أصدر معهد “هودسون”، أحد أبرز مراكز التفكير الاستراتيجية في الولايات المتحدة، تقريرًا يدعو فيه إدارة واشنطن إلى تصنيف جبهة “البوليساريو” كتنظيم إرهابي أجنبي، مسلطًا الضوء على أدوارها “المزعزعة للاستقرار” وتحالفاتها مع قوى مناوئة للمصالح الأمريكية، من بينها إيران وروسيا والصين.
وجاء في التقرير، أن “البوليساريو”، التي تأسست بدعم من الجزائر عام 1973، تجاوزت طابعها كحركة انفصالية لتصبح، بحسب تعبيره، “ميليشيا مزعزعة” ترتبط بشبكات تهريب السلاح، وتجنيد القُصّر، وتتعاون مع تنظيمات مصنفة إرهابية مثل “حزب الله” و”العمال الكردستاني”، بل ويُتهم عناصر منها بالتورط في هجمات دامية بالمنطقة الساحلية، بما في ذلك كمين النيجير، الذي قُتل فيه أربعة جنود أمريكيين عام 2017.
وربط تقرير “هودسون”، بين تصاعد التوترات في الصحراء، واتساع رقعة التنافس بين القوى الكبرى، مبرزاً أن “البوليساريو”، أداة تُستخدم من قبل محور إيران-روسيا-الصين، لزعزعة استقرار شمال إفريقيا، حيث يشكل المغرب – الحليف غير العضو في الناتو – “الحصن الأخير أمام الانهيار الإقليمي”، في ظل تراجع دول الساحل وانتشار مرتزقة “فاغنر” وتسلل الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى المشهد، وفق المصدر.
وحمّل التقرير، الجزائر، مسؤولية تأجيج الصراع، من خلال تسهيل تهريب الأسلحة وتوفير الدعم اللوجستي للبوليساريو، والتواطؤ مع طهران في تزويد الميليشيا بطائرات مسيّرة عبر الحرس الثوري الإيراني، مسترسلاً أن “تحالف الجزائر مع قوى الشرق” يتعارض مع مساعي الاستقرار الأمريكي في إفريقيا ويعيق التعاون الاستخباراتي والعسكري الإقليمي.
واعتبر معهد “هودسون”، أن الوقت قد حان لكي تتحرك الولايات المتحدة بشكل واضح، بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020 بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وهي خطوة يعتبرها المصدر “تحولاً استراتيجياً من الحياد الفاشل إلى الواقعية الجيوسياسية”، (تتحرك) نحو تصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية.
واستعرض التقرير، المكاسب التي ستتحقق من خلال تصنيف “البوليساريو”، في قائمة التنظيمات الإرهابية، وهي “قطع مصادر تمويل وتسليح الجبهة”، و”تعزيز مكانة المغرب كشريك استراتيجي في إفريقيا”، و”التصدي لتغلغل إيران وروسيا والصين في الساحل”، و”فضح استغلال “البوليساريو” لمعاناة اللاجئين في تندوف”، و”ضرب الدعاية الدولية للجبهة التي تتستر بشعارات “حق تقرير المصير””.
وأبرز تقرير المعهد الأمريكي، التحركات الأمريكية الداعمة لهذا التوجه، من بينها إعلان عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “إكس”، عن نيته طرح قانون يفضح “تهديد البوليساريو”، ويصنفها كمنظمة إرهابية، إضافة لدعم وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، لخطة الحكم الذاتي المغربية كـ”الخيار الواقعي الوحيد للسلام”.
وخلص المعهد الأمريكي، إلى أن “قضية الصحراء لم تعد مجرد نزاع إقليمي، بل أصبحت ساحة اختبار حقيقية لمدى جدية واشنطن في حماية مصالحها وتحالفاتها في إفريقيا”، مبرزاً في الختام أنه في الوقت الذي يتسابق الخصوم الجيوسياسيون، من أجل ملء الفراغ في الساحل وشمال إفريقيا، لم يعد دعم المغرب وتفكيك شبكات “البوليساريو”، مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية ملحة.
تعليقات الزوار ( 0 )