شارك المقال
  • تم النسخ

تواصل بلينكن مع نظيره الجزائريّ قبل المغربيّ يثير التّكهنات.. وخبير يدعو للتّحرك

أثار تواصل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، مع نظيره الجزائري قبل إجراء أي مباحثات مع ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية المغربي، بالرغم من أن الرباط تعتبر الحليف الأقرب لواشنطن في شمال إفريقيا، التكهنات، خصوصاً أنها تأتي في سياق توارد بعض الأنباء التي تتحدث عن إمكانية مراجعة بايدن، لقرار ترامب القاضي بالاعتراف بسيادة المملكة على صحرائها.

وبالرغم من أن المباحثات الهاتفية التي جمعت وزير الخارجية الأمريكي بنظيره الجزائري، لم تتطرق بشكل نهائي إلى ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، عكس ادعاءات الجارة الشرقية، إلا أن خطوة التواصل مع رئيس دبلوماسية الجزائر، قبل المغرب، أثارت التكهنات.

وفي هذا السياق، قال سمير بنيس، الخبير السياسي، المقيم بواشنطن، إن “الاتصال الهاتفي الذي أجراه ظهر اليوم (أمس) وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم مؤشر لا يبعث على الارتياح ويظهر أن لحد الآن ليست هناك قنوات حوار سلسة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف بنيس في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “أن يتصل بلينكن بوزير الخارجية الجزائري قبل وزير الخارجية المغربي وهو يعلم حساسية هذه الخطوة والسياق الدقيق الذي جاءت فيه والصراع المحتدم بين البلدين بخصوص نزاع الصحراء، فذلك يعني أن شركة العلاقات العامة التي تعمل لصالح الجزائر منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود قامت بعملها كما ينبغي”.

ونبه إلى أنه “حتى وأنه لم يشر إلى قضية الصحراء في التدوينة التي نشرها عقب الاتصال، إلا أن اتصال بلينكن بالجزائر قبل المغرب ومدحه للدور الذي تلعبه الجزائر في النزاع الليبي وفي الاستقرار في إفريقيا وفي تنويع اقتصادها، فهذا مؤشر واضح أنه قام بترديد بعض نقاط الحديث التي قامت شركة العلاقات التي تعمل لصالح الجزائر بإيصالها لوزارة الخارجية الأمريكية”.

وأردف أن “كل من يشتغل أو سبق له أن اشتغل على المستوى الثنائي في العاصمة واشنطن يعلم أنه بالإضافة للعمل الذي تقوم به البعثات الدبلوماسية، فإن عمل شركات العلاقات العامة ضروري وحاسم لإيصال رسائلك لصناع القرار في الإدارة الأمريكية وكذا لأعضاء الكونغرس، بالإضافة إلى التأثير في تشكيل تصور وسائل الاعلام وصناع الرأي ومراكز الأبحاث عن المواضيع الدولية الحساسة”.

وأشار إلى أن تجر بته المتواضعة “في هذا الإطار لما يزيد عن أربعة أعوام وعملي على إحدى أهم الأزمات السياسية التي هزت المنطقة العربية خلال السنوات الماضية منحت لي الفرصة للوقوف على هذه الأمور بشكل دقيق”، مضيفاً: “كما تلعب هذه الشركات دوراً مهما في تسهيل التواصل بين مختلف الهيئات في الإدارة الأمريكية والدول التي تعمل لصالحها”.

وأبرز الخبير نفسه بأنه “يبدو أن شركة العلاقات العامة Foley Hoag نجحت في مرادها والنتيجة أن وزير الخارجية بلينكن اتصل بنظيره الجزائري قبل الاتصال بنظيره المغربي”، منبهاً في السياق نفسه، إلى أن المغرب، ومنذ أن أنهى تعاقده قبل ثلاثة أشهر مع شركة العلاقات العامة التي تعامل معها خلال ولاية ترامب، والتي لم تكن فعالة، وفق بنيس، لم يتعاقد مع أي شركة أخرى.

وتابع بنيس: “قبل بضعة أسابيع، تحدثت عن هذا الموضوع في إحدى المقالات وأكدت على ضرورة أن يتعاقد المغرب مع إحدى أحسن الشركات”، مسترسلاً: “هناك بعض الشركات التي نجحت في إيصال صوت زبائنها لصناع القرار في واشنطن على الرغم من أن المواقف التي كانت تروج لم تكن مبنية على حقائق”.

وأوضح أنه “صحيح أن المغرب كسب معركة مهمة حينما قام الرئيس السابق ترامب بالاعتراف بمغربية الصحراء وأن البوادر العامة توحي بأن الإدارة الحالية غير مستعدة للتراجع عن ذلك القرار”، ولكن، يتابع بنيس “المواجهة مع الجزائر لا زالت قائمة ونظام العسكر الجزائري مستعد للعب كل أوراقه من أجل إلحاق انتكاسة دبلوماسية بالمغرب”.

واسترسل أن “على المغرب الحفاظ على هذا المكتسب وعدم ترك أي فرصة للجزائر لإعادة الأمور إلى المربع الأولى أو لدفع الإدارة الأمريكية لأخذ العصا من الوسط وعدم اتخاذ أي خطوة إضافية للدفع بعجلة العملة السياسية تماشياً مع قرارات مجلس الأمن وبجعل مقترح الحكم الذاتي المغربي أساس أي عملية سياسية”.

وأكد بنيس أن على المغرب في المرحلة الراهنة، البناء على المكتسبات التي حققها، ومنع الجزائر من استغلال أي فرصة للحفاظ على الوضع القائم، مختتماً: “أظن أنه قد حات للتحرك بسرعة لتفادي رؤية أنفسنا مرة أخرى في موقف الدفاع عوض أن نكون في موقف الهجوم. هذه مصالح بلادنا العليا ويجب على الجميع التفاني من أجل الدفاع عنها ومنع الأعداء والمتربصين من النيل منها”.

يشار إلى أن وزير خارجية الجزائر، كان قد ادعى أن المباحثات شملت الصحراء أيضا، وهو ما كذبه بطريقة غير مباشرةٍ وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أكد أنه ناقش مع نظيره بوقادوم، ملف ليبيا والساحل ومالي، دون التطرق لموضوع الصحراء المغربية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي