Share
  • Link copied

بعدما مدّ يد العون لإنارة الأندلس.. اليمين المتطرف الإسباني يردّ على المساعدة المغربية بـ”الشعبوية”

قابل اليمين المتطرف الإسباني، مد المغرب ليد العون لجارته الشمالية، في عز أزمة انقطاع الكهرباء بداية الأسبوع الجاري، بموجة من الخطاب الشعبوي، الذي قاده حزب “فوكس”، الذي لم يقف عند مهاجمة الحكومة الإسبانية فقط، بل وصل حدّ التنديد بالطاقة المغربية ذاتها.

زعيم حزب “فوكس”، سانتياغو أباسكال، خرج بتصريحات عدائية صباح اليوم التالي، قائلاً: “لا نقبل طاقة مغربية. نحن لا نركع كما فعلت هذه الحكومة الخائنة”، في موقف أثار سخرية واسعة لدى الرأي العام الإسباني وحتى داخل بعض الأوساط الإعلامية، بسبب طابعه الهزلي والتضليلي.

المشهد الأكثر إثارة للسخرية، بحسب تقارير إعلامية، تمثّل في لجوء أنصار “فوكس” إلى كهوف للتخييم “المقاوم” حول نيران مشتعلة، وتوزيعهم المؤن في مشهد بدائي، في محاولة لـ”الصمود” في وجه الطاقة المغربية، التي وُصفت زوراً بأنها “غير شرعية”. بل ذهب أباسكال إلى الاستحمام بغاز التخييم، ليظهر في صورة “المواطن الإسباني الحقيقي” الذي لا يرضى بالاعتماد على دولة مجاورة، حتى وإن كانت تلك الدولة أنقذته من ظلام شامل.

وبينما كانت الرباط تبذل جهداً سيادياً لضمان استقرار جارتها، وتؤكد مرة أخرى نجاعة التعاون الثنائي، اختار اليمين المتطرف الإسباني الانغماس في خطابه القومي الضيق، متجاهلاً حقيقة أن المغرب شريك طاقي محوري، يمتلك بنية تحتية حديثة، ويلعب دوراً متنامياً في أمن الطاقة الإقليمي.

ويرى مراقبون، أن هذه الحملة التي شنها حزب “فوكس”، لا تعكس موقف الدولة الإسبانية، بقدر ما تترجم تخبط تيار يميني يجد في مهاجمة المغرب وسيلة لاستقطاب أصوات انتخابية، وذريعة للضغط على حكومة مدريد، ولو على حساب المصالح الاستراتيجية المشتركة.

ومقابل استمرار اليمين المتطرف، في خطابه المعادي للمغرب، يواصل الأخير تعزيز موقعه كشريك موثوق، لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي، سواء في ملف الطاقة، أو الهجرة، أو الأمن، بينما تنكشف تناقضات التيارات الشعبوية التي ترفض الواقع، وتستبدل الحلول بالصراخ.

Share
  • Link copied
المقال التالي