أوردت جريدة EU Today تقريرا مطولا مرفقا بالأدلة والحجج عن اختلاس المساعدات الموجهة لساكنة مخيمات قالت فيه إنه لسوء الحظ، وعلى الرغم من وعود المفوضية الأوروبية بوضع حد لتحويل المساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف داخل الجزائر، إلا أن هذا التحويل مستمر والاختلاسات مستمرة، وتأتي أدلة جديدة لتبين بوضوح مسلسل الإختلاس المستمر منذ سنوات السبعينات.
ساكنة المخيمات ”بيادق سياسية“ تستعمل لأغراض شخصية لقيادات البوليساريو
ولاتزال المخيمات حسب التقرير موجودة، وبات سكانها يستعملون اليوم كبيادق سياسية، تستغلهم قيادة البوليساريو للحصول على المساعدة الإنسانية، المساعدة التي تتم سرقتها وبيعها لدعم أهداف البوليساريو الشخصية والسياسية.
وفي حديث لـEUToday مع محمد شريف لعروسي أحمد سالم، عضو سابق في البوليساريو وناشط متمرس في مجال حقوق الإنسان. والذي صرح للجريدة أنه شاهد شخصياً معونات غذائية من الاتحاد الأوروبي معروضة للبيع في الأسواق في موريتانيا، وأوضح كيف يتم تحويل هذه المساعدات الغذائية الضرورية للغاية لبناء ثروات شخصية لقيادات البوليساريو.
وأضاف المتحدث نفسه أن السلطات الجزائرية متواطئة في الاحتيال والإختلاس لأنها تفرض ضرائب على المساعدات. وقال إنه سبق تأكيد ذلك في جلسة استماع أمام لجنة أوروبية مسؤولة عن المساعدات الإنسانية السنوية.
أرقام مغلوطة لساكنة المخيمات مفتاح لتحويل المساعدات الغذائية
وحسب التقرير فإن البوليساريو تضخم أرقام ساكنة المخيمات بتقديم ارقام مغلوطة تتراواح بين 155000 و177000 في المخيمات لكن المنظمات المستقلة والمراقبين المحايدين يقدرون أن العدد الحقيقي لساكنة المخيمات لايتجاوز 70000 الف ،منهم 40 في المائة دون الخامسة يعانون من نقص حاد في التغدية و32 في المائة من نقص غدائي مزمن.
وبالإضافة إلى كونهم مصدرًا للتمويل، فإن سكان مخيمات تندوف يخدمون أيضًا أغراضا آخرى حيث يقوم الذكور بأداء خدمات للمليشيات المسلحة وقيادات البوليساريو ويطلب منهم الكثير لأداء عمل مقابل المساعدات الغذائية التي من المفترض أن تكون لهم بالحق.
العلم الأوروبي في مواد مساعدات تباع في الأسواق الموريتانية
ويقول التقرير أنه توجد صور للمساعدات الإنسانية الأوروبية التي تمت سرقتها من طرف قيادة البوليساريو وتحويلها نحو الأسواق الموريتانية صور واضحة للعلم الأوروبي بالإضافة إلى تقارير وشهود عيان، وأكد مسؤول اوروربي عملية بيع مساعدات اوروبية كانت موجهة للمخيمات ،مضيفا انها ليست المرة الأولى معبرا عن اندهاشه كمستشار للبرلمان الأوروبي للضجة التي أثارها في البرلمان تقرير حول موضوع سرقة المساعدات خلال سنة 2015.
في ميناء وهران تقرر السلطات الجزائرية بتواطؤ مع قيادات البوليساريو مايجب أن يصل المخيمات ومايتم بيعه
و يشير هذا التقرير بوضوح إلى أن قادة البوليساريو يتبنون بشكل منهجي اختلاس المساعدة الإنسانية ويجمعون ثروات هائلة ولديهم جميعاً عقارات فاخرة في إسبانيا. إنه لأمر مأساوي أن يتم الثراء بمعاناة السكان المعزولين.
يؤكد التقرير أدلة الشريف لعروسي بخصوص تواطؤ السلطات الجزائرية حيث تصل المساعدات الغذائية من الاتحاد الأوروبي إلى ميناء وهران الجزائري ،وفي وهران يتم الفرز بين “ما يجب أن يصل للمخيمات ومايجب بيعه، بتواطؤ السلطات الجزائرية مع قيادات البوليساريو.
وعلى سبيل المثال ، أن القمح الكندي المخصص للمخيمات يتم استبداله بحبوب منخفضة الجودة ، ويتم بيع القمح عالي الجودة. كما تباع منتجات تربية الدواجن بدلاً من توفيرها لساكنة المخيمات.
ويشير أحد ممثلي البوليساريو سابقا أنه خلال كل نشاطه في ألمانيا لاحظ أن كمية مهمة من المساعدات الإنسانية التي أرسلها المانحون الألمان إلى سكان مخيمات تندوف تم تحويلها بشكل منهجي من قبل أعضاء قيادة البوليساريو ، الذين شرعوا في بيعها في جنوب الجزائر وشمال موريتانيا.
ويضيف التقرير أنه في الأول من يونيو من هذا العام ، أثار عضو البرلمان البلغاري إلهان كيوتشيوك القضية رسمياً مع المفوضية الأوروبية. في سؤال مكتوب يتطرق إلى قضية أعداد اللاجئين في المخيمات.
ومعروف الجزائر وجبهة البوليساريو عارضتا باستمرار أي تعداد في مخيمات تندوف على الرغم من الطلبات الرسمية من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ سنة 1977 إلى اليوم.
وفي دجنبر 2015 قدمت مجموعة دولية من أعضاء البرلمان الأوروبي رسالة إلى فيديريكا موغريني التي كانت آنذاك الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن توجه انتباهها إلى أن تحويل المساعدات وبيعها يستخدمان لجمع الأموال للأنشطة الإرهابية. وكتب أعضاء البرلمان الأوروبي “بالنظر إلى الوضع الحالي فيما يتعلق بالإرهاب، فإن مثل هذه الأنشطة القريبة جدًا من حدود الاتحاد الأوروبي هي أكثر من غير مقبولة“.
وقضى محاور جريدة الاتحاد الأوروبي اليوم، محمد شريف لعروسي أحمد سالم، خمس سنوات في سجن البوليساريو بسبب انتقاداته المضادة للبوليساريو.
و تقدم الجريردة في تقريرها رواية مروعة عن سجنه في ظروف غير إنسانية، وهروبه اللاحق من براثن البوليساريو، وكيف يطلب اليوم من المنظمات غير الحكومية الأوروبية التي تم أجرى مقابلات معها تسليط الضوء على قضية اختلاسات المساعدات الإنسانية الأوروبية الموجهة نحو ساكنة تندوف وإعطاء إجابات واضحة لدافعي الضرائب الأوروبيين.
وفي نهاية التقرير دعت الجريدة الأوروبية المنظمات غير الحكومية إلى اتخاذ إجراءات لوقف اختلاس المساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف.
تعليقات الزوار ( 0 )