Share
  • Link copied

بووانو يدين هجوم البوليساريو دون تصنيفها إرهابية ومنار السليمي يرد: العدالة والتنمية يتحول إلى ذراع لإيران بالمغرب

في خضم النقاش الوطني الذي أثاره الاعتداء الأخير الذي استهدف منطقة خالية قرب مدينة السمارة بالصحراء المغربية، خرج عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، بموقف وُصف بالملتبس، إذ أدان العملية التي نفذتها جبهة البوليساريو، واصفًا إياها بـ”الصبيانية”، دون أن يطالب، كما فعلت أطراف سياسية أخرى، بتصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي.

وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر الجهوي للحزب بجهة درعة تافيلالت يوم الأحد 29 يونيو 2025، دعا بووانو الجبهة إلى حلّ نفسها والالتحاق بالوطن، معتبرًا أن عناصرها “مغاربة على خطأ”، ورافضًا الدخول في منطق التصعيد، في وقت تزايدت فيه المطالب السياسية والبرلمانية بتشديد التعامل مع البوليساريو بعد استخدام أسلحة مصدرها إيران.

وأثارت تصريحات بووانو موجة ردود، كان أبرزها من الدكتور منار السليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، الذي انتقد بشدة موقف حزب العدالة والتنمية، معتبرًا أنه يعكس “تحولًا مقلقًا في توجهات الحزب”.

وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قال السليمي:”حزب العدالة والتنمية من حركة مقاومة إلى ذراع لإيران بالمغرب”.

وأوضح، أن “حزب العدالة والتنمية يساند إيران ويرفض تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، وإيران تسلح البوليساريو ليهاجم التراب المغربي، وبهذا الشكل تحول حزب العدالة والتنمية إلى حركة مقاومة والآن يتجه تدريجيا نحو التحول لذراع إيران في المغرب”.

وأثارت التغريدة جدلًا واسعًا، كونها تربط بين رفض الحزب تصنيف البوليساريو إرهابية، والدعم الإيراني المعروف للجبهة بالسلاح والتدريب، وهي معطيات باتت موضوع تحذير أمني وسياسي متزايد في المغرب، خاصة بعد الهجمات المتكررة على الأقاليم الجنوبية.

وفيما يبدو أن حزب العدالة والتنمية اختار خطابًا يُراهن على “الاحتواء الأخوي” و”الحوار الإقليمي”، فإن خصومه يرون في هذا الخطاب ميوعة سياسية قد تُفهم كتبرير ضمني لانفصالية البوليساريو، لا سيما في ظل تورط طهران في تسليحها، ما جعل كثيرين يعتبرون موقف بووانو متناقدًا مع السياق الأمني والسيادي الوطني.

وفي ظل هذا التباين، يتأكد مرة أخرى أن ملف الصحراء المغربية لم يعد مجرد قضية خارجية، بل بوصلة حقيقية لقياس مدى التزام الفاعلين السياسيين بخيارات الدولة وأولوياتها الاستراتيجية، خصوصًا في ظرف إقليمي متوتر يشهد اصطفافات جديدة وتحركات تهدد استقرار شمال إفريقيا.

Share
  • Link copied
المقال التالي