بهذه العبارة خاطبنا أحد الحرفييين القابعين في احدى الورشات الصناعية، خلال جولتنا الميدانية بالحي الصناعي بسيدي قاسم،ساخرا من الوضعية الكارثية التي يعانيها حرفيو الحي الصناعي،بسبب هشاشة البنية التحتية للحي، والتي تتمثل حسب –ع ل-في غياب مشروع تأهيل الحي،بمواصفات تليق بالشاحنات والعربات والزوار،حيث تغيب المسالك المعبدة وتنعدم بالوعات الصرف الصحي،مما يتسبب في خلق برك مائية تتقاذف أوحالها عجلات الشاحنات والعربات ،وخاصة أثناء التساقطات المطرية، حيث يتحول الحي بقدرة قادر الى “دوار صناعي” تنتفي فيه أبسط مواصفات الحي مثل التزفيت والتبليط وقنوات الصرف الصحي.
حرفيو الحي الصناعي مستاؤون من البنية التحيتية المهترئة، ويقاومون غلاء السومة الكرائية التي تتراوح بين 1000درهم و 1500درهم في غياب تأهيل حقيقي للحي، مما دفعنا الى طرح السؤال عن ماهية الملاكين الحقيقيين لعقارات الحي الصناعي، لنجد أن الأغلبية الساحقة لا حرفة لهم سوى قلة قليلة جدا.
وهو تساؤل مشروع منحنا الحق في طرح سؤال جوهري مؤجل عن طريقة التدبير القبلي لعملية تفويت بقع هذا الحي، ولفائدة من؟ علما أن الحرفة شرط أساسي لعملية الاستفادة من البقع، والتي تم تفويت أغلبيتها لغير الحرفيين، وكان ضحيتها المهنيون الذين لم يسلموا من الزيادات التي أفرزتها سوق المضاربات العقارية.
واذا نحن نظرنا الى واقع حال الحرفيين الحقيقيين، سنجد أن معظهم لازال يمارس بورشات داخل المدينة تحت اكراهات متباينة وفي ظل ظروف صعبة، وذلك لغياب التدبير التشاركي والتشجيع المسبق تحفيزا لهذه الشريحة التي تساهم في حركية المدينة ودينامية الرواج التجاري والاقتصادي.
وأمام هذا الوضع المزري لواقع حي صناعي بسيدي قاسم، يدعو الحرفيون مختلف المجالس المنتخبة والسلطات الحضرية الى ضرورة ادراج هذا الحي ضمن جدول الأعمال ، من أجل اتخاذ القرار الحكيم لإعادة ادماج الحي الصناعي داخل الخريطة الحضرية لمدينة سيدي قاسم، والذي سيساعد على تحويل الحي الى منطقة صناعية جاذبة تساهم في تشغيل اليد العاملة وخلق الرواج الاقتصادي والخدماتي.
تعليقات الزوار ( 0 )