Share
  • Link copied

بين الإنكار الأميركي والاتهام الإيراني: هل أعطت واشنطن ضوءًا أخضر سريًا لإسرائيل لشنّ أعنف هجوم على طهران منذ عقود؟

مع تصاعد التوترات غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران منذ الهجوم الإسرائيلي المفاجئ يوم (الجمعة)، والذي أشعل موجة متتالية من الضربات بين الطرفين، يزداد الجدل بشأن مدى تورط الولايات المتحدة في هذه العملية، في ظل نفي رسمي أميركي يقابله اتهام إيراني صريح ومباشر.

ورغم التصريحات الأميركية التي تؤكد أن واشنطن “ليست ضالعة” في الضربات، فإن تقارير متعددة تشير إلى أن الدور الأميركي قد يكون أعمق مما تم الإعلان عنه حتى الآن، مما يزيد من احتمالات التصعيد ويثير تساؤلات حول نوايا الإدارة الأميركية في التعامل مع هذا النزاع المتفجر.

نفي أميركي… وتشكيك إيراني

ووفقًا لما نشرته مجلة Time الأميركية، فإن الهجوم الإسرائيلي، الذي أُطلق عليه اسم “عملية أسد الشروق”، استهدف عشرات المواقع داخل إيران، من بينها منشآت نووية وقواعد صاروخية ومقار لقيادات عسكرية وعلماء نوويين.

ومنذ ذلك الحين، تتواصل الضربات المتبادلة، وأسفرت حتى صباح الإثنين عن مقتل المئات في إيران، و19 قتيلاً على الأقل في إسرائيل، إضافة إلى إصابة المئات في الجانبين.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن لدى بلاده “أدلة قوية” على أن الولايات المتحدة دعمت الضربات الإسرائيلية، مشددًا على أن هذه العملية “ما كانت لتحدث دون تنسيق وموافقة أميركية”.

وأضافت الخارجية الإيرانية في بيان رسمي أن “الولايات المتحدة ستُحمّل مسؤولية العواقب الخطيرة لمغامرة إسرائيل”.

في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده “غير منخرطة في الضربات ضد إيران”، واصفًا العملية بأنها “تحرك أحادي من قبل إسرائيل”، مؤكدًا أن أولوية واشنطن “هي حماية قواتها في المنطقة”.

ترامب: “كنا نعلم مسبقًا”

ورغم النفي الرسمي، تشير تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى علم مسبق بالعملية. ففي منشور له على منصة Truth Social، قال يوم الجمعة: “كنت على علم بالضربات المقبلة، والتي ستكون أكثر قسوة”، وفي رد على سؤال من وول ستريت جورنال حول ما إذا كان قد تلقى إشعارًا من إسرائيل، أجاب: “إشعار؟ نحن نعرف كل ما يجري”.

وفي وقت لاحق من مساء السبت، عاد ترامب ليؤكد: “الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات التي وقعت على إيران الليلة”.

تقارير: ضوء أخضر أميركي غير معلن

وبحسب مجلة Time، فإن تقارير عديدة أفادت بأن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بخطط العملية، وأن التنسيق كان جاريًا منذ شهور.

ووفقًا لموقع Axios، فإن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن العملية نُفذت بعد حصول تل أبيب على “ضوء أخضر” غير معلن من واشنطن، في حين كانت الأخيرة تدّعي علنًا رفضها للتصعيد.

كما ذكرت وكالات مثل Reuters وCNN أن إسرائيل كانت تنوي اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ضمن خطتها، لكن إدارة ترامب اعترضت على ذلك، معتبرة أن مثل هذا التحرك سيؤدي إلى تصعيد غير محسوب. وقال مصدر أميركي لـرويترز: “هل قتل الإيرانيون أميركيًا حتى الآن؟ لا. حتى يفعلوا، لن نفكر في استهداف القيادة السياسية”.

تباين في الأولويات؟

ونفى المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عمر دستري، صحة التقارير التي تحدّثت عن الخطة لاغتيال خامنئي، واصفًا إياها بأنها “مفبركة”.

وردًا على سؤال من Fox News، قال بنيامين نتنياهو: “هناك الكثير من التقارير الكاذبة، لكننا سنقوم بما نراه ضروريًا، والولايات المتحدة تدرك جيدًا ما يخدم مصالحها”.

المحلل الأميركي الإيراني تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي، قال لموقع NPR: “من الواضح أن هناك تنسيقًا، وربما موافقة ضمنية من إدارة ترامب”.

وأشار إلى أن ترامب “يقامر على أن هذا الضغط سيدفع إيران إلى التراجع”، لكنه حذّر من أن “رفض طهران الانصياع قد يدفع واشنطن إلى الانخراط في الحرب”.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الغموض لا يزال يكتنف الدور الأميركي في هذا التصعيد الخطير، لكن التصريحات المتضاربة والاتهامات المباشرة تشير إلى أن واشنطن، وإن لم تشارك ميدانيًا، قد لعبت دورًا مهمًا في ما يجري خلف الكواليس.

وأشارت المجلة الأمريكية ، إلى أنه وبينما تشتعل الجبهات ويزداد عدد الضحايا، تبقى المنطقة على شفير هاوية جديدة، قد لا تستطيع واشنطن أو أي طرف آخر التحكم في مآلاتها.

Share
  • Link copied
المقال التالي