في ظل تصاعد موجة الاعتداءات المتكررة على الأطر الإدارية والتربوية والخدماتية، وكذا على التلاميذ بمختلف مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي عبر ربوع المملكة، طفت إلى السطح مجدداً مطالب برلمانية بضرورة التدخل العاجل لتأمين محيط المدارس العمومية، بما يحمي الفضاء المدرسي من الانزلاقات الأمنية والمظاهر السلبية التي تهدد سير العملية التربوية.
وفي هذا السياق، وجّه النائب البرلماني عبد القادر الطاهر، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، سؤالاً كتابياً إلى وزير الداخلية، حول الإجراءات المتخذة لتكثيف الدوريات الأمنية بمحيط المؤسسات التعليمية، ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها مؤسسات بعمالة طنجة-أصيلة، والتي عرفت حالات اعتداء أثارت قلق الأطر التربوية وأولياء الأمور على حد سواء.
المؤسسات التعليمية في مواجهة تحديات بيئية خطيرة
ولا يقتصر القلق على الاعتداءات الجسدية فحسب، بل يشمل أيضاً تفشي ظواهر سلبية بمحيط المدارس، كالعنف بين التلاميذ، وانتشار بعض السلوكيات المخلة بالآداب، وظواهر الإدمان والمخدرات، مما يستدعي – وفق متابعين – مقاربة شمولية للأمن المدرسي تتجاوز الحلول الترقيعية الظرفية.
“إن تحصين فضاءات التعليم العمومي من كافة المظاهر المشينة بات مسؤولية جماعية”، يؤكد النائب البرلماني واضع السؤال، داعياً إلى “الوقوف بحزم وصرامة اتجاه هذه الظواهر، حماية لمستقبل الأجيال الصاعدة، وصوناً لهيبة المدرسة العمومية كمؤسسة حاضنة للتربية والتنشئة”.
الحاجة إلى خطة أمنية شاملة ومندمجة
ويرى متتبعون للشأن التربوي أن تعزيز الأمن المدرسي لا يجب أن يقتصر على تكثيف الدوريات الأمنية بمحيط المؤسسات، بل يستلزم أيضاً وضع استراتيجية مندمجة تجمع بين المقاربة الأمنية والبرامج التربوية الوقائية، إلى جانب إشراك جمعيات الآباء والمجتمع المدني في الجهود الرامية إلى تأمين الفضاء المدرسي.
وفي انتظار الجواب الرسمي من وزارة الداخلية عن هذا السؤال البرلماني، تبقى الأسر التربوية وأولياء الأمور يترقبون إجراءات ملموسة تعيد الطمأنينة إلى محيط المؤسسات التعليمية، وتجعل المدرسة فضاءً آمناً ومفعماً بالقيم التربوية والإبداعية.
هل تكون سنة 2025 سنة الأمن المدرسي؟
وفي ظل النقاش المتجدد حول ضرورة تأمين محيط المدارس، يعلق المغاربة آمالاً كبيرة على أن يتم استثمار هذه المطالب البرلمانية في صياغة سياسات عمومية جديدة، تجعل من حماية المؤسسات التعليمية أولوية وطنية، في أفق ترسيخ مدرسة مغربية آمنة، دامجة، ومشجعة على التحصيل والتميز.
تعليقات الزوار ( 0 )