قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، إن المناظرات الجهوية للتنمية المستدامة، التي أعطيت انطلاقتها اليوم الاثنين من مدينة العيون، تعتبر محطة هامة ستساهم لا محالة في تعبئة كل الجهات حول هدف إرساء أسس تنمية جهوية أكثر استدامة.
وأكدت بنعلي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المناظرات، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه هذه المبادرة الهامة لكونها ستمكن كل مواطن ومواطنة من المساهمة في إعداد السياسات العمومية والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل مشترك.
وذكرت بالمناسبة بانخراط المغرب في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، من خلال اتخاذ عدة إجراءات لتجويد إطار عيش المواطنين، والحفاظ على البيئة، وتعزيز أسس اقتصاد مسؤول وأكثر استدامة، مؤكدة على ضرورة السير أبعد في هذا المجال وبسرعة أكبر، وبعزيمة أقوى من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة.
وأشادت بالجهود المبذولة على المستوى الجهوي، والتي مكنت من تعبئة كل الطاقات من أجل إشراك الجميع في مناقشة رهانات التنمية المستدامة على المستوى الجهوي لأخذها بعين الاعتبار في النسخة المحينة للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي يتم إعدادها، مؤكدة على الدور الذي يجب أن يضطلع به كل مواطن ومواطنة في تحديد أهم الرهانات وأولويات الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.
وأضافت الوزيرة أنه بالموازاة مع هذه المناظرات الجهوية، ومن أجل توسيع النقاش حول قضايا التنمية المستدامة، تم إطلاق منصة تفاعلية لاستقاء آراء وتطلعات المواطنين داخل وخارج الوطن بهدف إنجاح هذا الورش الهام والاستراتيجي.
ودعت بنعلي الى انخراط فعلي ومساهمة قيمة في أشغال هذه المناظرات والعمل على تحليل الواقع والوقوف على الرهانات الأساسية ذات الأولوية بالجهة واقتراح الحلول القادرة على جعل التنمية الجهوية تنمية شاملة ومتوازنة ومستدامة، وتحديد التدابير التي يتعين اتخاذها لتعزيز التنمية الجهوية القادرة على تكريس ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وتشجيع التنمية البشرية، وتقليص الفوارق الاجتماعية والترابية، والنهوض بأوضاع المرأة والطفل، وضمان الحق في التنمية للأجيال القادمة.
من جهته، أكد والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليم العيون عبد السلام بكرات أن على أهمية هذه المناظرات الجهوية لكونها تشكل منصة لتعميق النقاش وتبادل وجهات النظر مع الفاعلين على المستوى الجهوي من أجل المساهمة في تعزيز الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.
وذكر بكرات أن المغرب وضع سلسلة من السياسات والاستراتيجيات العامة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، داعيا إلى اعتماد نهج تشاركي في تطوير هذه الاستراتيجية.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد باختيار مدينة العيون لإعطاء انطلاقة أشغال هذه المناظرات الجهوية، معبرا عن استعداد كافة الفاعلين بهذه الجهة من مجالس منتخبة ومجتمع مدني الانخراط في هذا الورش الكبير الذي يروم تحقيق تنمية جهوية شاملة ومتوازنة ومستدامة.
وستتواصل أشغال هذه المناظرات المنظمة، تحت شعار “رهانات وتحديات الاستدامة بالمجالات الترابية” وبحضور عمال أقاليم الجهة وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وفعاليات المجتمع المدني، بتنظيم ورشات عمل موضوعاتية تتمحور حول “موارد طبيعية مثمنة ومحمية”، و”اقتصاد تنافسي ومجالات ترابية مستدامة”، و”الخدمات العمومية والتراث الثقافي”.
وعلى هامش هذا اللقاء قامت بنعلي رفقة بكرات وسيدي حمدي ولد الرشيد، بزيارة لمحطة معالجة المياه العادمة، ولمحطة الطاقة الشمسية “نور العيون” بجماعة الدشيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )