عادت المواجهات بين الرعاة الرحل وساكنة قرى سوس، إلى الواجهة، بعدما شهدت منطقة ‘’تابيا’’ خلال اليومين الاخيرة، أحداث دامية، خلفت مصابين في صفوف الساكنة المحلية، حيث اندلعت مواجهات استعملت أسلحة تقليدية، بسبب هجوم مئات من قطعان الإبل والأغنام على المناطق الزراعية، والمطفيات بالمنطقة.
ووفق مصادر مرحلية، فإن الأحداث الدامية بين الرعاة الرحل والسكان المحليون، خلفت مصابين بجروح بليغة بمختلف أنحاء الجسم، أعادت إلى الأذهان الجرائم المرتكبة خلال فترات ماضية، في حق المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم في ردهات المحاكم، متابعين بتهم ثقيلة جراء دفاعهم عن الأراضي وممتلكاتهم في مواجهة مد جحافل الإبل وقطعان الماشية.
وفي سياق متصل، قال محمد أجدور، أحد أبناء المنطقة إن ‘’ساكنة دوار تفريت تعاني منذ يوم الخميس من هجوم الرعاة الرحل من خلال إعتداء علني وصريح على ممتلكات الساكنة والتهديد بدون وجه حق’’ مضيفا ‘’بعد ربط الاتصال بالسلطات المحلية في شخص شيخ المنطقة الذي أغلق الهاتف في وجه الجميع وتملص من مسؤوليته”.
مؤكدا في السياق ذاته، uلى أن ‘’ ممثل السلطة المحلية يكرر نفس الأساليب، أثناء تعرض الساكنة للتهديد، ليتم بعدها ربط الاتصال بالدرك الملكي والسيد القائد وبعد حضورهم مشكورين تم معاينة الاضرار واستماع شكاوي الساكنة وقاموا بواجبهم على أحسن وجه وتم طرد الرحل أمس لكن المشكل باقٍ ويتمدد وتواجه الساكنة نفس المشكل مع قطعان الابل منذ ساعات الاولى من صباح اليوم’’.
وتأتي هذه المواجهات، بعد هدنة العيد، التي شهدت فيها معظم مناطق سوس غياب الرعاة الرحل، في سياق توافد أبناء المنطقة على دواويرهم وقراهم، حيث اعتبر سعيد م، أحد النشطاء بمنطقة ادوسكا نواحي تارودانت، التي شهدت على مدى سنوات مناوشات بين الرعاة الرحل والساكنة، أن حلول فصل الصيف جاء بمثابة عطلة مؤقتة للعديد من الأسر التي تستقر بالمنطقة، فيما يتعلق بالصراع الدائم مع الرعاة الرحل الذين يحولون يومهم إلى بؤس حقيقي.
وأشار المتحدث ذاته في تصريحه لمنبر بناصا، إلى أن ‘’خوف الرعاة الرحل من الأعداد الكبيرة من المواطنين والأسر التي عادت إلى مسقط رأسها، أبعد عنهم شبح الهجومات المتكررة ولو كان الأمر مؤقتا، بالإضافة إلى عودة القليل من البسمة إلى أبناء البلدة بمناسبة العيد والتجمعات العائلية التي تتسم بها المناسبة’’.
وأكد المتحدث ذاته، على أن غياب الرعاة الرحل ليس نهاية مشاكل الساكنة، حيث تعاني معظم الأسر من قلة المياه، والجفاف، إضافة إلى هجمات الخنزير البري المتكررة على المزروعات والساكنة، التي تضطر إلى حماية الأبناء الصغار، من خطر الموت، خاصة وأن الخنزير يتجول بين المنازل كلما حل الظلام.
تعليقات الزوار ( 0 )