من المعلوم أن قطاع السياحة بالمغرب من بين أكثر القطاعات تضررا جراء أزمة وباء “كوفيد 19″، والذي له تبعات وخيمة على الاقتصاد المغربي لكون القطاع المذكور أحد أعمدته ويساهم بشكل كبير في المداخيل الخاصة به.
فبسبب الوباء ألغيت العديد من الحجوزات، وتوقفت الرحلات، وتعطلت وظائف مرتبطة بالقطاع، وما زالت قائمة الخسائر تتمدد مع توالي الأيام.
تراجع القطاع
تراجع عدد السياح الوافدين بـ 70%، وأغلقت معظم المؤسسات السياحية، الشيء الذي جعل عدد ليالي المبيت تتراجع، في نهاية مارس إلى ناقص 56 و63 في المائة في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، بمدن مثل مراكش، أكادير، الدار البيضاء، طنجة، الرباط، مكناس والصويرة.
وبلغ عدد المؤسسات السياحية المغلقة 3465 مؤسسة، من أصل 3989، أي بنسبة إغلاق بلغت 87 في المائة، بحيث لم يتبق سوى 520 مؤسسة مفتوحة، وأدى ذلك إلى تراجع العائدات السياحية من العملة الأجنبية. ما يؤكد أن قطاع السياحة هو أكثر القطاعات تضررا، وأن الخروج من الأزمة “قد يستغرق وقتا طويلا”، كما جاء على لسان وزيرة السياحة.
تأثيرات خارجية
بتراجع السياحة على المستوى الدولي بسبب جائحة كورونا يتوقع خبراء أن يسجل انخفاض لعدد السياح الدوليين سنة 2020، مما سيؤدي إلى انخفاض في عائدات السياحة العالمية.
وينتظر أن تتراجع السياحة الوافدة على المغرب بناقص 20 و30 في المائة، وتراجع عائدات السياحة بناقص 300 إلى 450 مليار دولار، وتعريض 75 مليون منصب شغل للضياع، بمعدل مليون منصب شغل في اليوم.
فإلى حدود 14 أبريل 2020، تراجعت عائدات النقل الجوي بناقص 48 في المائة، أي ناقص 314 مليار دولار، وينتظر أن تنخفض مداخيل المطارات بناقص 77 مليار دولار. وتراجعت أسهم أكبر شركات الطيران بشكل كبير. مثلا تراجعت أسهم شركة الخطوط الجوية الفرنسية بناقص 53,56 في المائة، ولوفتانزا بـ50 في المائة.
وبتعرض دول أوروبا وخاصة إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى موجة قوية من فيروس كورونا، وهذه الدول هي التي تمثل مصدر السياحة الرئيسي نحو المغرب ما سيؤثر على القطاع الوطني أيضا. و يفكر الأوروبيون في تجميد رحلاتهم سواء بسبب الأزمة الاقتصادية أو بتوصية من حكوماتهم، فها نحن في شهر ماي ومازال الحجر الصحي في معظم الدول الأوروبية و حالة الطوارئ ستمتد.
بالإضافة إلى المؤشرات التي تلوح بعدم زيارة المغاربة المقيمين في أوروبا إلى أرض الوطن بسبب المشاكل الاقتصادية وعدم وجود معلومات كافية حول متى سيفتح المغرب الحدود، كما يؤكد نشطاء الهجرة في مختلف الدول الأوروبية ترددا كبيرا لزيارة المغرب هذه السنة.
سياحة داخلية لإنعاش القطاع
تعوّل الشركات المغربية العاملة في القطاع على السياحة الداخليّة لتعويض خسائرها، ولقد قررت الوزارة وفقا لذلك تعزيز السياحة المحلية من خلال تشجيع العطلات القصيرة، مؤكدة أنها ستطلق حملة ترويجية لتشجيع المغاربة على السفر داخل المغرب، مع تنويع العرض السياحي الداخلي وخلق تحفيزات لتشجيعه.
وضمن الإجراءات التحفيزية التي تتدارسها الوزارة حاليا، حسب المصدر نفسه، إطلاق بطائق السفر مع إعفاء ضريبي ودعم مالي لتشجيع المغاربة على استهلاك المنتوج السياحي الوطني.
للخروج من الأزمة
يؤكد القطاع الوصي أن الحكومة ستقدم الدعم للشركات السياحية لتفادي إفلاسها والحفاظ على مناصب الشغل بها، بالإضافة إلى إطلاق حملات ترويجية رقمية مستقبلاً لإنعاش القطاع السياحي.
وأوردت وزيرة السياحة أنه في حالة رفع حالة الطوارئ الصحية، قريباً، ستعمل مصالح الوزارة على النهوض بالقطاع السياحي في فصل الصيف، ورفع التعاون الدولي لخلق شراكات جديدة، وعلى مستوى التشريع، أبرزت المتحدثة أن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي تعمل على إسراع تعميم التغطية الصحية على جميع المرشدين السياحيين، وتعزيز الترسانة القانونية لحماية الصناع التقليديين.
كما تهدف وزارة السياحة إلى تنويع العرض السياحي الداخلي وخلق تحفيزات ، وتشجيع المغاربة على استهلاك المنتوج السياحي الوطني، وتهدف خطة الوزارة أيضاً عقد مشاورات من أجل إبرام اتفاقيات مع أهم منظمي الرحلات السياحية على المستوى العالمي، لإعادة تفعيل الطلب السياحي الخارجي.
تعليقات الزوار ( 0 )