تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية، إصدار البيانات العسكرية، التي بلغت، يوم أمس السبت، 115، تدعي فيها تنفيذها لمجموعة من الهجمات على المواقع التي تتواجد بها القوات المسلحة الملكية المغربية، بالرغم من عدم وجود أي حربٍ في المنطقة، وهو ما أكدت الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قبل أيامٍ حين وصف المنطقة بـ”الهادئة”.
ورغم كلّ المحاولات التي قامت بها الجبهة، من أجل إقناع العالم، والصحراويين، بأنها تخوض حرباً ضد المغرب، إلا أن الوقاع المتتالية، فضحت قيادة الرابوني، وجعلت العديد من المحتجزين في المخيمات، يعربون عن سخطهم من استمرار استغبائهم بالطريقة الحالية التي تستعملها البوليساريو، الأمر الذي دفع الأخيرة، إلى التفكير في سبيل للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
وتوقع الناشط الحقوقي الصحراوي، والمعتقل السياسي السابق في سجون جبهة البوليساريو، الفاضل ابريكة، أن الأخيرة، بعدما فشلت في كلّ خططها الأخيرة، التي انطلقت بإغلاق معبر الكركارات، وبعدها إعلان الانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب ادعائها خوض حرب غير موجودة على أرض الواقع، بدأت القيادة تفكر بالتوجه نحو إعلان وقف إطلاق النار.
وقال ابريكة في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”: إن أتباع البوليساريو، “استبشروا خيراً وهللوا وتناغمت حفلات الرقص والتهديد والوعيد عبر العالم ومن منابع القيادة بالرابوني… وصدحت حناجر المجندات على الواتساب، وأزلام القيادة، واستنهضت الضمير الصحراوي المدجل مغناطيسياً بالدعاية والكذب منذ ما يقارب خمسين سنة، حتى أن الذي كان يشكك في القيادة بدأ يعيد حساباته…”.
واسترسل بأن الجميع عاد ليراجع حساباته، بعد أن وقف إبراهيم غالي “وجند طواقمه من أتباعه بقيادة مريم بنت حمادي، وقال بصحيح العبارة وعلى الملأ، لقد أخذنا قراراً نهائياً بسد ثغرة الكركارات التي تعتبر معبراً دولياً”، مردفاً: “إلا أن خواتم العملية كانت مأساوية بكل المقاييس، حيث بسط المغرب نفوذه على منطقة اكركر بالكامل، وشيد خطا دفاعياً ووضع حدا نهائياً لكل تسلل دعائي للمحيط الأطلسي”.
وأوضح أن قيادة البوليساريو، لم تأخذ درساً مما وقع في الكركارات، “بل تمادت في غباوتها حيث صرحت أمام العالم بأنها في حل من اتفاقية وقف إطلاق النار وأن الجبهة عادت للعمل العسكري، وبأن حرب التحرير اندلعت، وجيشت وأقامت الدنيا ولحد الساعة تجاوزت البيانات العسكرية مائة وعشرين بياناً، وجندت خيرة دجاليها وكذابيها (…) مسؤول الأمن والتوثيق الفرنسي اسويدي ولد وكاك”.
وأشار ابريكة إلى أن ولد وكاك، جُنّد للإشراف على “عمليات نمطية دعائية لتعميق تضليل الصحراويين المغلوب عل أمرهم بأن وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، تهاجم، تدك بشكل عنيف، تدمر، تجتاح، تقصف، تقتحم، تركز قصفها، تلتحم، تهاجم الغزاة، تشن هجمات صاروخية على تخندق القوات الغازية”، مردفاً بأنه “لم تبق عبارة عربية تعبوية حماسية إلا وصرح بها”.
وتابع الحقوقي نفسه، أن الحرب اندلعت، و”فشلت كل الخطط المطروحة، لا الأمم المتحدة استجابت، ولا مبعوثها عين، ولا المغرب تأثر، بل ظلت الأمور برتابتها رغم محاولات بعض المضللين بالمدن الصحراوية التناغم مع مناورات قيادة الرابون”، مشدداً على أن البوليساريو فشلت في كل ما كانت تخطط له، ليكون اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، وتوالي اعترافات العالم وفتح قنصليات بالعيون والداخلة، زلزالاً خلط كل الأوراق، لدى قيادة الرابوني وحليفتها الجزائر، حسبه.
ونبه إلى أن هذه التطورات، انعكست إيجاباً على الموقف المغربي، الذي حاصر قيادة البوليساريو ومن يدور في فلكها في الزاوية أمام العالم، وأصبحت في مواجهة مباشرة مع الأمم المتحدة التي تراقب وترى كل الاستفزازات التي تصورها قيادة الجبهة أنها حرب مدمرة، رغم أنها ستبقى وصمة عار فيب جبين القيادة الجبانة، ومناورة غبية انعكست على المشروع بشكل إستراتيجي خلف نكسات وجراحاً لن تندمل في القريب العاجل”، وفق ابريكة.
وخاطب الناشط الحقوقي الصحراويين، في التدوينة نفسها، قائلاً: “بعد كل ما وقع من هزائم بقيادة غالي، وبعد كذبة حرب التحرير المندلعة.. وبعد رفض الجزائر دعم هذا الخيار، وبعد ما تأكدت قيادة الجبهة بأن كل مناوراتها وصلت إلى الباب المسدود، وبعد اندلاع الحراك الشعبي الجماهيري الجزائري، الذي رفع شعارات ضد البوليساريو، وبعدى تأكد النظام العسكري الجزائري، بأنه مهدد وجودياً بهذا الحراك المبارك، قام الجنرالات باستدعاء غالي”.
وأردف ابريكة أن جنرالات الجزائر، قالوا لغالي زعيم البوليساريو، حين استدعوه مؤخراً لقصر المرادية، “كفى من المغالطات والمناورات، لقد أحرجتمونا أمام العالم، وسنبحث لكم عن مخرج للرجوع إلى جادة الصواب ووقف إطلاق النار الذي أعلنتم الخروج منه”، مضيفاً أنه “مباشرةً بعد هذا اللقاء، صرح غالي بما سمعه الصحراويين جميعاً”.
وكشف ابريكة، أن غالي قال للصحراويين، “سنعيد الانتشار تمهيداً للقرار النهائي بالرجوع لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي بدأت الجزائر تحضر منصة إعلانه من اللجنة الإفريقية للسلم يوم 9 مارس الجاري”، مشيراً إلى أن “هذا الاجتماع الذي أعلنت قيادة البوليساريو، أنها ذاهبة إليه، هدفها الرئيسي هو إعلان وقف إطلاق النار نزولاً عند رغبة الإخوة الأفارق الحلفاء”.
والحقيقة، يؤكد الناشط الحقيقي، أن قيادة جبهة البوليساريو، “هم من أعلن الحرب من جانب واحد، ولا تفاوض أي طرف ثاني معهم”، قبل أن يعود ابريكة ليخاطب الصحراويين عبر تدوينته: “يجب أن تقفوا لتقييم الأمور وتعرفوا أن قيادة الرابوني تعتبركم قطيعاً من الأغنام تهش عليه بدون استشارته لا في إعلان الحرب ولا في توقيفها”، مختتماً: “انتهت حرب اغويلي (غالي) دون تحقيق أدنى نتيجة”.
تعليقات الزوار ( 0 )