Share
  • Link copied

حزب العدالة والتنمية يشهر سلاح “الهوية الإسلامية” في وجه السّاعين لـ”تفكيك الأسرة” و”طمس اللغة العربية”

اختار حزب العدالة والتنمية، في ختام مؤتمره الوطني التاسع، التموقع من جديد كمدافع شرس عن “الهوية الإسلامية” و”الثوابت الوطنية”، معتبرا أن المعركة القادمة ستكون على جبهات الأسرة، والتعليم، والثقافة، واللغة، في مواجهة ما وصفه بـ”التفكيك الممنهج لمقومات المجتمع المغربي”.

البيان الختامي لمؤتمر “البيجيدي”، شدد على أن قضية الأسرة “أولى الأولويات”، في ظل ما سماه “توجهات تسعى إلى تفكيكها وتيسير شروط فسخها”، معتبرا أن أي إصلاح في هذا الباب يجب أن يستند إلى المرجعية الإسلامية، ويخضع للتأطير الملكي. وثمّن الحزب الدور المحوري للملك محمد السادس، أمير المؤمنين، في التذكير بثوابت الشريعة في مراجعة مدونة الأسرة، لا سيما القاعدة التي تؤكد “لا أحل حراما ولا أحرم حلالا”.

وتأتي هذه التصريحات في سياق الجدل الدائر حول تعديل مدونة الأسرة، حيث يخشى الحزب من تمرير مقترحات يرى أنها قد تضعف مؤسسة الزواج، وتفتح الباب أمام “تحويل الأسرة إلى شركة تجارية”، وهو ما يعتبره نقيضًا لمقاصد الشريعة وقيم المجتمع المغربي المحافظ.

في مجال التعليم، انتقد الحزب ما وصفه بـ”حالة التخبط والاحتقان”، داعيًا إلى العودة للرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، ورفض “فرض خارطة الطريق 2022 – 2026″، التي أعدتها وزارة التربية الوطنية، وكذا “المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي 2030”.

كما جدد الحزب رفضه لما يراه “هيمنة اللغة الفرنسية”، داعيا إلى تصحيح “الهندسة اللغوية” باعتماد العربية لغة للتدريس، وتعزيز الأمازيغية، مع الانفتاح على اللغات الأكثر تداولًا عالميًا. وفي ذات السياق، استنكر الحزب ما اعتبره حملات استهداف للتعليم العتيق ولمادة التربية الإسلامية، مؤكدًا مكانتهما في النظام التعليمي لدولة ذات مرجعية إسلامية.

ولم تغب الثقافة والإعلام عن بيان الحزب، حيث انتقد ما أسماه “الانحراف الثقافي الذي تعرفه الحكومة الحالية”، محذرًا من “موجة استيلاب حضاري وأخلاقي”، و”خضوع منظومة الدعم العمومي في مجالات السينما والثقافة والإعلام للوبيات مصالح وإيديولوجيات أجنبية”.

وفي لغة قوية، تحدث البيان عن تمكين “نماذج تافهة” في الإعلام العمومي والمهرجانات، بما لا يخدم الثقافة المغربية الأصيلة، داعيًا إلى استرجاع دور الدولة في ترشيد الدعم الثقافي وتحقيق الحكامة.

ويطمح حزب العدالة والتنمية، من خلال مخرجات مؤتمره التاسع، إلى إعادة ترتيب أولوياته على أساس الهوية والدفاع عن “النموذج المغربي”، في وقت تتسارع فيه التحولات المجتمعية. هذا التموضع، وإن كان استمرارًا لخطاب الحزب منذ تأسيسه، فإنه يُقرأ أيضًا كجزء من محاولة استعادة التأثير السياسي والاجتماعي بعد تراجعه الانتخابي الأخير.

Share
  • Link copied
المقال التالي