اتسمت العلاقات المغربية الليبية، على مدى عقود أثناء فترة حكم العقيد معمر القذافي، توترات كبيرة، جراء المواقف العدائية لليبيا تجاه المغرب، ودعمها لمليشيات ‘’جبهة البوليزاريو’’ حسب ما أكدته تقارير استخباراتية.
وفي ذات السياق، تعيش ليبيا في الوقت الراهن، على وقع حرب داخلية، بالرغم من برودتها، وتعدد الأطراف، إلا أن الدور المغربي في وضع حل الأزمة أصبح بارزا، بعد توالي اللقاءات التي عقدتها الأطراف الييبية بالمغرب، والجهود المبذولة من قبل الخارجية المغربية للوصول إل اتفاقات بين الأطراف المتنازعة.
وتعتبر لقاءات الصخيرات، التي أشرف عليها المغرب بحضور الفرقاء الليبيين، إشارات واضحة على تغير النسق الليبي، وسياسته الخارجية تجاه المغرب، حيث لا تزال المفاوضات تعقد بالمغرب وببرلين، وتوالي زيارات القادة الليبيين للعاصمة المغربية الرباط، وعقد لقاءات وندوات فوق التراب المغربي.
ويرى متابعون أن توالي الزيارات التي تقوم بها القيادات الليبية، من شأنها أن توطد العلاقات بين البلدين، وتنهي مخلفات ‘’حكم القذافي’’ الذي حول ليبيا في وقت مضى، إلى بؤرة توتر بشمال افريقيا، وأنهى بذلك حلم إنشاء اتحاد مغاربي قوية.
وفي سياق متصل، قال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بفاس، إن ‘’هذه الزيارات الليبية المتتالية للرباط، تؤكد على ثقتهم بالمغرب، وبالدور الذي قام به الأخير في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المتنازعين’’.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية أن هذه الأحداث مؤشرات على أنه في حال استتب الأمن في ليبيا ونجح مسلسل الصلح، فستكون هناك علاقة شراكة قوية ستجمع المغرب والحكومات الليبية في المستقبل’’.
مردفا:’’يحسب للمغرب أنه حافظ على العلاقات مع جميع الأطراف، حيث لم يتخذ مواقف ضد أي طرف من الأطراف الليبية المتنازعة، مما يأهله للتدخل لنزع فتيل أي نزاع في المستقبل، بمعنى أن امكانية تأسيس تأسيس شراكة قوية بين المغرب وليبيا’’.
مبرزا في ذات السياق، أنه ‘’لا يزال الطريق محفوفا بالمخاطر، لأنه بالرغم مما تحقق من تقدم في مسلسل المصالحة الليبية، إلا أن هناك عوائق كثيرة، يمكن أن تسبب انهيار هذه الجهود، حيث لا زالت هناك أطراف ليبية تحمل السلاح ولها ميلشيات وجيش وطيران، سواء في الشرق أو الغرب، ومنهم من يشكك من جدوى الحوار الليبي الليبي، مع تأييد بعضهم لهذه المفاوضات بحذر.
وأكد سعيد الصديقي، على وجود مجموعات مسلحة تشكل أحيانا جيشا وطنيا، بالإضافة إلى قوات أجنبية، لاسيما التي ليس لها غطاء قانوني عبر اتفاقيات ثنائية، تجعلنا نخشى على التسوية السلمية.
تعليقات الزوار ( 0 )