بعد تناسل الشائعات الصادرة من مخيمات تندوف التي تتحدث عن شلل إبراهيم غالي زعيم البوليساريو، وعدم قدرته على العودة إلى “الرابوني” لإدارة أمور الجبهة، حيث لا يزال يقيم في مستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر، أعطت سلطات الأخيرة، الضوء الأخضر لإظهار “بن بطوش” مرة أخرى.
وخرج غالي في مقطع مصور، تعمد مخرجوه إظهاره وهو يمشي إلى غاية جلوسه على كرسي، في رسالة للأنباء التي تحدثت عن شلل زعيم جبهة البوليساريو، قبل أن يشرع “بن بطوش” في الحديث إلى المحتجزين، وسط شكوك كبيرة حول مشهد التصوير، الذي غطى على كل ما قيل في الخطاب، خصوصاً بعد ظهور أجسام غريبة تحت لباس غالي، رجحت مصادر أن تكون أجهزة طبية.
وفي هذا السياق، فضح منتدى “فورساتين”، مقطع الفيديو الذي ظهر فيه غالي، وأبرز مجموعة من الأخطاء التي ارتكبت عند التصوير وعند تعديل المشهد ليظهر زعيم البوليساريو وكأنه في صحة جيدة، حيث قال إن ظهور “بن بطوش”، لم يكن هينا، ولا ممكنا في الوقت الراهن، نظرا لعدم جهوزيته، وضعف بنيته وقواه الجسدية.
وأضاف المنتدى أنه قبل بدء التصوير، “اجتمع الأطباء والعسكر وقرروا إخضاعه لحصص من الحقن المليئة بالمقويات، ليستطيع الصمود لنصف ساعة، ظنها المشرفون كافية للظهور والاستعداد قبل إلقاء الخطاب”، متابعاً: “نصف ساعة لم تكف، وظهرت مفاجآت لم يتوقعوها، فالمريض لم يقدر على حمل الزي الصحراوي الكبير، الذي يكنه لوحده إخفاء ما علّق بجسده من محاليل وأجهزة طبية وصناديق الإفراغ المعوي”.
واسترسل المصدر: “قرر المشرفون تغيير الزي ليلبس الرئيس جبة عادية شبيهة بلباس يلبسه في العادة، لكن كانت من نوعية رديئة ورخيصة جلبت على عجل من أحد المرافقين كان يريدها للعيد، أو جلبت لتقدم هدية في نفس المناسبة، المهم أن الرئيس لبسها، ولم تكن بنفس حجمه، وكانت أياديها طويلة أكثر من اللازم، ما اضطر القائمين على التصوير على ثنيها من جهة اليدين”.
وأوضح المنتدى أن الأجهزة والمحاليل، التي يجب أن تبقى مع غالي، علقت على حسده، تحت الزي الجديد، “وكان واضحا وباديا للعيان أن جسما غريبا ظاهراً على مستوى الصدر، يتقدم ويبرز عند كل حركة للرئيس، أو لحظة جلوسه، وأثناء مشيه، وخلال تصويره من الجانب”، مردفاً: “لم تكن هذه الأخطاء غير المحسوبة هي الوحيدة خلال عملية تسجيل كلمة الرئيس، بل خرجت مشكلات أخرى أعاقت التصوير وعطلته”.
وواصل “فورساتين” فضح ما جرى في كواليس تجهيز مقطع غالي، حيث قال إنه مع كثرة محاولات التصوير، وتكرارها لإخفاء ما يحمله الرئيس، انهارت قوى غالي، وبدأ مفعول المقويات يتلاشى رويدا رويدا، فكان لزاماً الانتقال إلى السرعة القصوى، والبدء بتسجيل الخطاب مباشرةً، وبعدما يتم الرجوع للتصوير قبل الدخول وأثناء الجلوس لإظهار المريض في حالة جيدة لطمأنة المترقبين والمشككين”.
وأبرز المصدر أن غالي، سجل الخطاب، ثم عاد فرق التصوير إلى “تسجيل لقطات لدخوله الغرفة ماشيا على قدميه، لكن واجهتهم مشاكل خلال تصويره داخلا خاصة مع استمرار ظهور الأجسام الغريبة تحت جسده، وخلال تكرار عملية المشي صوب المكتب المجهز لإلقاء الخطاب، وقع المصورون في خطأ فادح، وهو تصوير غالي وهو يرتدي الزي مطوي الأكمام إلى المرفقين”.
وذكر “فورساتين”، أن اللقطة دمحت “داخل الفيديو النهائي وتعميمه للمشاهدين، مع ما يحمله من المتناقضات والأخطاء الفادحة، لكن لم يكن هناك حل سوى القبول بما وجد وبما تم تصويره لاستحالة التصوير مجددا ، وعدم قدرة الرئيس على الخضوع لحصة تصويرية جديدة لإخفاء الأخطاء، وحمد فريق التصوير والفريق الطبي والعسكري الله كثيرا أن قدروا على تصوير ما تيسر”.
ونبه المنتدى إلى أن غالي “لم يظهر في نهاية الخطاب، وتم بث الفيديو دون إظهاره وهو يقف، بل انتقل المشهد مباشرة من الجلوس إلى مشهده واقفا على عكس البداية، وهو ما يعكس فشل فريق التصوير في أخذ مشهد لقيام غالي من مكانه عند نهاية الخطاب لعدم قدرته واستحالة التغطية على ما يحمل معه من أجهزة وصناديق التفريغ الطبية”.
أما فيما يتعلق بما قاله غالي، أكد “فورساتين”، أن “الخطاب أصلا لم يكن غاية بل وسيلة، الخطاب كان حجة لإظهار غالي بأي شكل وبأي ثمن، ولم يكن الخطاب مهما بحد ذاته ، لكن لا بأس أن نعرج على ما جاء فيه، فقد كان خطابا مهما لدرجة أنه لم يأتي بشيء جديد، ومهما لأنه استطاع أن يخلق الحدث دون أن يحتوي على شيء ذي أهمية”.
وأكمل: “الخطاب كان خاليا من أي معنى ولا جديد، خطاب مقتضب تحدث فيه غالي عن المخيمات والجاليات وبارك لهم العيد، وهنأ الجزائر وموريتانيا، وشجع الجيش الذي لا يفعل شيئا، ونوه بانخراط الشباب في الحرب، وكأنه لا يعلم أن المنخرطين تراجعوا والجاليات رجعت من حيث أتت، والمغفلون ممن ذهبوا للميدان قيل لهم لا نريدكم ولم يسلموا سلاحا ولم يشاركوا في شيء لعدم ثقة القيادة فيهم”.
واختتم المنتدى: “هذا هو خطاب ابراهيم غالي المهم ، المختصر نظرا لظروفه الصحية، الفارغ من أي جديد أو طارئ خوفا من انفعاله أثناء القائه الخطاب الخالي من كل حماس وانفعال، الخطاب المنقذ للنظام الجزائري من إحراج التساؤل والبحث والانتقاد بعد غياب لرئيس دولة جارة ليس لها من اسم الدولة إلا ما جاد به عليها النظام الجزائري، زيفا وبهتانا وكذبا لن ينقضي ولن يزول إلا بزوال النظام الجزائري نفسه”.
تعليقات الزوار ( 0 )