أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوع الأخير، نداء إلى الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة في عدد من المدن المغربية والمجالس المسيرة لها بالاستغناء عن غسل الشوارع بالماء، خاصة الرئيسية منها، والاكتفاء بكنسها.
وتأتي هذه الدعوات، وفق النشطاء، بسبب موسم الجفاف الذي يعيشه المغرب نتيجة شح التساقطات المطرية التي سجّلت مستويات موصوفة بـ”المقلقة”، وذلك من أجل ترشيد استعمال المياه، خاصة في غياب أية بوادر عن تساقطات مرتقبة.
تجدر الإشارة إلى جهة مراكش آسفي، كانت السباقة إلى دق “ناقوس الخطر” بشأن ندرة المياه، وذلك بعد سن والي الجهة مخطط عمل منجز من طرف لجنة اليقظة يمنع “غسل الطرقات والأزقة بالماء وواجهات المحلات، باستثناء تلك التي لديها هدف صحي، وسقي الملاعب، والمساحات الخضراء العمومية أو الخصوصية خلال النهار”.
كما دعا إلى التوقف عن ملأ المسابح الخصوصية والعمومية بواسطة المياه أكثر من مرة واحدة في السنة، مع إلزامية تجهيز هذه المسابح بتقنيات تدوير المياه، وغسل السيارات والشاحنات خارج الأماكن المخصصة لها (محطات الغسل المهنية)، مع دعوة المهنيين إلى استعمال التقنيات غير المستهلكة للماء”.
ولم يستثن والي مراكش آسفي الاستعمالات المنزلية للماء من التقنين، سواء كان مصدرها من شبكة التوزيع أو من الفرشة المائية، وتعديل قوة الضغط بشبكة توزيع الماء الشروب وذلك من أجل ترشيد الاستهلاك وتقليل الطلب على الماء.
ويرى خبراء أن المغرب يواجه هذه السنة، موسما جافا لم يشهد مثله منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهي المعطيات ذاتها التي كشفتها وكالة الأنباء الأميركية “بلومبرغ” في مقال نُشر حديثا قائلة أن “نسبة التساقطات المطرية في المغرب هي الأدنى منذ ثلاثة عقود”.
غير أن كاتب المقال لم يستثني دول شمال إفريقيا بأكملها، بل حتى دول جنوب أوروبا خاصة إسبانيا، التي تواجه خطر التصحر، من موجة الجفاف التي ضربت المنطقة.
في السياق ذاته، دعا عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية في حكومة بنكيران، (دعا) إلى مراجعة بعض الممارسات وإعادة النظر في العديد من السياسات العمومية المتصلة بالماء ونموذجنا للتنمية الفلاحية.
واعتبر الصديقي في مقال رأي أن المغرب “أمام مشكل خطير ينبغي التوقف عنده، مشكل يستحق أكثر من اجتماع للجان البرلمانية، ويتطلب نقاشا وطنيا حقيقيا يتجاوز الصراع وثنائية أغلبية/معارضة”.
ولمواجهة هذه الأوضاع، يضيف الصديقي، لا تحتاج الحكومة إلى ابتكار الحلول، فهي موجودة في رفوف الإدارة، حيث نجد ما لا يقل عن خمس مخططات مفصلة لمواجهة الجفاف سبق تطبيقها في الماضي.
تعليقات الزوار ( 0 )