شارك المقال
  • تم النسخ

“تنمّر” أستاذة على تلميذ من أصول جزائرية يثير الجدل.. ونشطاء: تحتاج لإعادة التربية

أثارت تدوينة منسوبة لأستاذة تُدرّس في إحدى المؤسسات التعليمية بالمغرب، الجدل، بعد أن تضمنت إساءة لأحد التلاميذ المنحدرين من أصول جزائرية، جعلت منه موضوع سخرية زملائه في القسم، حيث اعتبرها نشطاء “تنمّراً” مرفوضاً وغير مقبول بشكل نهائيّ داخل المدارس بالبلاد، مطالبين بترك التجاذبات السياسية بين البلدين في ميدان السياسية فقط.

وقالت المعنية في تدوينتها التي نشرتها بإحدى المجموعات الخاصة بالأساتذة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “وأنا كنقري ليوم، هضرنا على الجزائر حيث كيقرى عندي ولد من الجزائر.. قالي أنا مكنحملش اللوز.. قلت لو حيث مكاينش فالجزائر.. هما يهجموا عليه التلاميذ هو والبنان والحليب.. دكشي علاش عقيل كان كيغني (الخبز والما معاك يكفيني)”، مختتمةً: “تلاميذي عالم خاصّ”.

وبالرغم من أن صحة أو خطأ حدوث ما جاء في التدوينة المذكورة، غير محسومٍ، إلا أن مجموعة من النشطاء المغاربة، وأفراد الأسرة التربوية بالبلاد، أعربوا عن استنكارهم لهذا الأمر في حال وقوعه، وصل إلى حدّ مطالبة البعض بفتح تحقيق في النازلة، ومعاقبة الأستاذة، في حال ثبت قيامها بهذا الأمر، بأشد العقوبات، لوضع حدّ للتنمر على التلاميذ تحت أي ذريعة.

وعلّق الناشط الفيسبوكيّ رشيد بوهدوز، على الواقعة بالقول، إن الكثير من رجال التربية يحتاجون إلى إعادة التربية، مثل هذه الأستاذة التي تتنمر على تلميذ بشكل عنصريّ وتُشجع التلاميذ على ذلك، مضيفاً بأنه سبق وكان هناك العديد من الأشخاص ممن وصفهم بـ”المرضى النفسيين” في جلباب أستاذ، يسخرون ويتنمّرون على شكل التلميذ، أو فقره، أو شعره.

وتابع بوهدوز في التدوينة نفسها: “حين تزور مجموعات الأساتذة بالتواصل الاجتماعي وترى المواضيع والنقاشات المطروحة بينهم، ستصاب بالذهول من سطحيتها، مثال هذا الموضوع بمجموعة للأساتذة وعوض أن نجد غاضبين منه، يبدو أنه، للأسف، حتى المعلقين (الأساتذة)، يضحكون على هذه الكارثة”.

وأردف الشخص نفسه: “حقّا، الملمون بقواعد التربية ومناهجها والبيداغوجيا أقلية في الميدان وجل الوظائف العمومية بالمغرب تعاني من ضعف التكوين بمجال التواصل مع المواطنين”، مستدركاً: “لا يفوتنا إلا تحية أساتذة بقيت صورتهم وأسماؤهم موشومة في ذاكرتنا لأنهم كانوا استثناء في الرقي والثقافة والتربية والتعامل”، مختتماً: “التعليم ليس فقط وظيفة بل هو رسالة نبيلة وحمل ثقيل”.

وأشار أحد النشطاء المتفاعلين مع التدوينة، بأن “الأساتذة لم يبق منهم سوى الصفة، وأغلب الأساتذة خصوصا في التعليم الابتدائي، لا يجيدون قواعد ومناهج التعليم، وأغلبهم إن طلبت منهم إعراب جملة تجده يتعذر عليه ذلك كونه لا يجيد الإعراب ونفس الشيء قواعد اللغة الفرنسية”، مردفاً: “دون أن ننسى انعدام التواصل بين الأساتذة والتلميذ”.

ومن جهته، أوضح عبد الله سفينت، وهو أستاذ، بأنه يرفض رفضاَ باتّاً، “أي ميز على أي أساس كان بين تلاميذنا”، منبهاً إلى أن الحالات الشاذة موجودة في كلّ ميدان، لذا لا يجب تعميم الواقعة وجعل كافة أفراد المنظومة التربوية مذنبين، وهو الموقف الذي أعرب عنه أغلب المتفاعلين مع الواقعة من رجال ونساء التعليم، الذين استنكروا الأمر وطالبوا بمعاقبة من يقوم به.

وأعرب مجموعة من الأساتذة في تصريحات لجريدة “بناصا”، عن رفضهم المطلق لمثل هذه التصرفات التي قد تنتج أحياناً عن بعض الأفراد، والذين لا يمثلون بأي شكل من الأشكال الأسرة التربوية في المغرب، التي يحرص أغلبها على معاملة المتعلمين بشكل متساوٍ، بعيداً عن أي نوعٍ من التمييز، مدينين اعتبار أن الواقعة، إن صحت، تُمثل رجال ونساء التربية والتعليم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي