تعيش الساحة السياسية المغربية على وقع ساخن، بعدما بدأت الأحزاب السياسية والأشخاص المنتخبون في التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، التي ستشهدها البلاد مطلع شهر شتنبر المقبل، مما أدى إلى ظهور حسابات وصراعات بين الأشخاص المزمع خوضهم للمعركة الانتخابية، وتبادل الاتهامات حول عملية التشطيب على أشخاص من لوائح التصويت.
وفي سياق متصل، تعيش منطقة تافنكولت بإقليم تارودانت، على وقع تشطيب كلي على عدد كبير من الأشخاص خاصة الشباب منهم، من اللوائح الانتخابية، بعدما تم تأكيد تسجيلهم عبر رسائل نصية، ليتفاجؤوا يوم أمس الثلاثاء، بعدم وجود أسمائهم ضمن لائحة الانتخابات الخاصة بالدائرة التي ينتمون إليها، حيث تم إشعارهم بأنه تم التشطيب عليهم.
ويأتي هذا في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية، وعزم الشباب خوض تجربة الترشح لأول مرة، بدعم كبير من أبناء المنطقة، إلا أنهم صدموا بقرار التشطيب من اللوائح الانتخابية بدون مبرر، أو حتى إقدامهم على طلب بغية تنقيل مكان التصويت، أو إلغاء المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وفي سياق متصل، قال إبراهيم مزوز، الفاعل المدني وأحد أبناء المنطقة، الغير منتمين سياسيا، والذي يدعم مشاركة الشباب في العملية السياسية ‘’من يتحمل مسؤولية شطب أسماء الناخبين أو نقلهم الى دوائر وجماعات مجاورة، مع العلم أنهم ليسوا جدد في لوائح التصويت’’.
وأضاف المتحدث ذاته ‘’إذا كانت وزارة الداخلية على الصعيد المركزي تَحُت على التسجيل في اللوائح الانتخابية والإدلاء بالصوت كشكل من أشكال التعبير عن المواطنة واحترام الديمقراطية ، بينما على المستوى المحلي يتم نقل المواطنين لأغراض مبيتة من جهات وأشخاص لا عِلم لنا بهم، الأمر الذي يتنافى بشكل صارخ من التوجه العام لوزارة الداخلية والمغرب عامة، على الجهات المسئولة توضيح الأمر، و ان تحدد لنا من يتحمل مسؤولية هذه الممارسة ؟’’.
ومن جانبه قال ابراهيم أيت أحمد، أحد الفاعلين السياسيين الشباب بالمنطقة ‘’ إذا كان هذا الموضوع صحيح فالأمر يستدعي التدخل من أعلى مستوى لوقف هذا العبث وهذا الخرق السافر للدستور وللتعليمات الملكية والحكومية في شأن تشجيع المواطنين عموما والشباب خصوصا على التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في الانتخابات الجماعية والتشريعية تصويتا وترشيحا’’.
وأشار إلى أن ‘’شباب قاموا بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ليتفاجؤا برسائل نصية تؤكد التشطيب على أسماءهم في هذه اللوائح، شباب استجابوا لنداء الوطن وأرادوا المشاركة في العملية السياسية والانتخابية وفي اختيار ممثليهم في الجماعات والبرلمان.. إلا أن جهات مجهولة تدخلت وقامت بالتشطيب على أسماءهم مخافة التصويت على المنافسين’’.
مؤكدا في ذات السياق على أن ‘’جهات علمت أن صوت الشباب سيكون له صدى واسع وتأثير كبير على العملية الانتخابية فقررت ابعادهم من جديد ليبقوا خارج اللعبة كما العادة.. لتنفرد وتستحوذ على العملية الانتخابية كما اعتادت عليه، ندعوا الجهات المختصة وعلى رأسها السلطات المحلية إلى النظر في هذا الموضوع والتصدي لكل من يريد أن يسيئ للعملية الديمقراطية ولنزاهة الانتخابات’’.
تعليقات الزوار ( 0 )