لازالت سياسات التفرقة قائمة بتفضيلٍ بارزٍ بين “مغرب نافِع” و”مغرب غير نافع”، فبينما تحولت قضية طفل طنجة لقضية رأي عام بفضل الضجة التي قامت في قضيته، نجد في الضفة الأخرى طفلة أكدز –الجنوب الشرقي- التي اختفت منذ أكثر من شهر ولَم يتحدث عنها الإعلام ولَم تنل حقها من الاهتمام حتى ظهرت مقتولة وظهرت معها بعض الشرارات.
تغطية واسعة
وفي السياق ذاته، قالت حنان الكريمي الباحثة في القانون العام والعلوم السياسية، في تصريح لجريدة “بناصا” إن “المتتبع للشأن العام في الآونة الأخيرة، وبالضبط قضية اختطاف الطفل القاصر عدنان، الذي تم قتله بعد هتك عرضه، سيلاحظ أن القضية عرفت تحركات سريعة وتغطية واسعة خلال أيام، سواء إعلامياً أو من خلال وسائط التواصل الاجتماعي التي كان من خلالها الساكنة يسجلون السبق في الوصول إلى الحقائق منذ الوهلة الأولى للجريمة”.
تفاوت ملحوظ
وبتوجيه العدسة صوب الجنوب الشرقي للمملكة، تضيف الكريمي أن “قضية الطفلة القاصر نعيمة التي وجدت مقتولة في ظروف غامضة في دائرة “أكدز” التابعة لإقليم زاكورة، بعد أن كانت مختفية لأزيد من شهر، يُلاحَظ تفاوت كبير في سرعة التعاطي مع القضيتين، بل إن قضية الطفلة لم تعرف صدى بالقدر الذي عرفته قضايا مشابهة في مناطق المغرب النافع (مخلفات الإستعمار)”.
تكريس التفاوتات
وأكدت المتحدثة أن “تحليل هذه المسألة من زاوية اللاعدالة المجالية يبرهن على تأثر القضايا الاجتماعية، فلو أن طفلة أكدز كانت من سكان مناطق المغرب النافع، ربما كانت تعرف صدى فوق طاولة النقاش العام، مما يؤكد بالملموس على أن الإعلام بدوره قد يساهم في تكريس التفاوتات المجالية من حيث الإحاطة بهموم وقضايا المجتمع وتحويلها إلى قضايا رأي عام كما حدث مع قضية عدنان”.
دور المجتمع المدني
ومن جهة أخرى أوضحت الباحثة في العلوم السياسية أنه “لا يمكن إغفال دور المجتمع المدني في هذا الصدد، حيث من واجبه أن يحيط بمشاكل الساكنة، وأن يستفيد من الآليات والوسائل المتاحة ليشكل قوة تعبر عن الاحتياجات المطروحة لدى السكان، وبالتالي إيصال رسائلهم لمراكز الرأي العام حتى تنال حظاً أوفى من الاهتمام، وتصبح القضايا الاجتماعية أولى الأوراق الرابحة في صلب العدالة المجالية.”
آمال في الارتقاء
وخلُصت الكريمي، أن “دستور 2011 عزز أدوار عدة فاعلين، وعلى رأسهم فعاليات المجتمع المدني والإعلام، وعلى اعتبار هذا الأخير يشكل سلطة رابعة لها أهمية في الإلمام بهموم وقضايا المجتمع، فإن مسؤوليته مهمة ومن الضروري الارتقاء به لحجم التطلعات..”
تعليقات الزوار ( 0 )