قرّرت وزارة الصحة، حرمان الأطر الصحية في جميع ربوع البلاد، من عطلة العيد، للمرة الثانية على التوالي، بعدما أعلنت عن أن حملة التلقيح ضد الفيروس التاجي، ستتوقف يوم الأضحى فقط، على أن تتواصل بعده، الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً في أوساط الشغيلة الصحية.
واعتبر العديد من الأطر الصحية، أن وزارة الصحة، تعمل على “استنزاف” مجهود الجميع دون أدنى تفكير في العواقب، وفي الكارثة التي قد يتسبب فيها هذا الأمر، خصوصاً أن جميع العاملين في هذا القطاع، عانوا من ضغط رهيب وغير مسبوق منذ مارس من سنة 2020، مع حرمانهم من أيام العطل، وتقليص فترة الإجازة.
وحول هذا القرار، أكدت إيمان بصري، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رفضها المطلق لهذا الأمر، مشيرةً إلى أن النقابة “رفضت العمل في ثاني وثالث عيد، خلال عيد الفطر أيضا، غير أنها لم تمارس أي ضغط على الشغيلة، وفتحت المجال لمن رغب في الاشتغال، وأيضا لمن لم يرغب”.
وقالت بصري في تصريح لجريدة “بناصا”: “أنا عن نفسي رفضت الاشتغال في أيام العيد، لأن يوم التلقيح لا يعتبر يوماً كارثيا”، منبهةً إلى أن “مصالح كوفيد في المستشفيات مملوءة بأطبائنا وممرضينا وتقنيينا، ولم نفرغها، ولكن لا بأس في إفراغ مصالح التلقيح، لأنها ليست أمرا استعجاليا، وإن منحنا الأطر عطلة في أيام العيد أو السبت والأحد، فهذا لن يحدث أي ضرر”.
وأشارت الفاعلة النقابية، إلى أنه “أكدنا مراراً أننا متطوعون إن كانت هناك أي كارثة، ونعمل في مصالح كوفيد التي لن تفرغ نهائيا لأننا نعتبرها أمرا استعجاليا وخطيرا”، منبهةً في السياق ذاته، إلى أن استمرار الوضع الحالي، واشتغال الأطر في أيام العيد والسبت والأحد، سيتسبب في انفجار عظيم داخل وزارة الصحة.
وأوضحت أن الأطر بدأت تدخل مرحلة التعب و”الاحتراق”، لهذا، تتابع بصري، “كنا نطالبهم بعدم التعامل معنا بأسلوب السخرة، لأن هذا الأمر ليست وزارة الصحة هي المسؤولة عنه، بل وزارة الداخلية، فهي من تأمر بالعمل يومي السبت والأحد، وثاني وثالث عيد”، مسترسلةً أن وزارة الصحة عبارة عن موظفين وأطباء، ممرضين، تنقيين وإداريين، وجميعهم سيشتغلون يومي ثاني وثالث عيد.
واسترسلت أن “كل هياكل الوزارة ستعمل في هذه الأيام، لأن هناك مراقبة اللقاح، وتتبعه، وإحصائيات كوفيد، يعني أنه كما عملنا نحن سيعملون هم أيضا، من الوزير إلى آخر تقني في الوزارة”، مردفةً: “نحن كلنا ندعو وزارة الداخلية، للتخفيف قليلاً، خصوصا في ثاني عيد، لأن ثالث عيد سيتشغل جميع الناس”.
وواصلت بصري: “يجب أن يتركوا الناس ترتاح وترى عائلاتها وتخرج معها، لأن الأغلبية يفتح مراكز التلقيح منذ الـ 8 ولغاية السادسة والنصف مساءً، ولكي تشتغل يوميا بهذه الطريقة فالأمر صعب”، متابعةً: “بالنسبة لنا عملية التلقيح كانت أصعب من العمل في مصالح كورونا، لأن مصالح كوفيد، يكون هناك من 4 إلى 8 مناوبين، ونجد فرصة للراحة”.
وزادت المتحدثة نفسها في حديثها للجريدة: “أما مراكز التلقيح فإنك تشتغل من الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساءً، وهو أمر صعب، وهذا الوضع لا يتعلق بأطر الصحة فقط، لأنه في مراكز التلقيح، ستجد شيخاً أو مقدما، وشرطيا أو دركيا، وموظفا من العمالة، كل هؤلاء تعبوا”، مؤكدةً أن “ترك هؤلاء الأشخاص يقضون العيد مع عائلاتهم لن يكون له أي ضرر، أو تأخير في عملية التلقيح”.
وجدّدت بصري في ختام تصريحها التأكيد على رفضها المطلقة للاشتغال بهذه الطريقة التي وصفتها بـ”السخرة”، وذلك لأن الأطر الصحية، لم تعتد على هذا الوضع، “ونحن اعتدنا أن نعمل متطوعين، وأيضا أن نناقش مع مسؤولينا كل شيء، ونعطي رأينا ونعطي مقترحات، وهو ما اعتدنا عليه في وزارة الصحة، أما اليد الثقيلة لوزارة الداخلية فلم نعتد عليها”، حسبها.
حري بالذكر أن نقابات قطاع الصحة، سبق لها أنن راسلت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بعدما أجبرت الوزارة الوصية الأطر الطبية والتمريضية على العمل في ثاني أيام عيد الفطر الماضي، معتبرةً بأن القرار المتخذ بمثابة تعامل مع الشغيلة بـ”أسلوب السخرة”، إلى جانب أنه يكرّس استمرار “التنكر لمطالب الشغيلة الصحية”.
تعليقات الزوار ( 0 )