شارك المقال
  • تم النسخ

بعد تجاهلها حوار بوزنيقة.. اسليمي: الجزائر تريد الفوضى أو نظاما عسكريا في ليبيا

في موقف أثار الاستغراب، عمدت الجزائر إلى تجاهل، احتضان المملكة المغر بية للمفاوضات بين الفرقاء الليبيين، من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وإيقاف الصراع المشتعل في البلاد منذ أزيد من 5 سنوات، واقترحت نفسها، لاستضافة ما أسمته بـ”حوار حقيقي”، يجمع أطراف الصراع الليبي.

وقال صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري، خلال كلمته بمجلس الجامعة العربية المنعقد على المستوى الوزاري عن بعد، إن بلاده، عملت منذ بداية الأزمة الليبية، عبر مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية وأطراف النزاع الليبي، انطلاق مما اعتبرته “مقاربة تهدف إلى إيقاف نزيف الدم في هذا البلد الشقيق والولوج إلى حل سياسي”.

وشدد بوقادوم على أن بلاده ترفض بشكل قاطع، أي تدخل أجنبي في ليبيا، معربا في الآن نفسه عن استعداد الجزائر لاستضافة “حوار حقيقي بين كافة الأطراف الليبية”، بهدف إنجاح المسار السياسي وبتنسيق مع دول الجوار، وبناء أيضا على مخرجات مؤتمر برلمين وإرادة الشعب الليبي، في تجاهل تام للحوار الذي تحتضه المملكة المغربية منذ الأحد الماضي.

وفي هذا السياق، اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسي بجامعة أكدال بالرباط، ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، في تصريح لجريدة “بناصا”، أنه من الواضح “أن الجزائر لاتريد نجاح المفاوضات الليبية – الليبية في بوزنيقة، وقد ظهر ذلك جليا من خلال كلمة وزير خارجيتها صبري بوقادوم، أمام أشغال جامعة الدول العربية يوم أمس”.

وأضاف اسليمي بأن هناك تفسيرين لما قاله بوقادوم، الأول أن الجزائر تُعارض المغرب لأنه نجح في جمع الليبيين بعد خمس سنوات من الصراع، فنظام الدولة العسكرية الجزائرية يعارض كل شيء يأتي من المغرب أو يتم في المغرب، وقد سبق للرئيس الواجهة عبدالمجيد تبون أن قال إنه يُمكن لليبيين أن يوقعوا اتفاقا>في السماء وسط طائرة، بمعنى “أن يوقعوا اتفاقا في أي مكان إلا في المغرب”.

وأوضح اسليمي بأن ما قاله تبون يعد حقداً جزائرياً لم يسبق له مثيل في العلاقات الدولية، عبر عنه بدوره بوقادوم، يوم أمس، لمّا أشار إلى كلمة”اتفاق حقيقي”، مع العلم أن عقيلة صالح الذي حضر إلى المغرب منذ شهر ونصف رفض الحضور إلى الجزائر آنذاك بأسبوع قبل مجيئه للمغرب وهو مالم يستسغه الجزائريون.

أما التفسير الثاني، يضيف اسليمي، هو “أن نظام الجنرالات الجزائري مُخترق من طرف دولة أجنبية هي التي توُجه الجنرال شنقريحة وتبون في ملف الجزائر، وهي التي فرضت على شنقريحة كتابة بند في الدستور الجزائري القادم تُعطي للجيش الجزائري إمكانية التدخل خارجيا، فالجنرالات يسارعون الزمن لتمرير هذا البند لكي يتدخلوا في ليبيا بمبررات قد تكون بإبرام اتفاق مع حفتر”.

وأكد اسليمي، بأن هذه الأسباب، تجعل النظام الجزائري لا يرغب في أن يكون هناك حل “للأزمة الليبية، وإنما يريد زرع الفوضى في ليبيا، ويحاول الآن عرقلة كل اتفاق لتسود الفوضى ويتدخل في ليبيا، فالجنرال شنقريحة الرئيس الفعلي للجزائر يريد إما الفوضى في ليبيا أو نظاما عسكريا يقوده حفتر في دولة عسكرية ليبية شبيهة بالدولة العسكرية الجزائرية”.

جدير بالذكر أن المغرب، يحتضن منذ يوم الأحد الماضي، مفاوضات بين الفرقاء الليبيين، ممثلين في وفد عن مجلس نواب طبرق، ووفد عن المجلس الأعلى للدولة الليبية، بهدف التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء النزاع في ليبيا، وقد سبق وأعلنوا الثلاثاء، أنهم توصلوا بالفعل، خلال حوار بوزنيقة، لـ”تفاهمات مهمة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي