Share
  • Link copied

بين فتور مدريد وتصاعد الشراكة مع الرباط: جنرال أمريكي يوصي بنقل قواعد “روتا” و”مورون” إلى المغرب وسط تدريبات مغربية على نظام باتريوت الدفاعي

دعا الجنرال الأمريكي المتقاعد روبرت غرينواي، الذي شغل سابقًا مناصب عليا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، علنًا الإدارة الأمريكية إلى نقل القواعد العسكرية الجوية الأمريكية من إسبانيا إلى المغرب، في ما وصفه مراقبون بـ”رسالة ضغط قوية” على مدريد، و”شهادة متجددة على تصاعد الثقة في الشراكة الاستراتيجية مع الرباط”.

وغرد غرينواي، الذي يعمل حاليًا مستشارًا في مؤسسات مرتبطة بالأمن والدفاع، مؤيدًا لموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انتقد موقف إسبانيا من تمويل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال: “حان الوقت لنقل قاعدتي روتا ومورون إلى المغرب”، وهو تصريح أعادت نشره وسائل إعلام مغربية وأثار اهتمامًا متزايدًا في الأوساط الدبلوماسية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، تزامنًا مع زيارة وفد رفيع من القوات المسلحة الملكية المغربية إلى القاعدة الأمريكية “باومهولدر” في ألمانيا، حيث خضع لتدريب متقدم على نظام الدفاع الجوي “باتريوت PAC-3 MSE”، الأحدث من نوعه عالميًا، والذي يتميز بقدرات استثنائية في اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والتهديدات الجوية بعيدة المدى.

وأشارت تقارير إعلامية إسبانية إلى أن المملكة المغربية دخلت المرحلة النهائية من مفاوضات اقتناء هذا النظام الدفاعي المتطور، الذي سيتكامل ضمن منظومة دفاع جوي متعددة المستويات تشمل أنظمة أخرى حصلت عليها الرباط، مثل Sky Dragon 50 الصيني وBarak MX الإسرائيلي، مما يُشكّل درعًا سياديًا متقدمًا ضد التهديدات الجوية والإقليمية.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن دعوة غرينواي لنقل القواعد العسكرية ليست مجرد رأي شخصي، بل تعكس تحولًا محتملًا في العقيدة الجيوعسكرية الأمريكية، إذ ترى دوائر مؤثرة في واشنطن أن المغرب يتمتع بعناصر تفوق استراتيجية مقارنة بإسبانيا، أبرزها: الاستقرار السياسي، الموقع الجغرافي المتقدم جنوب غرب المتوسط، وتنامي الجاهزية الدفاعية، بالإضافة إلى العلاقات المتينة والطويلة الأمد التي تربط الرباط بالبنتاغون.

وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسبانيا فتورًا متزايدًا بسبب الخلافات حول المساهمات في ميزانية الناتو وملفات الهجرة، يُطرح المغرب كبديل “جدّي ومؤهّل” لاحتضان أجزاء من البنية التحتية الأمريكية في أوروبا الجنوبية، في ظل تصاعد التوترات الدولية واحتدام المنافسة على مواقع الانتشار الاستراتيجي.

ويرى محللون أن تعزيز التعاون الدفاعي بين الرباط وواشنطن، وتكثيف حضور الجيش المغربي في تدريبات الناتو والتقنيات الأمريكية المتقدمة، يحمل رسالة مزدوجة موجهة لكل من الجزائر ومدريد. فبالنسبة للجزائر، تشكل هذه التحركات تحولًا في ميزان الردع الإقليمي، خصوصًا في ظل سباق التسلح غير المعلن، والتوتر القائم حول ملف الصحراء.

أما بالنسبة لإسبانيا، فإن تصريح غرينواي يأتي ليزيد من الضغط الأمريكي على مدريد لتحسين التزاماتها الدفاعية داخل الحلف، وإعادة النظر في طريقة إدارة العلاقة مع واشنطن، خاصة مع دخول المغرب على خط المنافسة كمحطة استراتيجية بديلة ومضمونة.

وبات من الواضح أن المغرب لا يكتفي بالتعاون العسكري التقليدي، بل يسعى إلى بناء منظومة دفاع جوي شاملة ومتكاملة، تُدار عبر مركز قيادة وتحكم عالي الكفاءة، بما يتماشى مع التهديدات الحديثة والتزامات المملكة تجاه أمنها الإقليمي.

ويرى متابعون أن اقتناء المغرب لنظام باتريوت سيمثل تحولًا نوعيًا في قدرته على حماية مجاله الجوي، وموقعه كحليف موثوق في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية على تخوم أوروبا، وإفريقيا، والساحل الأطلسي.

وفي ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، وعودة منطق الاصطفافات، والبحث الأمريكي عن شركاء أمنيين موثوقين، يبرز المغرب كأحد أبرز الحلفاء الإقليميين الذين باتوا مؤهلين ليس فقط لاقتناء السلاح الأمريكي المتقدم، بل أيضًا لاحتضان البنية الاستراتيجية المرتبطة به.

وفي انتظار تحولات رسمية أو قرارات علنية، تبقى دعوة الجنرال غرينواي بمثابة ناقوس إنذار لإسبانيا، وإشارة ثقة إضافية في الرباط، التي باتت فعليًا قوة صاعدة في الأمن الإقليمي والدفاع العالمي.

Share
  • Link copied
المقال التالي