شارك المقال
  • تم النسخ

بسبب مرورها بأسوء مراحلها.. البوليساريو تكثّف جهودها لتجنيد المقاتلين الأجانب

تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية وضعاً يعتبره العديد من المراقبين بأنه الأسوء طوال تاريخها، بعد مجموعة من المتغيرات على المستوى الدولي والإفريقي والإقليمي، وصلت إلى ذروتها في أعقاب الـ 13 من نوفمبر الماضي، بعد العملية الأمنية التي قام بها المغرب ضد عناصر من الجبهة كانت تقطع الطريق بالمعبر الحدودي الكركارات، والتي كشفت عن عزلة دولية غير مسبوقة لجماعة الرابوني.

وفي محاولة منها لتجاوز هذه الضعية الصعبة التي تعيشها، سعت البوليساريو، منذ سنوات، إلى استقطاب مجموعة من المقاتلين الأجانب والمجرمين الفارين من العدالة، المتواجدين في منطقة الساحل والصحراء، إلى جانب ربطها لعلاقات مع التنظيمات الإرهابية التي تنشط في الصحراء الكبرى، بغيةَ استعادة توازنها العددي، بعد سلسلة من الانسحابات وموجات الفرار من المخيمات.

وعن هذا الموضوع، يقول رشيد المزركيوي، أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن البوليساريو اليوم، “ليست بوليساريو الثمانينات أو التسعينات من القرن الماضي، فمن المؤكد أنها فقدت الكثير من الدعم الدولي ولم تعد لها المصداقية التي حظيت بها في الثمانينات من القرن الماضي”.

وأضاف المرزكيوي في تصريح لجريدة “بناصا”، بأن البوليساريو، لم يسبق لها أن كانت ضعيفة أكثر مما هي عليه الآن، طوال تاريخها، وهذا ما يجعلها، تبحث عن مقاتلين ومجندين بكل السبل والوسائل حتى وإن كانوا من منظمات إرهابية معروفة، مشيراً إلى أن هناك عدة تحولات دفعت جماعة الرابوني إلى البحث عن مقاتلين خارج سياجات تندوف.

وأوضح المتحدث أن تغيير الظروف الدولية العالمية المتمثلة في انهيار الاتحاد السوفياتي المدعم الأساسي للبوليساريو في فترة الحرب الباردة، وتلاشي الفكر الاشتراكي الذي كانت تتغدى منه الجبهة الانفصالية، وتراجع العديد من دول إفريقيا عن دعمها وعن دفاعها عن أطروحات الانفصال، وكذلك تخلي العديد من دول أمريكا اللاتينية عن دعم الجبهة في المنتديات الدولية”.

إلى جانب، يتابع الأستاذ الجامعي، “توجه المجتمع الدولي نحو إقرار الحل السلمي للنزاع المفتعل في الصحراء، واعتراف الأمم المتحدة بمصداقية مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب”، مشيراً إلى أن كلّ هذا “جعل البوليساريو ضعيفةً ومنبوذة وفي عزلة دولية لم تشهدها من قبل، فالدول التي تساند اليوم البوليساريو تحسب على رؤوس الأصابع”.

وأردف المرزكيوي أن التحولات المذكورة، “جعلت المنظمة الانفصالية تبحث عن موارد مالية وبشرية أخرى تتمثل في التعاون مع الجماعات الإرهابية الغنية وذات الامتداد العالمي مثل القاعدة وداعش”، مسترسلاً أن سلك البوليساريو لهذا الاتجاه، ساهم فيه أيضا، تغير الظروف الدولية في شمال إفريقيا، والمتمثلة أساس في انهيار نظام القذافي الممول الرئيسي لهم في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي”.

وزاد المتحدث في التصريح نفسه بأنه لا وجود لأي دولة اليوم في شمال إفريقيا، تهتم بدفع الأموال وتوفير المقاتلين للجبهة غير الجزائر، التي تحركها مصالحها الإستراتيجية في المنطقة”، متابعاً: “وبما أن جزائر اليوم هي أيضا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة ومن اضطرابات داخلية عنيفة، فإنها لم تعد قادرة على توفير الدعم المناسب لمرتزقة البوليساريو”.

وأبرز المرزكيوي بأن “الكثير من الشباب الصحراوي الذي ولد في المخيمات بتندوف، والذي عاش في الفقر والحرمان واليأس، وجد نفسه اليوم يدافع عن قضية وهمية وعن جمهورية لا يمكن أن تنشأ على أرض الواقع، والكثير من هؤلاء الشباب يطمحون للعودة إلى بلدهم الأصلي في المغرب ليعيشوا في مدن مزدهرة تعرف تنمية واسعة النقاط في جنوب المملكة”.

واعتبر المتحدث بأن “غالبية شباب المخيمات، يعرفون اليوم أن البوليساريو قد ضعفت وأن وهم الجمهورية الاشتراكية المزعومة قد تلاشى إلى الأبد”، لذلك فهؤلاء، يضيف المرزكيوي، “يرفضون حمل السلاح والانخراط في صفوف الجبهة ليصبحوا حطباً في حرب ساخرة أصلا مع ذويهم في المغرب”، حسبه.

وذكر المرزكيزي، بأنه حتى من “يتم تجنيدهم عنوةً من قبل الجبهة يفرون من صفوف المقاتلين ليعودوا إلى المغرب، أو ليتيهوا في صحراء الجزائر بحثاً عن الأمان المفقود”، مؤكداً بأن “هذا يعتبر من الأسباب الرئيسية التي جعلت البوليساريو اليوم تبحث بكل السبل عن مقاتلين محتملين من جماعات إرهابية يخوضون بهم حرباً يائسة ضد المغرب”.

يشار إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية، تضم في صفوفها المئات من الأشخاص المنحدرين من دول مثل مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، إلى جانب العديد من الأسماء التي تنشط في التنظيمات الإرهابية، وهي المعطيات التي أكدها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بعد أن كشف عن وجود ما لا يقل عن 100 إرهابي، داخل جماعة الرابوني.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي