يتوقع عدد من المحللين والمتتبعين لمسار الأزمة الأخيرة بين الرباط ومدريد، أن انفراجها الرسمي سيكون قريبا بلا شك، خاصة مع بوادر عديدة بدت، أبرزها ما تضمنه الخطاب الملكي الأخير، والذي لاقى تفاعلا إيجابيا من طرف الحكومة الإسبانية، التي صرح رئيسها بيدرو سانشيز قائلا ” أعتقد أن خطاب الملك يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها”.
تصريح اعتبره عديدون اعترافا ضمنيا من مدريد بالخطأ الذي ارتكبته باستقبال زعيم الكيان الوهمي على أراضيها وبهوية مزورة، ورأوا فيه أيضا محاولة منها كي تكون علاقاتها المستقبلية مع الرباط أحسن من ذي قبل، على ألا يكون لذلك أي تأثير على علاقاتها الأخرى مع الجارة الجزائر، فهل ستنجح إسبانيا في مسك العصى من الوسط؟
حول هذا الموضوع، أكد رشيد المرزكيوي، الأستاذ بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، أنه على إسبانيا بعد الأزمة الأخيرة، أن توازن في سياستها الخارجية بالشكل الذي تحافظ فيه على مصالحها الطاقية مع الجزائر ومصالحها الاستراتيجية مع المغرب، موضحا أن المصالح الاقتصادية الاسبانية مع الجزائر ترتبط أساسا بالحفاظ على تدفق الغاز الجزائري، وأن الحفاظ على هذا التدفق لا يجب أن يستعمل كورقة أو كمبرر للتعبير عن مواقف تضر بالمصالح المغربية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أنه على إسبانيا أن تعترف بأن الجزائر هي المسؤولة الوحيدة عن إدامة الصراع حول الصحراء، هذا الصراع الذي يعود إلى فترة الحرب الباردة حينما كان التنافس على مناطق النفوذ في أوجه بين الشرق والغرب، وأن الحروب بالوكالة قد انتهت، وأن النظام الدولي قد تغير وأصبحت هناك قواعد لعبة جديدة غير التي كانت سائدة في السبعينات والثمانينات، حينما خُلقت جبهة البوليساريو من قبل الجزائر وليبيا بإيعاز من السوفيات.
واسترسل المرزكيوي قائلا ” على إسبانيا أن تتخذ خطوات واضحة في احترامها لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص صراحة، على أنه لا يجوز لدولة عضو أن تسمع باستعمال أراضيها من قبل جماعات متمردة لشن هجمات عسكرية ضد أراضي دولة عضو آخر في هذا الميثاق، لكي لا تثور أي أزمة في المستقبل”.
جدير بالذكر أن عدد من المصادر قد رجحت زيارة رسمية مرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية لسد الخلاف بشكل رسمي مع المغرب، كما ترجح المصادر نفسها عودة قريبة للسفيرة كريمة بنعيش إلى مقر سفارتها بمدريد.
تعليقات الزوار ( 0 )