فضح تقرير جديد بعثته قيادة الشرطة الإسبانية، إلى قاضي التحقيق بمحكمة سرقسطة، بخصوص قضية دخول وخروج زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، زيف الادعاءات التي روجتها حكومة بيدرو سانشيز، التي دافعت على أن الشخص الذي قدم للبلاد في طائرة رئاسية جزائرية، خضع لإجراءات المراقبة، وولج بهويته الحقيقية.
وكشفت صحيفة “إل إسبانيول”، أن غالي، الذي دخل إلى التراب الإسباني في الـ 18 من شهر أبريل الماضي، قبل أن يغادره في الـ 2 من شهر يونيو، لم يخضع لإجراءات المراقبة أثناء وصوله وأيضا خلال صعوده إلى الطائرة للرحيل، بناء على ما قدمه اللواء الإقليمي للهجرة والحدود، إلى رئيس المحكمة رقم 7 بسرقسطة، الذي يحقّق في الملف”.
وأوردت الجريدة، نقلا عن تقرير للقيادة العليا للشرطة في نافارا بعثته إلى قاضي التحقيق، أن المراقبة الحدودية، طلبت من غالي، شأنه شأن بقية الركاب الذين معه، إطلاعهم على وثائق إثبات هويته، غير أنه قال إنه لا يملك أي وثيقة من هذا النوع، ورغم ذلك تمكن من الصعود على الطائرة ومغادرة الأراضي الإسبانية.
وقالت “إل إسبانيول”، إن القاضي رفائيل لاسالا، وبعد أن تحقق من أن وزارة الخارجية سمحت بالفعل لغالي بالوصول إلى إسبانيا دون الحاجة إلى أي وثيقة، وبأن المعني دخل لمستشفى لوغرونيو بهوية مزورة، وتحت اسم “محمد بن بطوش”، فإنه يحاول الآن، كشف بقية تفاصيل الخاصة، المتعلقة بدخوله ومغادرته للمملكة الإيبيرية.
وأوضح التقرير، أن إجراءات المراقبة، شملت جميع الركاب الذين كانوا مع غالي، كما جرت العادة في أي رحلة تهبط أو تقلع من المطار، متابعةً أن غالي وصل في سيارة إسعاف طبية من لوغرونيو، مع شخص ادعى أنه طبيبه الخاص، قبل أن تسترسل أنه بعد وهلة، حلّ شخصان آخران للمطار، وظلا مع سيارة الإسعاف لغاية صعودهما للطائرة.
وحسب ما جاء في تقرير الشرطة، فأن غالي ورفاقه سمح لهم بالمغادرة، لأنه “لم يكن لدى أي منهم عائق قانوني لمغادرة الأراضي الإسبانية”، ولأنها “كانت مغادرة طوعية”، وهو ما تنص عليه المادة 20 من لوائح الهجرة، التي تؤكد أن “الخروج يجوز أيضا، مع وثائق المعيبة أو حتى دون ذلك، إذا لم يكن هناك أي حظر أو عائق لحكم خدمات شرطة المراقبة”.
ونبهت اليومية، إلى أن ما تضمنه تقرير الشرطة، يتناقض مع الرواية التي تكررها حكومة سانشيز، ووزارة الخارجية منذ شهور، والتي تقول إن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، دخل إلى إسبانيا بجواز سفره الشخصي، وهو ما يكذبه التقرير، الذي يؤكد أن “بن بطوش”، غادر من دون أي وثيقة هوية، وبنفس الطريقة التي دخل بها.
وواصلت “إل إسبانيول”، أن قاضي محكمة سرقسطة، ينتظر في الوقت الحالي التوصل برسائل الواتساب التي دارت بين رئيس ديوان وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، مع هيئة الأركان العامة للقوات الجوية، والتي أمر من خلالها، بالسماح بدخول غالي دون مراقبة، وفق ما اعترف به المسؤول المعني نفسه.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه من غير المعروف، ما إن كان غالي، الذي سجل في مستشفى لوغرونيو تحت اسم محمد بن بطوش، يحمل أي وثائق رسمية، لأنها لم تطلب منه عند مدخل قاعدة سرقسطة الجوية التي هبط فيها، كما أنه، غادر أيضا الأراضي الإسبانية، من دون الإدلاء بأي وثيقة تثبت هويته.
تعليقات الزوار ( 0 )