تعتزم شركة “بايكار” التركية المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة، والتي تربطها صلات وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تزويد الجيش المغربي بطائرات مسيرة هجومية.
وأفادت نشرية لـ”أفريكان أنتليجنس“، المتخصصة في كشف كواليس الشأن السياسي في البلدان الإفريقية، أن هذا العقد لن يغير جذريًا التوازن العسكري بين المغرب والجزائر.
وأضافت المجلة الناطقة بالإنجليزية، في تقرير لها يومه (الجمعة) أن توقيع هذا الاتفاق بين شركة “بايكار” التركية والقوات المسلحة الملكية، يأتي بالتزامن مع الصراع الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو حول قضية الصحراء.
وحسب المصدر ذاته، فإن شركة الدفاع التركية متعددة الجنسيات، والتي تديرها عائلة سلجوق بيرقدار والمتخصصة في الطائرات بدون طيار وC4I والذكاء الاصطناعي، ستقوم بتزويد المغرب بطائرات بدون طيار للسيطرة على ما أسمته بـ”هجمات وتوغلات الجيش الصحراوي”.
وتأسست شركة “بايكار” (Baykar Savunma) المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة، في عام 1984 وقد حولت نفسها إلى شركة صناعة UAV و AI في تركيا.
ووجه المغرب الأسبوع الماضي، ضربة موجعة، أودت بحياة القائد الجيش الثاني لجبهة البوليساريو، داه البندير، من خلال عملية مركّبة بواسطة طائرة مسيرة من طراز هارفانغ، إسرائيلية التصميم، والتي حدّدت الهدف بواسطة محدّد ليزري، ثم تولت طائرة مغربية مقاتلة “تنفيذ الضربة”.
ويرى خبراء في النزاع المتعلق بقضية الصحراء المغربية، أن استخدام الرباط لطائرة “الدرون” الهجومية في هذه العملية، يعتبر نقطة تحول في الصراع المستمر منذ عدة عقود في الإقليم المتنازع عليه، والذي استقل عن إسبانيا سنة 1975.
محمد شقير، المحلل السياسي، والخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، قال إن لجوء المغرب إلى استعمال طائرات “الدرون” في العملية الأخيرة التي أودت إلى مقتل قائد الدرك الداه البندير، هو رسالة مباشرة إلى قادة الجبهة، بأن المغرب حازم في الرد على أي استفزاز خارجي.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية لـ”بناصا” أن استعمال القوات المسلحة لطائرات بدون طيار، من شأنه أن يجنب المملكة اللجوء إلى حق المتابعة العسكرية، كما أن توظيفها في المهمات الاستطلاعية لن يكلف أي خسائر على مستوى الأرواح.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الطائرات المسّيرة، تُحدد أهدافها بدقة متناهية، وتجعل من خصوم الوحدة الترابية يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة العواقب، كما من شأن توظيفها في الغارات الجوية زعزعة الروح المعنوية لقادة البوليساريو على الصعيدين العسكري والنفسي.
وبالتالي، يضيف شقير، فإن تزويد الجيش المرابض بالصحراء بطائرات “بدون طيار” يدخل أيضا ضمن استراتيجية عسكرية جديدة تُؤّمن الجدار من أي اعتداء، مشددا على أن المغرب يستعمل الدرون الدفاعية وليس الهجومية، لكونها لا تهاجم القوات المعتديةـ بل ترد على تسرباتها في المنطقة العاجلة، وعمليات القصف التي تقوم بها قوات البوليزاريو من خلف الجدار.
وخلص شقير، إلى أنه إذا كان بناء الجدار تحول نوعي في ترجيح كفة الحرب لصالح المغرب، فإن استخدام الدرون في الرد على تهجمات وعمليات القصف التي تقوم بها مليشيات البوليزاريو، يعتبر تطورا نوعيا في حسم الحرب التي استأنفتها الجبهة في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاك المنطقة العازلة وعدم الخضوع لاجراءات البعثة الأممية التي تشرف على تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
تعليقات الزوار ( 0 )