علمت جريدة “بناصا” الإلكترونية أن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة قام، أخيرا، بتعيين محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص، مستشارا له، بعد أن شهد مسار الأخير منعطفا فكريا بارزا في المغرب، وانتقل من تيار السلفية إلى الدفاع عن الدولة المدنية والحريات الفردية، ثم انتقاد الحركات المتطرفة.
ويأتي تعيين عبد اللطيف وهبي لـ”أبو حفص” حسب المصادر ذاتها، بسبب الجدل القائم حول ورش تعديل بعض مقتضيات مدونة الأسرة ومراجعة فقرات القانون الجنائي التي تهم مجال الحريات الفردية، حيث سبق وأكد رفيقي أن العلاقات الأفقية بين الأشخاص هي شأن دنيوي ولا علاقة له بالدين.
وفي نقاشات المجتمع، يحرص عبد الوهاب رفيقي، البالغ 48 عاما، على إبداء مواقفه “الليبرتارية” سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال مؤتمرات وندوات ومقالات، لا سيما في القضايا التي تشهد تقاطبا حادا بين دعاة العلمانية والحريات الفردية.
وارتأت وزارة العدل الاستعانة بخدمات رفيقي، بسبب الجدل المستمر حول مفهوم الحريات الفردية وحدود تطبيق القانون، حيث لقي مشروع مقتضيات مدونة الأسرة، وإلغاء تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، ومنع تزويج القاصرات، وتحريم الافطار العلني في رمضان، والاجهاض، معارضة شرسة من طرف الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية.
وولد رفيقي يوم 25 ماي 1974 بمدينة الدار البيضاء، وبعمر صغير تنقل بين العديد من مدن المملكة لحفظ القران ودراسة تعاليمه، فحضر في صغره مجالس بعض كبار العلماء والدعاة كالدكتور تقي الدين الهلالي والشيخ عبد الحميد كشك.
وتلقى أولى مبادئ العلم على يد مشايخ الدار البيضاء المعروفين كمحمد زحل والقاضي برهون وإدريس الجاي وعمر محسن وعبد الباري الزمزمي وغيرهم، وانتقل إلى فاس فأعاد بها حفظ القرآن الكريم وأتمه بسن العاشرة، ودرس علم التجويد علي يد بعض القراء المشهورين كالشيخ المكي بنكيران المقرئ المعروف، كما حضر بمسجد القرويين مجالس كثير من مشايخها المعروفين كعبد الكريم الداودي والأزرق وغيرهم.
ونال شهادة الباكلوريا بالدار البيضاء شعبة العلوم التجريبية، حيث درس سنة بكلية العلوم بالدار البيضاء شعبة الفيزياء والكيمياء، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل بها على إجازة كلية الشريعة، ثم درس علي يد كثير من مشايخ المملكة العربية السعودية ومن أبرزهم ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والغنيمان والعباد والشنقيطي وغيرهم.
تعليقات الزوار ( 0 )