تثير الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد برلماني إيراني إلى تونس، والتي شهدت لقاءً رفيع المستوى بين مسؤولين من البلدين، مخاوف جدية لدى المراقبين والمحللين السياسيين.
ويثير هذا التقارب المتزايد بين تونس وإيران، والذي يأتي في ظل أزمة سياسية واقتصادية عميقة تعيشها تونس، تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التحالف الجديد، وما هي التداعيات المحتملة على مستقبل تونس وعلاقاتها الإقليمية والدولية.
تداعيات خطيرة
ويرى الخبراء، بحسب “ساحل أنتليجنس” أن هذا التقارب قد يحمل في طياته العديد من المخاطر على تونس، أبرزها: تدهور العلاقات مع الغرب وتزايد التطرف والإرهاب، وتعميق الأزمة السياسية وتزايد النفوذ الأجنبي.
وقد يؤدي تقارب تونس مع إيران إلى تدهور علاقاتها مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يعتبران إيران تهديداً للاستقرار الإقليمي. وهذا التدهور قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية على تونس، مما يفاقم من أزمتها الاقتصادية الحالية.
ويخشى المراقبون من أن يؤدي تقارب تونس مع إيران إلى زيادة نفوذ التنظيمات المتطرفة والإرهابية في تونس، خاصة وأن إيران تدعم العديد من هذه التنظيمات في المنطقة.
كما قد يؤدي هذا التقارب إلى زيادة حدة الانقسام السياسي في تونس، ويزيد من استقطاب الشارع التونسي، مما يعقد عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي.
ويرى البعض أن التقارب مع إيران هو محاولة من الرئيس قيس سعيد لتعزيز نفوذه الداخلي والخارجي، من خلال الاعتماد على دعم قوى إقليمية ودولية.
دور الجزائر
لا يمكن فهم التقارب التونسي الإيراني بمعزل عن الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة. فالعلاقات الوثيقة بين الجزائر وإيران، والتي تعززت في السنوات الأخيرة، تلقي بظلالها على التطورات الأخيرة في تونس. يرى مراقبون أن الجزائر تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم حلفائها، مثل إيران، وتقويض نفوذ خصومها.
أزمة اقتصادية عميقة
وتواجه تونس أزمة اقتصادية خانقة، تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وتراجع الاحتياطيات من العملة الصعبة. وفي ظل هذه الأزمة، قد تلجأ تونس إلى البحث عن شركاء جدد لدعم اقتصادها، ولكن الخيارات المتاحة محدودة.
وأشار التقرير إلى أن التقارب المتزايد بين تونس وإيران يمثل تحولاً خطيراً في السياسة الخارجية التونسية، وقد يحمل في طياته عواقب وخيمة على مستقبل تونس.
تعليقات الزوار ( 0 )