شارك المقال
  • تم النسخ

تصاعد حرائق واحات زاكورة يخلف دمارا كبيرا وينذر بكارثة بيئية

يعيش إقليم زاكورة بالجنوب الشرقي للمملكة في الآونة الأخيرة سلسلة من الحرائق التهمت مساحات واسعة من واحات النخيل والأشجار التي تزخر بها المنطقة، ما جعل ساكنة الاقليم تطلق نداء استغاثة عبر تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي بغية إنقاد هذا الموروث الواحي من ألسنة النيران التي تأكل الأخضر واليابس كل سنة مخافة وقوع كارثة بيئية غير مسبوقة.

أصبحت “حرائق زاكورة” شيئا مألوفا لدى ساكنة الإقليم في صيف كل سنة، وذلك جراء الارتفاع المستمر للحرارة التي تصل في أحسن الأحوال إلى 40 درجة، حيث أضحت معها الساكنة متوجسة طول الوقت من ضياع واحاتهم بشكل سنوي التي تضم أساسا النخيل والأشجار، كما تظل خائفة من أن تصبح ضحية لألسنة اللهب التي تهدد مساكنهم المجاورة للواحات التي تتحول بعد وقت وجيز إلى رماد ودخان أسود كثيف.

فوفق مصادر محلية، تقدر واحات درعة بزاكورةضحية الحرائق بمئات الهكتارات، الأمر الذي يثير استهجان الساكنة بفعل تأخر تدخلات مصالح الوقاية المدنية، وضعف إمكاناتها وقلة عتادها للتحكم في هذا النوع من الحرائق التي تستغل حركة الرياح القوية لتتوسع رقعتها.

وزادت ذات المصادرفي تصريحها لجريدة “بناصا” بأن سلسلة الحرائق التي نشبت في واحات زاكورة تعد المرة الثالثة في ظرف أسبوعين، حيث أن الحريق الأول شهده دوار “تانسخت” والثاني عرفته واحات دوار “الحد”، بينما الحريق الثالثإلتهمما يناهز مساحة  كيلومترين من نخيل واحات جماعة “أفرا”، باعتبارها مناطق مجاورة لبعضها البعض.

وأفادت نفس المصادر، بأن الحرائق المهولة التي تشهدها واحات زاكورة في الآونة الأخيرة تدعو إلى التساؤل والشك حول أسبابها بغض النظر عن درجة الحرارة المرتفعة، معللة ذلك بأن المنطقة في فصل الصيف كانت تشهد درجات حرارة تفوق الدرجات التي تسجلها اليوم، مع ذلك لا تحدث مثل هذه الحرائق بهذه الفداحة والانتشار المهول، في إشارة إلى المسؤولية الملقاة في عاتق الإنسان الذي لا يعير هذه المعلمة البيئية أدنى اهتمام بفعل سلوكياته المتهورة، وكذا السلطات المحلية المطالبة بمضاعفة جهودها ووسائلها لمكافحة هذه الآفة البيئية.

وتفيد المصادر عينها، بأن كثيرا من الحرائق التي همت مساحات شاسعة من الواحات تمت السيطرة عليها بفضل تظافر جهود الساكنة حتى قبل قدوم مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية، هذه الأخيرة التي باتت ملزمة على تزويد الساكنة المتضررة بوسائل حماية أنفسهم وواحاتهم من خطر الحرائق التي من شأنها أن تلحق ضررا بليغابالاقتصاد المحلي، وتخلف كذلك ضحايا في الأرواح إن لم تحظر اليقظة المستمرة.

تظل أراضي الواحات كنزا بيئيا وحضاريا ينتشر في مناطق واسعة في المغرب، لاسيما الجهة الشرقية والجنوب الشرقي، بذلك أصبح من اللازم صونه وحمايته من خطر الكوارث الطبيعية والسلوكيات الغير العقلانية للإنسان،خاصة وأنها تحتل ما يقارب 15 بالمائة من مساحة البلاد، كما تقف وراء الحركية التجارية للمنطقة التي تصدر أجود أنواع التمور إلى كافة ربوع المملكة والعالم بأسره.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي