شارك المقال
  • تم النسخ

بلمكي.. أكاديميّ مغربيّ يستغل “الفيسبوك” لاستضافة كبار المفكرين العالميين

في عصر سيْطرت عليهِ التفاهة، وجعلت من الأمور وسخافاتها قِبابا سامِقة تشرئب لها الأعناق وتتحرك لها الكاميرات والأقلام، يُحاول البعض الآخر من الجادِين والمثقفين في محاولة لتجاوز هذا الخناق، أنْ يُضيئوا أكثر الأماكن عُمقا داخلنا، ومن بين النماذج والنقط المضيئة على شبكات التواصل الاجتماعي، نجد الدكتور نبيل بلمكي، الباحث في مجال تحليل الخطاب والسيميائيات واللغات الذي يسعى جاهداً إلى تقديم محتوى هادف، وذلك من خلال استضافة لقاءات علمية وازنة على ردهات “المارد الأزرق”.

واستضاف الدكتور نبيل بلمكي، وصاحب كتاب “تحليل الخطاب السياسي بالمغرب”، عبر تقنية المحادثة المصورة عن بعد، عددا من العلماء والمفكرين والمثقفين، من قبيل الفيلسوف الأمريكي وأب اللسانيات الحديثة، نعوم تشومسكي، واللساني والعالم اللغوي البروفيسور ستيفن كراشن، ورائد السيميائيات الاجتماعية البروفيسور ثيوفان ليوين، والدكتورة فيكتوريا فديفينتشيكو، ثم الخبير الاقتصادي العالمي، الدكتور طلال أبو غزالة.

وعن مُحاورَته لعلماء مغاربة، يقول بلمكي، في حديث أجراه معه موقع “بناصا” الإلكتروني، إنّ مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع، الذي تقوم بتنظيمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، قام باستضافة ومحاورة العالمة المغربية ومديرة قسم الفزياء بمختبر أرجون الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة كوثر حافظي حول قيادة النساء، وكذلك العالم والمهندس المغربي مخترع بطارية الليثيوم البروفيسور رشيد اليزمي، حول البحث العلمي والتكنولوجي خلال أزمة “كورونا”، ثم العالم المغربي بوكالة الفضاء ناسا الأمريكية، الدكتور عثمان بن عفان حول علم المواد.

وأوضح الباحث في تحليل الخطاب والسيميائيات واللغات، أنّ فكرة عقد مثل هذه اللقاءات، بدأت منذ المسار الجامعي قائلا: “كنت أشارك في العديد من الندوات الوطنية والدولية واللقاءات الإذاعية، الشيء الذي جعلني أُكّون علاقات أكاديمية كثيرة مع علماء وباحثين من مختلف أرجاء العالم، سيّما بعد مشاركتي في مؤتمر حول الثقافات بإسبانيا، ومشاركتي في برنامج النزاهة بلتوانيا الذي شاركت فيه 39 دولة من بينها المغرب الذي قمت بتمثيله آنذاك سنة 2012”.

من جانبه، يلفت بلمكي إلى أنّهُ لم يكن يجد صعوبة كبيرة في استضافة ضيوف من هذا الوزن، نظرا لتعوده على التواصل مع عدد من كبار الشخصيات من قبل، لكن أحيانا، يُضيف بلمكي، “أجد صعوبة في الوصول إلى وسائل الإتصال بتلك الشخصيات، نظير البريد الإلكتروني الخاص بهم، وأرقام الهواتف، ناهيك على أن الرسالة الموجه إليهم بالإنجليزية، يجب أن تكون دقيقة ومفهومة جيدا، حتى يستطيع العالم فهم طبيعة اللقاء وقبول الدعوة، خصوصا أنه ليس لديهم الوقت الكافي لقراءة جميع الواردات بسبب ضغوط العمل، والالتزامات الشخصية”.

وبالعودة إلى موضوع التفاهة، وتبجيل التافهين، والإقبال المتزايد على المحتويات التافهة، تابع بلمكي في حديثه مع “بناصا” قائلا: “كنت شخصيا أعتقد أن الجانب العلمي لا يحظى بجمهور كبير مثل ما نجده يعرض في “سوق التفاهة”، إلا أنني وعند استضافتي لهؤلاء العلماء، فرحت فرحا شديدا أنْ لقيتُ إقبالا كبيرا من مهتمين كثر من كل أنحاء العالم، فحسب الإحصائيات التي أتوفر عليها على صفحتي الخاصة، فقد بلغ عدد الأشخاص الذين تابعوا لقاء البروفيسور نعوم تشومسكي إلى أزيد من ربع مليون مشاهد”.

واستدرك بلمكي في حديثه بالقول، “إنّ نفس الشيء حدث مع البروفيسور ستيفن كراشن، والعالم المغربي البروفيسور رشيد اليزمي، الذي وصل صيته إلى وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، والتي ترغب في تبني مشروعه العلمي الكبير وهو شحن البطارية في أقل من 20 دقيقة. ثم إنّ تعليقات المتتبعين والمشاهدين توحي بتعطش المهتمين لمثل هذه اللقاءات العلمية، لذلك، يضيف بلمكي، نتمنى أن تكون هناك مبادرات مثل هاته حتى نملأ هذا الفضاء الأزرق بالمحتوى العلمي ونرد الاعتبار للعلم والبحث الأكاديمي”.

وأشار الباحث في مجال الخطاب والسيميائيات، إلى أنّ هؤلاء العلماء الكبار قدموا كنزا ثمينا للبشرية ولهم اسهامات عظيمة ساهمت في تقدم العلم بشكل كبير، والكثير من الشباب أو الباحثين لا يحضونَ بمُلاقاتهم أو حضور ندواتهم ولقاءاتهم فكان الهدف هو استضافتهم حتى ننتفع بعلمهم، خصوصا خلال أكبر ظرفية تمر بها البشرية وهي كوفيد 19.

ويؤكد بلمكي، أنّهُ وبعد هذه اللقاءات، توصل عبر الخاص برسائل كثيرة من باحثين ومهتمين يعملون على مشاريع أكاديمية حول منتوج هؤلاء العلماء، أمثال البروفيسور نعوم تشومسكي، والبروفيسور ستيفن كراشن، والبروفيسور ثيوفان ليون وغيرهم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي