الأجواء في الخارج عادية، كأن الفيروس غير موجود في مخيال هؤلاء السكان في دوارٍ بطريق أوريكة. الأطفال ذاهبون إلى المدرسة هذا الزوال يرتدون كماماتهم ويحملون معقماتهم في محفظاته.. يشدون بأذرع أولياء أمورهم بثقةٍ. منهم من أحضره النقل المدرسي في احترام لشروط السلامة الصحية والتباعد.
مصطفى البالغ من العمر تسع سنوات، سألتهُ وهو يقبل على الدخول إلى مدرسته الخصوصية، عن طريقة تمدرسهم في هذه الأجواء، مجيباً بنوعٍ من الاستياء وهو يعدّلُ نظاراته، أنهُ سئم أجواء التباعد وألا يستعيرَ قلماً أو أي شيء من الأدوات من زملائه وألا يشاركهم الطعام خلال الاستراحة.
وقال إن المدرسة تفرض عليهِ إحضار المعقم والكمامة إلى الفصل، وهو “لا يحبّ أن يرتدي الكمامة الطبية لأنها تربكه وتصيبه بالاختناق، رغم أنه يعلم أنها لحمايته من العدوى”، كما يورد الطفل مصطفى وهو يبتسم، قبل أن يغادرَ للدخول للمدرسة.
وفي هذا المنحى، قالت الأستاذة بالمدرسة الخاصة الوحيدة بالمنطقة، والتي تسمى مريم، إنها تلتزم باتباع البرتوكول الذي وضعته المؤسسة قبل بداية الدراسة حفاظاً على سلامة التلاميذ، لاسيما أنهم من المناطق القليلة بمراكش الذين استفادوا من التعليم الحضوري، بعد فرض التعليم عن بعد في مناطق موبوءة بمراكش كسيدي يوسف والمحاميد.
وقال مديرُ مدرسة الهنا العمومية، إنهم يعملون وفق الإجراءات الاحترازية الموضوعة من طرف وزارة التربية الوطنية بتنسيق مع وزارة الصحة، مفتخراً بسير الظروف الدراسية بمؤسسته منذ أسبوعين بشكل عادي ينم على الارتياح وعدم ظهور أي حالة بالمنطقة بكاملها، ما قد يربط العمل، أو يدفع إلى تغيير المنهجية المتبعة. وأوردَ في نهاية حديثه بثقة بالغة “حنا كتهمنا غير المصلحة ديال وليداتنا والتلاميذ ديالنا أولاً.”
تعليقات الزوار ( 0 )