داخل مركز مدى هو تشجيع للمرأة والرجل بصفه عامة، معتبرة أن التعاون مع المرأة والانفتاح عليها هو جزء من آليات وأدوات الفعل داخل المؤسسة، معتبرة أن ما أنصف المرأة وما يزال هو ثقتها بذاتها ووعيها بأنها ذات لابد وأن تتطور، ولكي تصل لمرحلة التميز يجب عليها في نظر حياة الدرعي الاستمرار في الاشتغال بشكل يساهم في الانفتاح على المؤسسات البحثية داخل المغرب وخارجه، ولتختتم الأستاذة ورقتها بالإشارة إلى أن مسار المرأة داخل أي مؤسسة فكرية يساهم فيه الرجال عبر دعمها وتكوينها وكذا زيادة منسوب الثقة لديها.
أما المداخلة الثانية فكانت من نصيب الأستاذة سنية النوالي معنونة إياها بـ: “دور المرأة في مراكز الدراسات والبحوث العلمية بين ضرورة التفعيل وأهمية التثمين”، وهنا افتتحت الأستاذة مداخلتها بطرح الإشكال المتعلق بدور المرأة في هذه المراكز، حيث انطلقت من مسألتين،الأولى إبراز فاعلية دور المرأة في مراكز الدراسات والبحوث العلمية، والثانية تثمين دور المرأة في هذه المراكز. الأستاذة في هذا السياق وقفت عند أهمية التنظيم القانوني للبحث العلمي ومسألة ضمان حرية ممارسته طبقا لمقتضيات الوثيقة الدستورية التونسية لسنة 2014. أما عن المداخلة الثالثة والتي تفضلت بها الأستاذة كريمة الصديقي فقد خصصت لها العنوان التالي: “المرأة ومراكز البحث: التحديات، الفرص ومحددات النجاح”، وهنا انطلقت المتدخلة من التأكيد على دور المرأة في المجتمع المغربي وخاصة في العشرية الأخيرة، نتيجة تضافر الجهود ونضالات الحركة النسائية، مشيرة إلى أن الدستور المغربي لسنة 2011 قد أكد في تصديره على مبادئ من شأنها الرفع من قدرات النساء في مقدمتها مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والمناصفة، وهو الأمر الذي تعزز بانخراط المملكة في جملة من الاتفاقيات الدولية المناهضة للتمييز ضد المرأة. الأستاذة كريمة الصديقي استعرضت تجربتها كامرأة داخل المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية معتبرة أن تواجدها قد شكل فرصة سانحة للدفاع عن المرأة المثقفة وضمان وزيادة منسوب تواجدها داخل هكذا خلايا بحثية وطنية.
أما المداخلة الرابعة فقد تفضلت بها الاستاذة صفية لعزيز بموضوع حول: “المرأة الصحراوية ورهان المسؤولية الإدارية: تجربة نسائية“، والتي حاولت من خلالها عرض تجربتها كامرأة صحراوية في إدارة وتسيير نواة جامعية بمدينة طانطان، مستعرضة أهم الإكراهات والصعوبات التي تواجه المرأة عموما في تقلد هكذا مسؤوليات إدارية في ظل الثقافة السائدة وما يرتبط بها من ترسبات مجتمعية.
أما آخر مداخلة قتقدمت بها الأستاذة كوثر أمرير مخصصة لها عنوانا يحمل: “مداخل تمكين المرأة في مجال البحث العلمي”، وهنا استهلت مداخلتها بالتأكيد على أن تفوق المرأة في مجال البحث العلمي يظل متوقفا على تحقيق التوازن بين الالتزامات الأسرية للمرأة ومتطلباتها في العمل، كما استعرضت الباحثة في ذات السياق أن انخراط المرأة في مجال البحث العلمي يتطلب منها العديد من التضحيات والوقت والجهد والطاقة، الأمر الذي يستدعي تقديم الدعم اللازم بغية مساعدتها على تخطي التحديات وتجاوز الإكراهات.
تعليقات الزوار ( 0 )