بعد حوالي أسبوع من ضجة الغضب على منصات التواصل الاجتماعي التي خلفتها صورة تظهر تعرض ممرض لصفعة على يد أحد رجال السلطة خلال تفريق وقفة احتجاجية للمرضين، تواصل صورة ترصد تفاصيل اعتقال أستاذ متعاقد انتشارها الواسع على نفس المنصات مصحوبة بعبارات الشجب والإدانة من طرف زملائه وعدد من النشطاء النقابيين والحقوقيين.
وعلمت جريدة “بناصا” أن الصورة التقطت يوم الأحد المنصرم خلال تدخل رجال الأمن لتفريق وقفة احتجاجية دعت إليها “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” بجهة الدار البيضاء- سطات، بساحة محمد الخامس بالدار البيضاء، الأمر الذي أسفر عن اعتقال ثمانية أساتذة متعاقدين، قبل أن يتم تحرير محضر في حق أستاذين من ضمن المعتقلين، أحدهما ربيع الكرعي، عضو المجلس الوطني “للتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”.
وعن تفاصيل الصورة، قال الكرعي إن الصورة تظهر “محاولة اعتقالي بالقوة ونزع الملابس وإظهار عورتي”، مشيرا في تصريح لجريدة “بناصا” إلى أن الطريقة التي تم اعتقاله بها “لا تحترم الأستاذ ولا تعطي قيمة للتعليم”.
ولم يستبعد الكرعي أن يتم استغلال الصورة من طرف “أعداء الوطن” بعد أيام قليلة من تدخل المغرب عسكريا لتحرير معبر الكركرات من طرف موالين لجبهة “البوليساريو” الإنفصالية، وخصوصا فيما يتعلق باحترام حق الأستاذ في الاحتجاج، لافتا إلى أن “إظهار عورة الأستاذ” تعني بشكل ضمني “إظهار عورة التعليم وإظهار عورة الدولة”، بحسب تعبيره.
وأوضح أن المسؤولين الذين يعطون الأوامر لرجال الأمن ل “التدخل الهمجي” في حق المحتجين “هم أعداء الوطن وهم من يريد الزج بهذا الوطن في أمور قد لا تحمد عقباها”.
وعن التدخلات الأمنية التي طالت أساتذة وأستاذات ينتمون إلى فئات مختلفة، قال نفس الفاعل التربوي والنقابي: “نحن ننقل قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية داخل المؤسسات، في حين أننا لا نستطيع المطالبة بها في الشارع، نجد تلك الآلة القمعية المسلطة علينا بتلك القوة”، بحسب قوله.
وأوضح أن “هناك فرق بين المطالبة بالحقوق في الشارع وبين أداء مهامنا في القسم”، مضيفا: “نحن نؤدي نفس مهام زملائنا المرسمين، لكن ليس لنا نفس الحقوق”.
وأكد الكرعي على مواصلتهم الاحتجاج من أجل المطالبة بالإدماج في الوظيفة العمومية، معبرا عن ذلك بالقول: “الشارع اليوم والشارع غدا رغم التنكيل لأنه يجب أن نرد للمدرس وللتعليم قيمته ونحن الجيل الذي سيقوم بذلك وهو الجيل نفسه الذي تعلم في الجامعات وعانى من تدهور التعليم”، بحسب تعبيره.
صورة أصبحت عادية حتى في الدول التي تطالب وتنادي بحقوق الاضراب والديموقراطية وحقوق النسان عامة، والآتي الله يحضر فيه السلامة، … يتبع