شارك المقال
  • تم النسخ

بعد ليلة “الهروب الكبير”.. هل أضاعتْ “حكومةُ العثماني” ما جَنَتْهُ خلالَ 4 أشهر؟

على حين غرة،ٍ وفي وقتٍ كان فيه عدد كبير من المغاربة منهمكين بشراء مستلزمات عيد الأضحى، في المدن المجاورة، وآخرون في تشجيع السياحة الداخلية بالمدن الساحلية، تفاجأ الجميع، بقرار وزارتي الداخلية والصحة، القاضي بإغلاق 8 مدن، بسبب الارتفاع الكبير في عداد الإصابات، بدءاً من منتصف ليلة أمس الأحد 26 يوليوز.

مباشرة بعد القرار، اضطر المواطنون الذين توجهوا للأسواق بالمدن المجاورة، سواء لشراء الأضاحي أو مستلزمات العيد، إلى العودة بسرعةٍ، قبل بدء سريان مفعول القرار، الذي لم يعد يفصل عنه سوى 5 ساعات، متسببين في اكتظاظٍ كبير جدا، بالمحطات وبالطرقات بمخارج المدن المعنية.

لم تتوقف تداعيات القرار عند هذا الحدّ، بل تجاوزت الأمر، لتُزهق الأرواح، بعد أن عرفت الطرقات حوادث سير متفاوتة الخطورة، بعضها خفيف والآخر تسبب في خسائر مادية وبشرية كارثية، قبيل أيام من عيد الأضحى، الذي كان يمني هؤلاء “المتوفون”، النفس، ومعهم من تعرض لجروح في “حرب الطرقات”، أن يقضيه مع عائلته.

ويرى العديد من المراقبين بأن القرار الأخير، سيضيع على الحكومة كل ما جنته طوال الـ 4 أشهر الماضية، وسيفقد الشارع المغربي الثقة بشكل كامل في الدولة، بعد أن كانت القرارات التي اتخذتها السلطات منذ بدء الجائحة، شهر مارس الماضي، قد أعادت الثقة الضائعة، وساهمت بشكل كبير في تقارب واضح بين الدولة والمواطن.

وسبق للعديد من المواطنين، والنشطاء، الذين كانوا يعارضون بشدة سياسات الدولة قبل الجائحة، أن أشادوا بقرارات الحكومة، وأثنوا على وضوح وزارة الصحة، في إعلان عدد الإصابات المؤكدة والحالات المستبعدة والحالات الحرجة والخطيرة، إلى جانب تتبعها بشكل مستمر للوضع وإطلاع المواطنين عليه، غير أن الخطوة الأخيرة، تسبب في حالة هيجان وغضب في الأوساط الشعبية.

يونس، واحد من المواطنين الذين قرروا السفر لدعم السياحة الداخلية، بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي، حيث حمل حقائبه من الدار البيضاء صوب مدينة السعيدية، قال في تصريح لجريدة “بناصا”:”إن القرار لم يكن متوقعا مطلقا، خاصة أن الحكومة، حثت قبل أيام على تشجيع السياحة الداخيلة، وطالبت المواطنين بالانخراض في هذا، غير أنها فجأة تراجعت، وتسبب في حالة من الارتباك، أنا شخصيا اضطررت للإسراع في سيارتي من أجل وصول العاصمة الاقتصادية للمغرب قبل إغلاقها، ولم يسفعن الوقت، لأن وصلت بعد منتصف الليل، ولكن كدت أفقد حياتي بسبب السرعة”.

ومن جانبه أعرب سعيد، الذي سافر من أكادير، صوب تطوان، لإنعاش السياحة الداخلية، في حديثه لـ”بناصا”، عن سخطه من عشوائية قرارات الحكومة، حيث شدد على أن:”مثل هذه الخطوات ليست مسؤولة، وهي تعبر عن الارتباك الحاصل داخل الحكومة، فكيف يعقل أن تمارس الدولة سياسة: طلع تاكل لكرموس نزل شكون قالها ليك، مع المواطن”، متابعا:”توجهت قبل أيام لتطوان، وبعد القرار أسرعت للمحطة لأني لا أمتلك سيارة خاصة، فكانت الصدمة مدوية بعد أن وجدت التذكرة بـ 1000 درهم”.

المحلل السياسي عمر الشرقاوي، قال في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”:”أشمن حكومة هذي اللي تطالب المواطن بتشجيع السياحة الداخلية وبعد أيام تعلن منع السفر، اشمن حكومة هذي اللي تعطي للمواطن 6 ساعات للجوء لأكبر عملية نزوح جماعي دون حساب المخاطر والتكلفة، اشمن حكومة هذي اللي تقرر مع السادسة مساء اجبارية الكمامة وتطالب بتطبيق الجزاءات الجنائية بعد ست ساعات وليس للمغاربة أي كمامة لارتدائها”.

وتابع الشرقاوي في ذات التدوينة:”أيها السادة الوضع صعب وغير مسبوق والله يحسن عوان الجميع سلطات ومواطنين، لكن الدول في مثل هاته الأوضاع تعول على حكوماتها لإنقاذها من مخالب الوباء بقرارات متعقلة ومنسجمة وقابلة للتطبيق ماشي لحكومة تتدرب الحسانة في ريوس ليتامى”.

وبخصوص إلقاء اللوم من قبل الحكومة على المواطنين بخصوص الارتفاع الكبير لعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، قال الشرقاو:”لا يمكن للحكومة أن ترمي بالفشل على الوباء او المواطن لتبرير اتخاذ قرار مفاجئ وله تداعيات اجتماعية، فلها نصيب كبير من المسؤولية تفوق مسؤولية الجميع”.

يشار إلى أن فئات عريضة من مختلف شرائح الشعب المغربي، سبق ونوهت بإجراءات الحكومة بعد دخول فيروس كورونا إلى المملكة، غير أن القرارات الأخيرة، وعلى رأسها ما اتخذته وزارتا الصحة والداخلية مساء يوم أمس الأحد، قد أثار السخط، وغير مواقف عدد كبير من المواطنين، الذين تحولت إشادتهم إلى غضب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي