يعيش خريجو الجامعات المغربية ذات الاستقطاب المفتوح وضعا صعبا منذ اللحظة الأولى لإعلان وزارة التربية الوطنية عن مباراة التعليم، فقد شكلت مسألة اعتماد شروط إقصائية جديدة لشريحة واسعة منهم، سلوكا غير مقبول من حكومة كان من المفترض على حد قول الكثير منهم، أن تعمل على حل أزمة التشغيل لا على المساهمة في تفاقمها.
وبالرغم من التنديد الكبير بالتعديلات الأخيرة التي أتت بها وزارة بنموسى من مختلف شرائح المجتمع كبيرها وصغيرها، إلا أنه يبقى المتضرر الأكبر من تبعات هذا القرار، هم المجازون وحاملو الشهادات العليا ممن قد تجاوز سنهم 30 سنة، والذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها غير معنيين بمباراة توظيف بالآلاف، خاصة وأن عددا منهم قد شرع في التحضير لاجتيازها أشهرا قبل الإعلان.
ووصف عدد من المتضررين قرار تسقيف سن الترشح بالقرار بغير المبرر وغير المفهوم، واعتبروه دفعا غير مباشر لهم نحو معامل “الكابلاج”، بل وذهب عدد منهم إلى القيام بحرق شهاداته الجامعية والتساؤل عن أي فائدة تبقى لها بعد القرار، كما تحسر باقون على السنوات التي قضوها في الجامعة والتي كان يملؤهم فيها الأمل بالتقدم لاجتياز مباراة التعليم وارتداء وزرته البيضاء.
وفي اتصال ربطه منبر بناصا مع محمد.ش، وهو شاب مغربي من نواحي مدينة سطات ومجاز في القانون، قال فيه إن التعديلات التي تم اعتمادها أخيرا وخاصة تسقيف سن الترشح، قد أصابته بالإحباط، وبأنه قد صار ينظر لشهادة الإجازة كورقة عادية لا جدوى منها على الإطلاق.
وتابع أنه منذ حصوله على شهادة الإجازة قبل سنة من الآن، وهو يشتغل في أحد معامل “الكابلاج” بمدينة برشيد، وأنه وبالرغم من ظروف العمل الصعبة جدا، إلا أنه كان ذا أمل في أن مباراة التعليم الحالية ستنتشله من الوضع الذي هو فيه، وهو ما جعله على حد قوله يرى في عمله الحالي عملا مؤقتا فقط وليس مكانا لرسم مسار مهني طويل.
وأردف الشاب محمد أن رؤيته قد تغيرت الآن، كما تغيرت عند عدد كبير من الشباب الذين يعملون معه ويشتركون في الوضع ذاته، وقال” دبا أنا عندي 32 عام، ومادام التعليم مبقاش كيقبل السن ديالي، وحتى الوظائف الأخرى، فراه بزز مني خصني نبقا خدام فهاد الوزين، وخا تمارة والصالير قليل، وراه كاينين بزاف لخدامين معايا بنات وولاد حتى هما عندهم نفس المشكل ديالي”.
وقد أرخت الشروط الجديدة التي تم اعتمادها للراغبين في اجتياز مباراة التعليم، بظلالها على شريحة واسعة من الطلبة أيضا، والذين مازالوا لم ينلوا بعد شهاداتهم الجامعية، وصار أقصى تفكيرهم الآن في المستقبل القريب الذي لم تتبق له سوى سنة أو سنتان، وما العمل آنذاك حين سيحصلون على شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية، ويجدون أنفسهم مقصيين من مباريات التشغيل بسبب سنهم، أو أحد الشروط الأخرى، الأمر الذي دفع أحد المغاربة للتعليق ساخرا “الحمد لله مداروش الخدمة فالكابلاج حد 30 عام، أما كون بقينا بلاش”.
يأتي هذا في سياق الإعلان عن مباراة التعليم الأخيرة، وما شهدته من مستجدات على مستوى شروط اجتيازها، من تسقيف لسن الترشح في 30 سنة، و فرض لانتقاء أولى على المترشحين، وأيضا اشتراط عدم وجود عقدة بين المترشح وإحدى مؤسسات التعليم الخصوصي.
تعليقات الزوار ( 0 )