شارك المقال
  • تم النسخ

بنعزيز: الأعمال الرمضانية موجهة للفئات الأدني تعليما بشكل متعمد

اعتبر عدد كبير من الجمهور المغربي أن السيتكومات الرمضانية التي يتم بثها عبر القنوات التلفزية، مشابهة  لما كان يعهده  خلال السنوات الأخيرة، بسبب توالي مضامينها التي تركت  معها صورة نطمية عالقة بالأذهان.

خاصة من قبل الفئة المثقفة التي لم تتمكن حبكة السيناريوهات من إثارة انتباهها وإعجابها، لاسيما في ظل تكرار الخطابات بالأسلوب نفسه والشخصيات عينها، دون أي عناء في البحث عن طرق إبداعية جديدة.

“الكوميديا هي نقد في عباءة تسلية وتنجح حين تتم السخرية من ما يعيشه المجتمع كبديهيات” يقول الناقد السنيمائي المغربي محمد بنعزيز، في تصريح  لجريدة “بناصا”، مؤكدا أن إضحاك الناس صعب، لأنه يتطلب فهم عميق للمجتمع وتمثلاته وعاداته، أما دون ذلك يصعب إنتاج كوميديا عنه وله.

تكرار الخطابات المرسلة في العديد من السيتكومات الرمضانية، بنمطية وأسلوب متكرر، يرى بنعزيز بأن ملاحظات النقاد لمثل هذه الأعمال الرمضانية ” تبدو أنها لا تؤخذ بعين الاعتبارات والسيناريوهات الكوميدية يتم ارتجالها أثناء التصوير. لذا ليس على الناقد بذل جهد إن كان المنتج التلفزي يفعل ما يريد. بدل أن يختار خلية كتاب تعمل طيلة العام لتحضير نص محترم”. ولماذا مثل هذه السيتكومات تحقق نسب وأرقاما مهمة من المشاهدات، على الرغم من مستواها؟ يجيب بنعزيز بخلاصة قائلا: “هي أصلا موجهة للفئات الأدني تعليما بشكل متعمد”.  

ضعف السيناريوهات، يقول المتحدث عينه صاحب مؤلف “تشريع الفيلم المغربي” و”سينما العالم في المهرجانات 2009- 2014 “، إن ” أصدقاء المنتج المنفذ يصيرون كتابا موسميين عوض البحث عن خلية كتاب”  بامكانها الإبداع بلمسة فنية جمالية جديدة، وهذا سبب في تكرار المواضيع التي يكون جلها ارتجاليا. ومن تم فجدل كوميديا رمضان  إشكالية، بحسب بنعزيز، تخص البحث في السوابق الكتابية لواضعي سيناريوهاته، من أجل  التحقق ومعرفة : ماذا أنجزوا؟ وهل هم كتاب أم تجار موسميون؟.

وعلى النقيض من ذلك، وفي سياق قوة النص تنطلق من الواقع الاجتماعي القريب من محيط المتلقي، والذي يحتاج إلى العمل الجدي والنظرة الفنية ذات البعد النقدي،  نوه “محمد بنعزيز” بالممثل “حسن الفذ” واصفا إياه بـ” فنان كبير ومحترف”، لأنه – يضيف الناقد السينمائي- يشتغل على نصوصه طيلة الوقت، وقد قبض على اللحظة بمهارة. من يعرف حي “التشارك” سيفهم الحلقة الأولى التي تم بثها عبر القناة الثانية. 

وأضاف قائلا: ” طبعا من يشعر أن الفد في سلسلة  “طوندونس” أقل عمقا من كبور، السبب أن مخيال المتلقي فلاحي ويرتاح هنا. لذا عندما يقدم حسن الفد كوميديا مدينية فهي لا تعطي المغربي مفاتيح أساسية لفهم نفسه، فمخيال المتفرج لم يتمدن بعد، والدليل تشبيهاته في الغزل والشتم كلها فلاحية”.  

 ويذكر أن بعض الأعمال الرمضانية التي يصفها منتجوها بـ”الفكاهية” رغم أنها غير ذلك، لم تحظ بإعجاب المتلقي صاحب النظرة الجمالية النقدية، حيث يعتبرها وعدد من المتتبعين بأنها “دون المستوى” و”رديئة”،  مقارنة مع الأعمال الفكاهية التي كانت تبث عبر التلفزة المغربية خلال فترة التسعينات على سبيل المثال.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي