شارك المقال
  • تم النسخ

تأجيل “سانديقات” بركان صرف الأجور لأزيد من ثلاثة أشهر يثير استياء العمّال والعاملات

أعرب مجموعة من عاملات وعمّال وحدات تعبئة المنتوجات الفلاحية بإقليم بركان، عن استيائهم من استمرار “السانديقات”، في تأجيل دفع أجور الشهور الماضية، خصوصاً وأن الوضعية المادية المتأزمة للأسر، بسبب تداعيات كورونا، تقتضي الإسراع في دفع كافة المستحقات، بدل مواصلة إرجائها.

ولم تتوصل مجموعة من المشتغلات في عددٍ من “السانديقات” المتواجدة بإقليم بركان، بأجورهن منذ شهر أكتوبر الماضي، بالرغم من علمِ أصحاب المعامل التامّ بالوضعية الاجتماعية الصعبة لكافة العاملات في الوحدات، لاسيما مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، والمتطلبات الإضافية التي ظهرت معها.

وفي هذا السياق، كشفت إحدى العاملات في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، بأنها لم تحصل على مستحقاتها منذ 3 أشهر، بالرغم من أنها توجهت في أكثر من مناسبة إلى المسؤول من أجل الاستفسار عن الموضوع، دون أن تحصل على إجابات صريحة، حيث يكتفون في أغلب الأحيان بالقول إن الأجور ليست جاهزة للصرف في الوقت الحالي.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن عدداً من العاملات توجهن في الأسابيع الأخيرة إلى أحد المسيرين، وطلب منهن العودة بعد بضعة أيامٍ وستكون أجورهن جاهزة، غير أنهن، بعد الرجوع، أخبرهن المدير بأن المستحقات غير متوفّر حاليا، وسيتم إخبارهن حين تكون جاهزة، دون أن يحدد تاريخاً لهذا الأمر.

وبشأن ظروف اشتغال العاملات والعمّال يقول المصدر لـ “بناصا”، إنها صعبة للغاية، لأنه في بعض الأحيان قد تبقى في المعمل لساعات طويلة قد تصل إلى 16، قبل الخروج، وأحياناً أكثر، حسب المنتوجات الفلاحية المتوفرة التي تحتاج للتعليب، والتي يتم تصديرها لبقية أنحاء المغرب أو إلى الدول الخارجية.

واسترسلت العاملة، بأنها كانت “تستيقظ باكراً في كلّ صباح، قبل الفجر، تقوم بإعداد وجبة الإفطار لتناولها، ثم الغداء لتأخذه معها، باعتبار أنها لن تعود إلى البيت قبل الثامنة مساءً على الأقل، وربما لغاية الحادية عشر، مردفةً: “في بعض الأوقات نظلّ في المعامل لغاية صباحِ اليوم الموالي، ونقطع ساعات العمل بأوقات مستقطعة قصيرة لتناول الوجبات التي أحضرناها معنا”.

واستدرك المصدر: “لكي لا نقول بأن كلّ شيء أسود، ولكن المعامل المذكورة توفر التغطية الاجتماعية للعاملات والعمّال، وتُصرح بهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مع ما يتربت عن ذلك من امتيازات إضافية، خصوصاً فيما يتعلق بالتأمين الصحيّ، ولكن في المقابل، هناك عملٌ شاقٌّ للغاية، ولساعات طوالٍ”.

وبخصوص ما إن كانت الوحدات تؤجل صرف الأجور بغيةَ التملّص النهائيّ من تأديتها، لاسيما مع وجود بعض المشتغلين والمشتغلات الذين ضاقوا ذرعاً، وقرّروا المغادرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعدما وجدوا عملاً آخر، يقول المصدر: “لا أعتقد ذلك، لأن السانديقات سبق لها خلال السنوات الماضية، وأنا عن نفسي اشتغلت لما يزيد عن الـ 5 سنوات بها، أن تأخرت، لكنها كانت تؤدي المستحقات ولو بعد حين”.

وتُمني المتحدثة النفس، في أن تصرف المعامل أجورهن في أقرب وقت ممكن، لأن الظروف لا تحتمل الاستمرار، وأحياناً لا يُمكن الاقتصار على أخذ “المصروف الأسبوعي، خاصة حين نكون في حاجة إلى المبلغ الماليّ كاملاً، إما لتسديد الديون، أو لشراء مستلزمات للبيت أو لدراسة الأبناء، خصوصاً أن شريحة واسعةً من العاملات، إما أرامل، أو مطلقات، أي أنهن المعيل الوحيد لأسرهن”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي