مع اقتراب موعد الجلسة المغلقة لمجلس الأمن يوم 14 أبريل 2025 لمناقشة قضية الصحراء المغربية، فجّر تسريب تقرير سري نُسب لرئيس بعثة “المينورسو”، ألكسندر إيفانكو، موجة من الجدل حول واقع النزاع الإقليمي ومستقبل مهمة الأمم المتحدة في المنطقة.
ويظهر التقرير بوضوح اختلالات داخلية في أداء “المينورسو”، ويعكس في الوقت ذاته التقدم العملياتي والاستراتيجي للمملكة المغربية في إدارة الملف.
ورغم أن “المينورسو” لم تُعلّق رسميًا على ما ورد في التقرير، إلا أن مضمونه يحمل إشارات قوية إلى تغيّر موازين القوة، ويضع جبهة البوليساريو في موقع المسؤولية عن تعثر الحل السياسي، من خلال رفضها التفاعل مع مقترحات أممية لوقف إطلاق النار المؤقت، حتى خلال شهر رمضان.
ويركز التقرير المسرب على الجوانب التقنية من عمل البعثة، مثل تحسين البنية التحتية واللوجستيك في قواعد “بير لحلو” و”ميجيك”، في حين يتغاضى عن الهجمات العدائية التي تنفذها “البوليساريو” ضد المدنيين المغاربة، أو يتعامل معها بتقارير غير موثقة.
والأدهى أن التقرير يتبنى رواية أحادية حول الهجمات بطائرات بدون طيار، من دون التأكد من مواقع الضربات أو هوية الضحايا، وهو ما يطرح أسئلة حقيقية حول مدى التزام البعثة بالحياد والموضوعية.
التعاون المغربي مقابل التجاهل الانفصالي
وما يكشفه التقرير — وإن لم يكن مقصودًا — هو الفرق الجوهري في سلوك الأطراف. في الوقت الذي استجابت فيه القوات المسلحة الملكية المغربية إيجابًا لمقترح أممي بهدنة رمضانية مشروطة بحماية أمنها ومواطنيها، قابلت “البوليساريو” الدعوة بصمت مريب، ما يُبرز تعنتها وغياب أي نية للانخراط الجاد في مسار السلام.
بل إن التقرير ذاته يشير إلى تراجع وتيرة الهجمات “الصحراوية” خلال العام الماضي، مما يعكس تآكلًا واضحًا في قدراتها الميدانية، ويعزز الرواية المغربية القائلة بأن الجبهة باتت تعيش عزلة دبلوماسية وميدانية خانقة.
تقنية الطائرات المسيّرة… تفوق مغربي مشروع
وأقرّ التقرير ضمنيًا باستخدام المغرب لتقنيات متقدمة كالمسيّرات لأغراض دفاعية، وهو ما ينسجم مع الحق السيادي للمملكة في حماية ترابها الوطني ضد أي تهديد قادم من شرق الجدار.
ويؤكد أن هذه العمليات تستهدف معدات وبُنى لوجستية، وليس المدنيين، كما تدّعي بعض الأطراف، وهو ما تحقق منه خبراء من الأمم المتحدة أنفسهم ولم يُسجلوا أي خسائر بشرية.
وفي سياق كل هذه المعطيات، ينتظر أن تُقدم الدبلوماسية المغربية أمام مجلس الأمن قراءة واضحة تكشف محدودية “المينورسو” في التأثير الفعلي على النزاع، مقابل التزام المغرب بحل سياسي واقعي وذي مصداقية يقوم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )