أقيم مساء الخميس بالمعهد الفرنسي للدار البيضاء، حفل توزيع جوائز الدورة الثامنة للمسابقة الدولية للأفلام القصيرة “أنا مغربي.ة”.
وتم خلال هذه الدورة المنظمة من طرف المعهد الفرنسي بالمغرب بشراكة مع مصرف المغرب و”جاو جاب”، منح أربع جوائز للفائزين الذين أنجزوا أفلاما قصيرة لا تتجاوز 90 ثانية، حول موضوع “المرأة في المستقبل: تخيل المساواة”.
وعادت الجائزة الأولى الخاصة بلجنة التحكيم لفيلم “جوستيسيا” (عدالة) لأسماء العدناني، وعادت الجائزة الثانية ل”2131 ميلادية متساوون” لوليد ولحي، فيما حاز الفيلم القصير “الاستثناء” لعثمان الزيتوني، على الجائزة الثالثة الخاصة بلجنة التحكيم.
أما الجائزة الخاصة بالمعهد الفرنسي بالمغرب، فقد عادت للفيلم القصير “الأميرة والأمير” لكوثر وادي، وستمكنها هذه الجائزة من قضاء دورة تدريبية لمدة 10 أيام بفرنسا تتمحور حول “مقدمة في كتابة السيناريو”.
وقد سهر على تقييم هذه الأعمال لجنة تحكيم تضم مهنيين في مجال السينما والسمعي البصري، تترأسها هذه السنة المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية المغربية، صوفيا العلوي، المعروفة خاصة بفيلمها القصير “لا يهم إن نفقت البهائم” الحائز على جائزة أفضل فيلم قصير ضمن مسابقة “سيزار”.
وتضم أيضا لجنة التحكيم التي كان عليها اختيار الأفلام الفائزة الأكثر إبداعا وابتكارا من بين حوالي خمسين عملا، الفنانة مريم أبو الوفاء، الممثلة أميمة أواغو، نائب المدير العام لـ”جا وجاب” يونس الازرق، ومديرة التواصل لمصرف المغرب منى بنغانم.
وأبرز المنظمون أن فكرة الفيلم تعد المعيار الأول خلال اختيار الأفلام الفائزة، يليها الإخراج والجودة التقنية في المرتبة الثانية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، كليليا شيفرييه كولاكو، أن هذه المسابقة تتيح الفرصة للمواهب الشابة للتعبير والإبداع، والتساؤل حول الموضوعات التي تهمهم، على غرار، الهوية ووضع المرأة، وتغير المناخ، وكذا حول موضوع هذه الدورة المتمثل في المساواة بين المرأة والرجل.
وأبرزت أنه بالنظر إلى أن هذه القضية تعتبر ذات أهمية بالغة بالنسبة لمستقبل وتوازن مجتمعاتنا، “اقترحنا على المشاركين أن يتصوروا أنفسهم في المستقبل كما يوضح ذلك موضوع المسابقة”، مشيرة إلى أن “تخيل المساواة، هو تسليط الضوء على ما أصبح من اللازم تغييره حتى لا تتخلف النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم عن الركب”.
كما أشارت إلى أن “استحضار عدم المساواة من خلال السرد، سواء كان خياليا أو واقعيا، يعني التحدث عن حاضرنا، للتساؤل عن كيفية إنشاء مجتمعات أكثر احتراما للمساواة بين المرأة والرجل”.
من جهتها أكدت رئيسة لجنة التحكيم صوفيا العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية إم 24، أهمية موضوع هذه الدورة، الذي يعد موضوع الساعة، مشيدة بجودة الأفلام المتنافسة خلال هذه الدورة، وتنوعها في طريقة معالجة الموضوع.
كما أبرزت أن الشباب أظهروا إبداعا في صناعة أفلامهم القصيرة، مضيفة أن الأفلام الفائزة تم تكريمها لجرأتها ومستواها الجمالي العالي وخاصة الالتزام الملحوظ بموضوع الدورة.
وفي إطار هذه المسابقة ، التي فتح باب الترشيح لها يوم 25 أكتوبر إلى غاية 28 نونبر 2021، كان المشاركون التي تقل أعمارهم عن 30، من عشاق وهواة صنع الفيديوهات، مدعوون لإيداع أفلامهم و أشرطتهم القصيرة شرط ألا تتجاوز 90 ثانية، حول موضوع هذه الدورة المتعلق بوضع المرأة، مع التركيز على قضية المساواة.
وهكذا تمكن المشاركون هذه الدورة، من معالجة موضوع المرأة في المستقبل من خلال وجهة نظر شخصية أو جماعية، مع الالتزام بالدفاع عن التغيير الذي يريدون رؤيته في مستقبل الغد.
وتدعو “نساء في المستقبل” الجميع إلى الخروج عن القواعد وإعادة تخيل المستقبل من خلال السرد للتفكير في المساواة بيـن الجنسيـن والتنديد بعـدم المسـاواة التـي تهدد توازن مجتمعاتنا المستقبلية، والبحث عن مناطق جديدة لتسليط الضوء على عنف الحياة اليومية، والتساؤل عن إطار مجتمعاتنا.
وحسب المنظمين، فإن الأمر كان متروكا للمشاركين للاختيار بين ما هو خيالي وواقعي لإثارة موضوع اللامساواة من خلال السرد، فالأمر يتعلق بالحديث عن الحاضر، وما قد يحدث لتنبيه الضمير بشكل أفضل، والحلم بالمساواة هو إلقاء الضوء على ما يجب تغييره. وهكذا تدعونا “نساء في المستقبل” إلى التفكير وبناء واقع أكثر عدلا من خلال الخيال.
ويشار إلى أن المسابقة الدولية “أنا مغربي.ة”، المنظمة من طرف المعهد الفرنسي للمغرب منذ 2014، تهدف إلى اقتراح فضاء للتعبير الحر والإبداع لفائدة الشباب دون إكراهات الوسائل.
وتسعى المسابقة إلى استفسار الشباب عن مجموعة من المواضيع التي تهمهم: مثل الهوية، وضعية المرأة، التغير المناخي، الانفتاح على العالم، العيش المشترك في المدينة، الالتزام، والثقافة الافريقية وغيرها.
تعليقات الزوار ( 0 )