قالت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك إنه إذا كانت كورونا “قد شكلت تحديا غير مسبوق النظير في التاريخ الإنساني وضع البشرية كلها أمام استحقاقات لم تكن متوقعة، وجعلت الحكومات تسارع إلى القيام بإجراءات احترازية صارمة، وتدابير اقتصادية واجتماعية كبيرة في سبيل مواجهة الآثار الكبيرة المترتبة عن هذا الوضع الفريد”، فإنها “قد كشفت أيضا العديد من الاختلالات التي يجب التصدي لها بما يلزم من اليقظة والحزم”.
وفي السياق ذاته، لفتت، في بلاغ لها توصلت جريدة “بناصا” بنسخة منه، إلى “ظاهرة تستحق المتابعة والمعالجة معا” وتتمثل في “مجموعة من الأشخاص مجهولي الخلفية العلمية والمعرفية أو منتحلي الهوية لتقديم ما يسمونه وصفات ناجعة لمواجهة الوباء، بإعداد خلطات من أعشاب ومواد لتقديمها كدواء لما استعصى على الأطباء من أمراض، إلى غير ذلك من أنواع الشعوذة والاستعمال العشوائي للأعشاب الطبية والعطرية، وانفتح باب الإفتاء بكل شيء في كل شيء في خرق سافر لكل القواعد التنظيمية ولكل الضوابط العلمية التي تحكم كل هذه المجالات”.
وفي الوقت الذي كشفت فيه أنها “رصدت عن كثب تفشي هذه الممارسات عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي” استنكرت ما سمته ب “هذه المتاجرة بالمآسي الإنسانية”، وحذرت في نفس الوقت “من الخطر الجسيم الذي تمثله هذه الوصفات القائمة على الشعوذة والترامي على الاختصاص على صحة المستهلكين المغاربة وسلامتهم، خاصة وأنهم يمكن أن يقعوا ضحية للأساليب التي يعتمدها هؤلاء النصابون للإيقاع بالناس متاجرة واستغفالا”.
وبناء على ذلك، دعت الهيئة نفسها إلى “التصدي لهذه الممارسات التي تساهم في نشر الأخبار الزائفة، وفي إلحاق الضرر بصحة المستهلكين وسلامتهم”، واستنكرت “بشدة ما يقدم عليه العديد من عديمي الضمير من متاجرة بالآلام، ونشر حالة من عدم الثقة والاطمئنان، وهو ما يستلزم من جهة نشر الوعي بين عموم المستهلكين بدجلهم ونصبهم، ومن جهة أخرى الضرب بقوة على كل من سولت له نفسه الشريرة السطو على مهام وصلاحيات ليست له”.
وختمت بلاغها بدعوة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “للقيام بالدور المنوط بها في تنظيم البث الإذاعي والتلفزي، والتدخل لوقف البرامج الإذاعية والتلفزية التي لا تحترم دفتر التحملات من خلال استضافتها لأشخاص غير مؤهلين لإرشاد الناس وتقديم وصفات علاجية لهم”، بلغة البلاغ.
تعليقات الزوار ( 0 )