شارك المقال
  • تم النسخ

بعد اتضاح توجّه بايدن.. البوليساريو تلعب آخر أوراقها لتجنّب دخولها قائمة “الإرهاب”

بعد اتضاح بعض ملامح السياسية الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، والتي لا تُظهر بداياتها أي احتمالٍ لتراجعه عن قرار سلفه دونالد ترامب، القاضي باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، تحركت جبهة البوليساريو الانفصالية للعب آخر أوراقها، بغيةَ تجنب أن تسوء الأمور أكثر، خصوصاً مع تعالي العديد من الأصوات المطالبة باعتبارها تنظيماً إرهابياً.

وفي موقف وُصف بالغريب، أعلنت الجبهة الانفصالية، مؤخراً، على لسان ما تُسميه بممثلها في الأمم المتحدة، محمد عمار عن إبقائها الباب مفتوحاً أمام الحلّ السلمي، في وقتٍ ما تزال الصفحات والمواقع التابعة لها، تعجّ بأخبار وبيانات الحرب الوهمية التي تخوضها في الصحراء المغربية، منذ الـ 13 من نوفمبر الماضي.

وأكدت جماعة الرابوني عن استعدادها للعودة إلى طاولة الحوار، في حال كان مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، جادان في حلّ النزاع، وفق تعبير عمار، متهماً في الوقت نفسه، فرنسا بتسببها في العرقلة داخل مجلس الأمن، وحلولها دوما دون إيجاد آلية أممية لمراقبة ما أسماه بالانتهاكات الحقوقية في الصحراء.

وعن هذا التطور، كتب نوفل البعمري، المحامي والخبير في ملفّ الصحراء، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أعلنت البوليساريو في موقف غريب بعد تنصيب بايدن، وتأكدها ألا تغير في الموقف الأمريكي، أنها مستعدة للعودة للعملية السياسية مع استمرارها فيما أسمته بالكفاح المسلح”، متابعاً: “هذا الموقف يحتاج لنتوقف عنده”.

وتابع البعمري بأن موقف البوليساريو “يكشف عن رغبتها في التراجع عن بروبغندا الحرب بعد أن تأكد أنها لم تستطيع الاستمرار في الكذب على العالم وعلى ساكنة المخيمات التي اكتشف العديد منها زيف دعايتها، حتى من طرف من كان يروج للحرب من المدونين حيث انقلب أغلبهم إلى انتقاد قيادة الجبهة”.

وأضاف الخبير نفسه: “المغرب موقفه واضحا و لم يتغير، لا مباحثات مع العصابة و قطاع الطرق، وموقفهم هذا يؤكد أن منطق العصابات مازال يحكمهم، ولم يستفيدوا من تجربة العملية الأمنية بالكركرات التي قام بها المغرب”، مسترسلاً بأن خلط البوليساريو بين الموقفين، يعدّ “تأكيداً على الفشل السياسي والحربي للجبهة”.

وأردف بأن خلط جماعة الرابوني بين موقفي الجلوس على طاولة الحوار، والاستمرار في ما أسمته بـ”الكفاح المسلح”، صار مكشوفاً، وحوّل قيادة الجبهة إلى مفلسة وفاشلة، وأصبحت عبئا على النزاع ككل والعملية السياسية، لأنها لم تنجح في السلم، كما لم تتمكن من الدخول في حربٍ حقيقية، في إشارة إلى أن وهميةِ ما تروّجه بشأن الأقصاف المتتالية.

وتطرق عدد من النشطاء الفيسبوكيين إلى قضية المطالبة باعتبار الجبهة تنظيماً إرهابياً، حيث كتب فيسبوكيّ يدعى محمد رحاوي، بأن المغرب فتح الملف ووصل لنص الطريق في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإدراج مرتزقة البوليساريو في قائمة الإرهاب، ومن خلاله أيضا، إدراج الجارة الشرقية في قائمة الدول الداعمة والممولة للجماعات الإرهابية”.

وأشار الشخص نفسه، إلى أنه في ظلّ هذا الأمر، ما زال هناك من “يمني النفس على أن بايدن غيتراجع على قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، هاد الموضوع كيتعلق بمكسب كسبناه فرحنا واحتفلنا بيه، وكيما قدرنا أننا نوصلوا ليه ونحققوه فكونوا على يقين أننا قادرين وعارفين كيفاش نحافظوا عليه، ونتمسكوا بيه، هذا موضوع عطيناه حقو وسالينا وفضينا معاه وسينينا المحضر”.

واعتبر مراقبون بأن عودة البوليساريو للتلويح بأنها مستعدة للرجوع لطاولة الحوار، بالرغم من تشبثها بالاستمرار فيما تقول إنه “كفاح مسلح”، رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، التي بدأ العديد من الأشخاص المؤثرين، يطالبونها بالنظر جدياً في تصنيف الجبهة الانفصالية ضمن التنظيمات الإرهابية، استناداً إلى الطريقة التي تنشط بها، ولاحتجازها للسكان في مخيمات تندوف.

ونبه المراقبون إلى أن تشبث جماعة الرابوني، بالتصعيد، قد يكون له تبعات قد تجني على مستقبل التنظيم وإمكانية استمراره، في ظلّ أن العديد من المؤيدين للجبهة، أعلنوا صراحةً عن توقفهم عن ذلك، وعلى رأسهم يواخيم شوستر، الذي قرر الاستقالة، بسبب ما أسماه تهوّر الجبهة في العودة إلى الحرب، بالرغم من استحالة التوصل لحلّ عبرها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي