رفضت الحكومة الإسبانية، التي يقودها بيدرو سانشيز، الكشف عن تفاصيل العملية الأمنية التي رافقت إدخال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، على متن طائرة رئاسية جزائرية، إلى أراضيها، في الـ 18 من شهر أبريل الماضي، إلى غاية خروجه في الـ 2 من شهر يونيو، باعتبارها “سرّاً من أسرار الدولة”.
وكشفت صحيفة “okdiario” الإسبانية، أن الحكومة رفضت، في ردها على سؤال كتابي من الحزب الشعبي بمجلس النواب، الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالعملية التي رافقت دخول وإقامة وإخراج غالي، باعتبار أن القانون الصادر سنة 1968، المتعلق بالأسرار الرسمية للدولة، يمنع كشف تفاصيل الموضوع.
وأوضح المصدر، أن ملف دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا، ما يزال أمام القضاء، حيث تحقق المحكمة رقم 7 في سرقسطة، في هوية السلطة التي أمرت بالعملية، ويرغب، وفق الجريدة، رئيسها رفائيل لاسالا، بمعرفة الشخص الذي سمح لغالي والوفد المرافق له، بولوج تراب المملكة، عبر مطار بامبلونا.
وطلب القاضي، من لواء الأجانب والحدود الإقليمية التابع لقوة الشرطة الوطنية، في الـ 19 من غشت الحالي، التحقيق في الموضوع، وتحديد هوية الأشخاص الذين سمحوا بوصول غالي للمطار، مطالبا إياههم بإرسال جميع المعلومات المرتبطة بجوازات السفر ومراقبة الأمتعة التي تم إجراؤها على هؤلاء الأشخاص قبل ركوب الطائرة التي غادرت إلى الجزائر العاصمة في 2 يونيو الماضي.
ونبهت إلى أن غالي، وصل إلى إسبانيا في الـ 18 من شهر أبريل الماضي، على متن طائرة جزائرية، غلى قاعدة سرقسطة الجوية، دون المرور بمراقبة الحدود أو التوثيق، حيث غادر في سيارة إسعاف إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، تحت اسم محمد بن بطوش، من أجل العلاج بسبب إصابته بكورونا، ليغادر في الأـ 2 من يونيو، عبر مطار بامبلونا، بعد إدلائه بشهادته عبر الفيديو أمام القاضي سانتياغو بيدراز.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القاضي، أصدر بالفعل أمراً، في الـ 9 من غشت الجاري، بإحضار كاميلو فيلارينو، الرئيس السابق لديوان وزارة الخارجية والذراع الأيمن لأرانشا غونزاليس لايا، من أجل الإدلاء بشهادته، كمتهم، مردفةً، نقلا عن مصادرها الخاصة، أن فيلارينو كان المسؤول عن التحضير لوصول غالي لإسبانيا، دون رقابة الجمارك أو الهجرة.
واسترسلت أن فيلارينو، اعترف بنفسه، أمام قاضي سرقطسة، بأنه المسؤول عن العملية، حيث قال إنه اتصل بالرئيس العام الثاني لهيئة الأركان الجوية، فرانسيسكو خافيير فرنانديز سانشيز، لكي لا يطب إجراءات الجمارك أو الهجرة، على الطائرة التي تقل غالي والوفد المتواجد بها، متابعةً أن فيلارينو، أقيل بعد تغيير لايا وتعويضها بخوسيه مانويل ألباريس.
وزادت، أن وزارة الخارجية التي كانت تقودها لايا، عملت على إعداد خطة لوصول غالي مباشرة إلى مستشفى لوغرونيو، دون تحديد هويته في الجمارك أو المراقبة، إلا أنه، وبالرغم من ذلك، تمكن المغرب من العلم بوجوده في الجارة الشمالية، الأمر الذي أسفر عن أزمة ديبلوماسي غير مسبوقة بين البلدين، ما زالت تداعياتها مستمرة لغاية الآن.
تعليقات الزوار ( 0 )